تنسيق الدبلومات الفنية 2025 .. كليات ومعاهد دبلوم تجارة 3 سنوات وتوقعات الحد الأدنى للقبول    بعد صعود سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 20-8-2025 صباحًا للمستهلك    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 20-8-2025 في البنوك    مذكرة تفاهم للتعاون بين «قناة السويس» وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    إسرائيل تستدعي 60 ألف جندي من الاحتياط ضمن الاستعدادات لاحتلال غزة    مصر تجهز مئات الشاحنات يوميا والاحتلال مستمر في «هندسة التجويع»    القنوات الناقلة مباشر لمباراة الأهلي والقادسية في نصف نهائي السوبر السعودي 2025    محافظ القاهرة يعتمد امتحانات الدور الثاني للشهادة الإعدادية    ويجز يحيي حفلا بمهرجان العلمين الجمعة 22 أغسطس (اعرف شروط الدخول)    قبل عرض الحلقة الأخيرة من «بتوقيت 2028».. تفاصيل ثالث حكايات «ما تراه ليس كما يبدو»    مزاج المصريين.. قهوة الفلتر الخيار الأمثل وطريقة خطأ لتحضير «الإسبريسو» تعرضك للخطر    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 20 أغسطس في بداية التعاملات    الرهائن ال20 والإعمار، ويتكوف يكشف وصفة إنهاء حرب غزة    البيت الأبيض يُطلق حسابًا رسميًا على "تيك توك".. وترامب: "أنا صوتكم لقد عدنا يا أمريكا"    "تفوق أبيض وزيزو الهداف".. تاريخ مواجهات الزمالك ومودرن سبورت قبل مباراة الدوري    نجم الزمالك ينعى محمد الشناوي في وفاة والده    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدوري    تحدث بصوتك لغة أخرى، إطلاق الدبلجة الصوتية في فيسبوك وإنستجرام    صعبة وربنا يمنحني القوة، كاظم الساهر يعلن مفاجآت للجمهور قبل حفله بالسعودية (فيديو)    حمزة نمرة عن أحمد عدوية: أستاذي وبروفايل مصري زي الدهب»    د.حماد عبدالله يكتب: كفانا غطرسة.. وغباء !!    المناعة الذاتية بوابة الشغف والتوازن    31 مليون جنيه مصري.. سعر ومواصفات ساعة صلاح في حفل الأفضل بالدوري الإنجليزي    تبكير موعد استدعاء 60 ألف جندي احتياطي إسرائيلي لاحتلال غزة    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    مجلس القضاء الأعلى يقر الجزء الأول من الحركة القضائية    10 صور ترصد استعدادات قرية السلامية بقنا للاحتفال بمولد العذراء    محاكمة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان اليوم    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 ونتيجة تقليل الاغتراب (رابط)    فلكيا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة الرسمية للموظفين والبنوك    خلال بحثه عن طعام لطفلته.. استشهاد محمد شعلان لاعب منتخب السلة الفلسطيني    محافظ شمال سيناء يلتقى رئيس جامعة العريش    حسام المندوه: بيع «وحدت أكتوبر» قانوني.. والأرض تحدد مصير النادي    ترامب يترقب لقاء بوتين وزيلينسكي: «أريد أن أرى ما سيحدث»    مصطفى قمر يهنئ عمرو دياب بألبومه الجديد: هعملك أغنية مخصوص    مصدر أمني ينفي تداول مكالمة إباحية لشخص يدعي أنه مساعد وزير الداخلية    الإليزيه: ربط الاعتراف بفلسطين بمعاداة السامية مغالطة خطيرة    جولة ميدانية لنائب محافظ قنا لمتابعة انتظام عمل الوحدات الصحية    أكلة لذيذة واقتصادية، طريقة عمل كفتة الأرز    بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها    المقاولون يهنئ محمد صلاح بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب فى الدوري الإنجليزي    أحمد العجوز: لن نصمت عن الأخطاء التحكيمية التي أضرتنا    موعد مباراة منتخب مصر أمام الكاميرون في ربع نهائي الأفروباسكت    1 سبتمر.. اختبار حاصلى الثانوية العامة السعودية للالتحاق بالجامعات الحكومية    