أصبح الناس يحتاجون إلى أكثر من عشرين ضعفا من المساحة التى يقطنون عليها لبناء بيوت لهم وإقامة المصانع للتصنيع الزراعى وغيره و للاكتفاء الذاتى والتصدير ولدينا أيضا بشر يملكون قدرات وإمكانيات بشرية هائلة تريد أن تنطلق لأنها تحلم بغد أفضل وبناء وطن عظيم ومستقبل لأولادهم وأحفادهم. إن هؤلاء حقا هم صناع التاريخ وتحقيق طموحهم يتطلب ويحتاج إلى قائد يريد أن يخلد اسمه فى التاريخ من خلال اتخاذ قرارات لها نفس القدر من الأهمية والمسئولية تسمح لهؤلاء بالبناء وتحقيق الحلم... وفرق كبير بين رئيس يصل لسدة الحكم يلتف حوله شلة من المنتفعين وبطانة لا تريد إلا مصالحها فقط ورئيس بقراراته يخلد اسمه فى صدور البشر قبل التاريخ. فالأول يطوى طى النسيان والثانى يحفر اسمه بماء الذهب فى تاريخ الحضارة الإنسانية وشتان بين الاثنين والتاريخ ملىء بالأمثلة. لا أعرف لماذا خطر فى ذهنى محمد على باشا مؤسس دولة مصر الحديثة. فهل نحن ننتظر أن يكرر التاريخ نفسه ونكون أمام رجل يقدر على اتخاذ قرارات وخطوات جريئة لنقل أكثر من 60 % من سكان الدلتا والقاهرة خارج الكتلة السكانية خلال عشر سنين ليرسم خريطة مصر الجديدة العفية القوية الجميلة والتى تتسع لكل طاقات أبنائها . كل هذا لم يكن يحتاج لشخص عادى أو منساق خلف جماعة أو حزب بل يحتاج لرجل دولة بمواصفات خاصة يقف بنقطة فاصلة بين الجنون والعبقرية فيعطى لكل المعارضين حجمهم ويثبت للمؤيدين حلمهم ليظهر الرئيس متماسكا أمام كل قوى الشر، ويعيد ترتيب قطع الشطرنج أمامه حسب أولويات شعور الشعب بالتحسن النسبى السريع واستعادة هيبة الدولة داخليا وخارجيا بالعدل وسيادة القانون بالتساوى على الجميع . ليراهن السيسى على الشعب الذى أنصفه خلال أسبوع فى مشروع قناة السويس بنفس توقيت كشف كل المتاجرين من رجال الأعمال بصندوق دعم مصر قبل أن يبدأ بنفسه بالتبرع بنصف ماله الخاص ونصف راتبه لصالح الدولة. فالرجل يتحرك بخطوات قوية ليتنقل بين الدفاع والهجوم فى كل حركة ليرفع جزءا من الدعم الحكومى على المحروقات فيفرح الناس بالحصول على حقها فى الخبز والتموين ويجفف منابع الإرهاب من ناحية ويزيد من هيبة الدولة فى ناحية أخرى. لمزيد من مقالات لواء/ محمد الغباشي