جاء افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى مبنى الركاب الجديد بمطار الغردقة الدولى الذىِ تشرفت بحضوره أمس.. ليؤكد أن مصر بدأت طريقها لمستقبل جديد يستهدف دعم السياحة والاقتصاد القومى رغم كل الظروف الصعبة التى تمر بها مصر ومحاولات الإرهاب الخسيسة فرض كلمته على مستقبل هذا البلد. إن مثل هذه المشروعات تجعلنا نتطلع إلى الإمام وإلى البناء ولا نظل أسرى محاولات البعض جرنا للماضى وللخلافات .. فلابد من تجاوز كل ذلك بالطبع مع الاستفادة من تجارب الماضى من أجل مستقبل شعب تجاوز عدد ابنائه 90 مليونا ولا سبيل أمامهم وبقيادة رئيسهم والتفافهم حوله سوى العمل ليل نهار حتى نلحق بركب التقدم ونحقق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. ويأتى تطوير مطار الغردقة الدولى فى إطار هدف أكبر هو دعم وتنشيط السياحة المصرية التى هى من أقوى وسائل دعم الاقتصاد القومى فازدهار السياحة يعنى ازدهار نحو 70 صناعة ترتبط بها.. وتوفير مزيد من العملات الصعبة للبلاد.. والسياحة هى المصنع الجاهز لتوفير فرص عمل للشباب فهى صناعة كثيفة العمالة فبناء غرفة واحدة يعنى إضافة 9.2 فرصة عمل جديدة ومباشرة لابناء مصر فضلا عن العمالة غير المباشرة. لكن الأهم أن تطوير أو تنمية السياحة معناه إضافة المزيد من العمار إلى الصحراء المصرية فمعظم مشروعات التنمية السياحية فى الصحراء وعلى شواطىء البحر الأحمر التى لا يشغلها سكان مصر، ولنا أن ندرك أن مشروعات السياحة فى السنوات الأخيرة أضافت إلى المعمور المصرى من أرضنا أكثر من 1% من مساحة مصر التى نعيش عليها وهى فقط نحو 6% والباقى 94% يحتاج إلى التعمير .. والسياحة هى رأس الحربة فى ذلك. ولاشك أن طريق السياحة طويل وصعب بمعنى أن مصر إذا كانت تريد أن تأخذ نصيبها من حركة السياحة الدولية بما يتناسب مع مقوماتها الفريدة فاننا نحتاج جهدا كبيرا، فنحن لا نأخذ سوى (1% فقط) من حركة السياحة العالمية (أكثر من مليار سائح ومليار دولار« بينما دولة مثل تركيا وصلت إلى 3 أضعاف مصر بصرف النظر عن سنوات الثورة التى تراجعت فيها أرقام السياحة المصرية فمصر فى عام الذروة 2010 وفيه كانت أعلى أرقام حققتها مصر كانت قد وصلت إلى 7.41 مليون سائح و5.21 مليار دولار بينما تركيا العام الماضى 37 مليون سائح و28 مليار دولار. ولم تصل تركيا إلى ذلك من فراغ.. بل نفذت خطة على مدى السنوات الأخيرة لتحقيق هذه الأرقام فى مجالين مهمين ومؤثرين على السياحة جدا وهما الإعلام.. والطيران والمطارات فنحن دائما نقول لا سياحة بدون إعلام.. ونقول أيضا لا سياحة بدون طيران.. واليوم نقول ولا طيران بدون مطارات.. ومن هنا كما فعلت تركيا فالاهتمام بالحملات الإعلامية والإعلانية كان كبيرا جدا وهذا ليس موضوعنا اليوم. أما موضوعنا فهو الطيران والمطارات بمناسبة افتتاح المبنى الجديد بمطار الغردقة.. فتركيا مثلا وصلت بأسطول طائراتها إلى أكثر من 200 طائرة تطير إلى أكثر من 180 نقطة فى العالم فضلا عن شركات الطيران الخاص والشارتر. وفى المطارات توسعت جدا حتى وصل عدد المطارات فيها طبقا لأرقام مجلس المطارات الدولى لأكثر من 102 مطار بينها 8 مطارات دولية كبرى على رأسها مطارات مدن اسطنبول وأنقرة وأزمير وإنطاليا من خلال هذه المنظومة وصلت تركيا إلى 37 مليون سائح .. ونحن لا سبيل أمامنا للوصول إلى مثل هذا الرقم إلا بالاهتمام بالطيران بل لابد أن نحل مشكلة الطيران فهو الأساس فى نقل السياحة إلى مصر. وكذلك فإن تطوير المطارات أيضا يشكل أهمية بالغة للسياحة وتطوير وتوسيع مطار الغردقة يأتى فى هذا الإطار ويشكل أهمية كبيرة تماما مثل مطار شرم الشيخ على أساس أن معظم الحركة السياحية «الثلين تقريبا» الوافدة إلى مصر تتجه للمطارين. ويرتبط الطيران بالمطارات ولابد من الاهتمام بالطيران الشارتر ومنخفض التكاليف فهو الذى ينقل الملايين من السياح وليست مصر للطيران التى تنقل فقط نحو 5% إلى 8% من الحركة السياحية إلى مصر فى أحسن الأحوال، وعلى الدولة والمستثمرين التفكير فى الاستثمار فى الطيران الخاص رغم صعوبة ذلك فالاستثمار فى الطيران مكلف جدا ومخاطره مرتفعة جدا.. ولكن لا سبيل أمامنا لتحقيق الملايين من السياح إلا بالاهتمام بهذه القضية «الطيران والمطارات». لقد اثار افتتاح مبنى الركاب الجديد الذى اعتبره خطوة على طريق السياحة الطويل اهتمامى لكتابة هذه السطور وبقى أن أشير إلى أن هذا المبنى تكلف نحو 3.2 مليار جنيه بالتمويل الذاتى ويصل بالمطار إلى 13 مليون راكب سنويا بدلا من 5.6 مليون راكب حاليا وهو أيضا مبنى مزود بأحدث التقنيات ومستوى عالمى يدعو إلى الفخر. لاشك أن الجهود التى بذلها فريق العمل فى وزارة الطيران المدنى «طيران ومطارات» بقيادة الوزير حسام كمال ومعاونيه وما رأيناه أمس فى مطار الغردقة يستحق التحية والتقدير. آخر كلام.. كان حفل افتتاح مطار الغردقة الجديد بسيطا، لكنه كان رائعا بمشاعر الود والحب التى أحاطت بالرئيس السيسى، الذى قال للحضور تمسكوا بالأمل فى غد أفضل وعليكم العمل بمعدلات غير عادية.. وضجت القاعة بالتصفيق للرئيس حين قال «لقد حان وقت العطاء لمصر».. ونحن معك ياسيادة الرئيس. لمزيد من مقالات مصطفى النجار