بعيدًا عن الشائعات.. محمود سعد يطمئن جمهور أنغام على حالتها الصحية    هشام يكن: أنا أول من ضم محمد صلاح لمنتخب مصر لأنه لاعب كبير    حملة مسائية بحي عتاقة لإزالة الإشغالات وفتح السيولة المرورية بشوارع السويس.. صور    «مصنوعة خصيصًا لها».. هدية فاخرة ل«الدكتورة يومي» من زوجها الملياردير تثير تفاعلًا (فيديو)    تخريج دفعة جديدة من دبلومة العلوم اللاهوتية والكنسية بإكليريكية الإسكندرية بيد قداسة البابا    رئيس وكالة «جايكا» اليابانية مع انعقاد قمة «التيكاد»: إفريقيا ذات تنوع وفرص غير عادية    السيطرة على حريق بأسطح منازل بمدينة الأقصر وإصابة 6 مواطنين باختناقات طفيفة    حدث بالفن| سرقة فنانة ورقص منى زكي وأحمد حلمي وتعليق دينا الشربيني على توقف فيلمها مع كريم محمود عبدالعزيز    تحتوي على مواد مسرطنة، خبيرة تغذية تكشف أضرار النودلز (فيديو)    هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. أمين الفتوى يجيب    تعدّى على أبيه دفاعاً عن أمه.. والأم تسأل عن الحكم وأمين الفتوى يرد    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    أمين الفتوى ل الستات مايعرفوش يكدبوا: لا توجد صداقة بين الرجل والمرأة.. فيديو    الشيخ خالد الجندى: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إن الله لا يصلح عمل المفسدين
نشر في المصريون يوم 10 - 01 - 2014

صناع الفساد يسعون ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، سفرا ومقاما، حلا وترحا لا..!! لماذا؟! لأجل نشر فسادهم، وبث سمومهم، وتحقيق أغراضهم، يعاونهم الشيطان، ويمهلهم الرحمن، يقهرون أنفسهم، و يجهدون عقولهم، ويقتلون مشاعرهم، ويفقدون إحساسهم ، وينفقون أموالهم، ولكن هيهات...!!
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ﴾ (الأنفال: من الآية36).
رهط اليوم كرهط الأمس في الفساد والإفساد..يتبين ذلك من خلال الآيات القرانية ، لأن الهدف واحد..!! والغاية واحدة..!! صد عن سبيل الله، وتهميش لدين الله، بل وإقصائه من واقع الحياة ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ (النمل: 48-49)
نفر قليل، لكنه جهد كبير..!! لا يُفسدون في المدينة فحسب بل ﴿يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾! انه جرم الإفساد...تعظيم القرآن لخطر الإفساد في الأرض..!! جعل الإفساد في منطقة معينة هو في حقيقته إفساد في جميع أرجاء الأرض..! فماذا نقول لمن يريد أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟ ممن يُريدون للمرأة أن تُسفر عن جسدها، وتخرج من حياءها،وتترك مبادئها ، وتغضب ربها ويسعون من أجل ذلك سعياً حثيثاً، ويصبرون في هذا الطريق ويصابرون..!!.
بل وفي تهميش الشريعة، وتعطيل الرسالة، سيادة القانون الوضعي، وموالاة الكفار ومعاداة الأصدقاء، بل قتل الشعوب ونهب الجيوب والحرب علي العلماء..!!
الإفساد في الأرض شيمة المجرمين، وطبيعة المخربين، وعمل المفسدين، والفساد في الأرض ضياع للأملاك، وضيق في الأرزاق، وسقوط للأخلاق، انه إخفاق فوق إخفاق، يحول المجتمع إلى غابة يأكل القوي فيه الضعيف، وينقض الكبير علي الصغير، وينتقم الغني من الفقير، فيزداد الغني غني ويزداد الفقير فقرا، ويقوي القوي علي قوته ويضعف الضعيف علي ضعفه...!!
الداعين للفساد عددهم قليل جداً، فهم رهط قليل قد لا يتجاوزون العدد في رهط ثمود، نعم قد يكون لهم أتباع وأذناب، وعملاء..!! لكن المحرك الأساسي عند ذلك الرهط الذين ﴿يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾.
﴿قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ﴾..!! مؤامرات داخلية واتفاقات سرية، واجتماعات دورية، لماذا كل هذا؟!! ليتم الإفساد بحسب ما يخططون، وبقدر ما يستطيعون.
