هو عنوان يلاحقنا منذ فترة، وقصدت به أن أكتب خطابا رمزيا مفتوحا للمسئولين، وعلى رأسهم المهندس إبراهيم محلب، وذلك بشأن ماننشره من وقائع فساد ولا يلقى بالا، ولا اهتماما من أحد وكأننا نؤذن فى مالطا. فمنذ أسابيع تحدثنا وفتحنا ملف فساد لجامعة خاصة، وانتظرنا أن يرد علينا مسئول واحد، ولو بطلب المستندات التى بحوزتنا للاطلاع عليها، لكن الانتظار طال، ويبدو أنه سيطول أكثر طالما غابت المحاسبة، وزادت طمأنينة المفسدين بأنه لاحساب ولا رقابة ولا عقاب لفسادهم. الذى لايعرفه هؤلاء المسئولون المتجاهلون صرخات الناس واستغاثتها, إن حالة من الخوف بدأت تنتشر بين الكثيرين بسبب هذا التجاهل لإحساس هؤلاء المظلومين والمتضررين من الفساد بأنه كلما تكلموا ازداد البطش بهم، وتربص بهم هؤلاء المفسدون لينالوا منهم. أقول ذلك عندما وصلنى هذا الأسبوع عدد من الوقائع تتعلق بلصوص ومافيا الأراضى التى صارت تنتشر فى ربوع البلاد وأرجائها، تستحوذ على آلاف الأفدنة، ويشيدون أسوارهم حولها دون حسيب أو رقيب يسألهم من أين لكم هذا ؟ .. هذه الوقائع والوثائق التى تدعم صحتها بقدر مايسعدنا وصولها إلينا بقدر مايفزعنا توسل أصحابها ومرسليها ألا ننشر أسماءهم، خشية أن ينال منهم هؤلاء «الجبابرة»، لأنه وببساطة لم يظهر حتى الآن من يحاسبهم، أو أى ملامح جادة تبشر بأن الدولة حاسمة فى مواجهتهم وردعهم وعقابهم، بل العكس ما يحدث ، شبكة الفاسدين تزداد اتساعا وتعقيدا، هكذا يشعر الناس ويبلغوننا وينذروننا بأنه إذا نشرنا وأشرنا إليهم ولو بذكر أسمائهم فسيتنصلون من علاقتهم التى تربطهم بكل الوقائع التى أرسلوها إلينا. إن البيانات والمعلومات التى بحوزتنا تؤكد أن هذه المافيا بالفعل صارت خطرا كبيرا على أمن الناس وأرزاقهم، هى فعلا تستحق الفحص والمراجعة والتحقيق، وإذا كان الرئيس يشدد دائما على مكافحته للفساد، فنحن بدورنا نشد على يديه بأن يدقق فى اختيار معاونيه الذين يختارهم لمتابعة هذا الملف وإبلاغه صحيح مايتضمنه، فبدون محاربة الفساد بجدية وقرارات فورية لن تعود للناس ثقتهم بأن الثورات ليست مظاهرات ولا إضرابات ولا شهداء يتساقطون، وإنما معاول تهدم الفساد وتقطع رأسه من جذوره، وهذا ماننتظره قريبا مثلما ننتظر محاسبة طال غيابها. لمزيد من مقالات أبوالعباس محمد