﴿قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ﴾ هم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، ويتصدرون بأسمائنا، وينهبون تحت أسماعنا وأمام إبصارنا...!! (لنبيتنه) مع سبق الإصرار والترصد...!!و البيات لا يكون إلا بالليل، تعلق هذا الرهط بالظلام!! أما رهط اليوم أشد حباً وشغفاً للأضواء..!! كيف؟!! جرائد صفراء..!! وليالي حمراء..!! وشعارات جوفاء..!!، ثم معاداة لشريعة السماء، يبيتون بليل..!! ويمكرون بإخلاص..!! ويخططون بحقد..!!يقضون الليل في نقاش وحوار، في تخطيط وإصرار، لتدمير الإسلام وإبادة أهله، لهد بنيانه، وإسقاط أركانه، ومحو آثاره، وطمس هويته، وسلب مقدساته، فإن لم يستطيعوا القضاء عليه مباشرة، فلا بأس بالتعامل الحضاري..! بالقتل البطيء..! بالموت الرحيم..!، فينظرون أيها أشد فتكا، وأعظم هتكا، فيبثون ما تحمله الرياح عبر الهواء والأثير، وما يكتب في المجلات والجرائد عبر المنافق والعميل، وإن كان رهط ثمود أرادوا أن يقتلعوا الإسلام من جذوره بقتل نبي الله صالح، فهاهم أتباعهم اليوم قد استوعبوا الدرس، وأدركوا بأن جذوره متأصلة متينة، فتبقى لهم وسيلة أخرى من هدم الدين بتهميشه وتنحيته..!! بعزله وتقييده...!!عجيب امر هؤلاء الذين اتفقوا منذ فجر التاريخ على إيذاء المؤمنين في أهليهم، إذا ما يحدث اليوم من حصار ودمار، وفساد وإفساد وحرب مسعورة علي المصلحين وأهليهم ما هو إلا صدى لما تعرض له الأنبياء والصالحون في أهليهم، في قصة إبراهيم عليه السلام مع النمرود معلومة، ولوط وبناته، وموسى وأمه وأخته، وعيسى ووالدته، وكلنا يتذكر حادثة الإفك وما فيها من إيذاء، وهذا رهط ثمود يخططون لقتل أهله، وتدميرهم!
حتى جاء رهط اليوم يريدون أن يقتلوا المرأة، بتقيدها وسحلها وقتلها في الميدان فضلا عن ضرب عفافها، وطمس هويتها، وقتل حيائها، بدعوى التحرر. في الاعلام ..! لكن رغم الضربات ورغم الحملات، بفضل الله ثم بجهد المصلحين- علي مختلف انتماءاتهم وأوطانهم- الحجاب ينتشر..!! والحياء يترعرع..!! الصمود يتلألأ..!!، والصحوة تتألق..!! شاهت الوجوه وخابت المساعي كما شاهت من قبلها، وخابت من سبقتها..!!
لكن هناك تهديد شديد، من عزيز حميد، سنة كونية، وقدرة إلهية، وأية قرآنية سطعت على مدار الزمان والمكان، لتُسمع من كان حيا فيرتدع، وتذكر من كان ناسيا فيفيق، وتنذر من كان غافلا فينتبه، وهي رسالة إلى من بات يربط ويخطط، يعلل ويحلل، يمكر ويُفكر، يتحين ويتخيّل، لتحريف آية قرآنية، أو طمس سنة نبوية، ليحجب الناس عن دينهم، ولكن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فما عاقبة مكرهم؟
" فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ" !! إنها مسألة حسابية واضحة ﴿تِسْعَةُ رَهْطٍ﴾ فقط في مجتمع، قادوا المجتمع إلى الهاوية أيصلح الله عملهم؟! كلا..!! ﴿أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ﴾.
إن رهط اليوم بلغوا من الفساد والإفساد ما لا يصدقه عقل..!! ولا يخطر علي بال..!! فعلوا كل شيء في كل شيء..!! لكن أيصلح الله عمل قوم تاجروا في أقوات الشعوب فضيعوها عمدا، وتحايلوا علي أموال اليتامى فأكلوها ظلما ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾ (النساء: 10)..إذا كان الناس لا تعرف هؤلاء المجرمين المفسدين فالله يعلمهم، ﴿....وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (البقرة: 220)
أيصلح الله عمل قوم اضمروا الشر وكرهوا الخير...؟!! أيصلح الله عمل قوم لا يدعون الصد عن سبيل الله ولا ينفكون عن إيذاء العاملين بمنهج الله...؟!! ويبتغونها عوجا في كل ميادين الحياة..؟!! كلا..!! ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس: 81)...!! ﴿وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ (الأعراف: 86)
أيصلح الله عمل قوم يسعون سعيا حثيثا نحو الدمار والخراب، فيوقدون الحروب، وينسجون الخطوب، ويفتنون الشعوب ﴿...كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (المائدة: 64)
أيصلح الله عمل قوم فعلوا الفاحشة وقالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا..كلا..!! ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس: 81)...!! ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (الأعراف: 28) إن الله يعلم من المصلح ومن المفسد كيف؟!! ﴿وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (البقرة: 220)
إن الذين يجحدون النعمة ويرفضون الدين كصلاح للدنيا - ظلما وعلوا واستكبارا - بعد يقينهم وتأكدهم من ذلك فاسدون أيضا مفسدون ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾ (النمل: 14)
إن المفسدين يجب أن يعزلوا، وان يقاطعوا فلا يمشي معهم احد ولا يتعاون معهم احد حتى ولو أنفقت في ذلك أموال وبذلت من اجل ذلك جهود...!! ﴿قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً﴾ (الكهف: 94)...قالوا: يا ذا القرنين (إن يأجوج ومأجوج) اسمان أعجميان لقبيلتين (مفسدون في الأرض) بالنهب والغي عند خروجهم إلينا (فهل نجعل لك خرجا) جعلا من المال (على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) حاجزا فلا يصلوا إلينا...!!
المفسدون سابقا في مكة قالوا للمؤمنين (إنا نعطى في الآخرة مثل ما تعطون)...بمعني أغنياء الدنيا – ولو من نصب ونهب – هم أغنياء الآخرة...!! فانزل الله ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ (ص: 28)...!! نعم فرق واسع بين الصلاح والفساد، وبون شاسع بين التقوى والفجور...!!
قمة الفساد في الأرض...!! ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (القصص: 4) هذا الأول من الفراعنة أيصلح الله عمله..!! كلا..!! عندما أراد أن يؤمن وهو يغرغر رفض ولم يقبل الله منه...!! لماذا؟!..لأنه كان عاصيا..!! لأنه كان فاسدا...!! ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس: 91) وهكذا كل الفاسدين اللاحقين..!!
المفسد في الأرض لا يشبع من الدنيا ولا يقنع بنصيبه، وإنما يدمن الفساد ويبغ الإفساد ولا يملا عينه حتى التراب ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (القصص: 77)
أيصلح الله عمله..!! كلا..!! ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ﴾ (القصص: 81)
في إندونيسيا، فقد أقنع بعض المنصرين مجموعة من شباب المسلمين أن يعملوا معهم في مجال التنصير، فشرعوا يوزعون الكتب، وبعدما رأوا جهودهم جاءهم المنصر المسئول عنهم، وقال: أنتم عملتم معنا واجتهدتم فماذا تتمنون؟ قالوا: نريد أن نزور مكة لأداء فريضة الحج! فعلم أنهم لم يتأثروا بالنصرانية....!! ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس: 81).
فيا أهل العقول من كل الاطراف اوقفو الفتنة قبل الفوات ..!! ويا أهل المروءة من كل الاشراف استوعبوا الدرس قبل الممات ويا اهل الشريعة عودوا الي الشريعة قبل التعامل بالحسنات والسيئات في الاخرة لا بالجنيهات والريالات!
ان رهط اليوم من المفسدين يقودون الأمة نحو الهاوية، إنهم يحملون معاول الهدم لإغراق السفينة، إنهم يحملون أدوات الفساد لطمس الرسالة، إنهم يحملون بذور الإفساد لتحريف العقيدة، انهم يقتلون ويعتقلون ويسحلون رجل امراة لايفرقون ، شاب وفتاة لا يكترثون ، شيخ وطفل لا يستحون ، لكن أيصلح الله عملهم كلا! ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (التوبة: 32)...أيحقق الله غرضهم...!! كلا..!!
إن الإفساد سعي دنيء، وعمل رديء، وخلق وضيع ينافي الفطرة، ويغضب الرب، ويفسد الأجيال، ويحطم الآمال ويمهد الطريق إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة!! ﴿إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (المائدة: 33)

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.