يقدم الكاتب والمفكر الكبير خالد محمد خالد في كتابه الوصايا العشر بعض الوصايا التي تبعث الطاقات وتشحذ الهمم, وتعتبر خلاصة تجربته وعصارة فكره, ويقول للقراء, أخشي أن تشعركم كلمة الوصايا بأن من ورائها واعظا يملي عليكم مواعظه, وهي: أهلت عصور الحب, فودع الكراهية, لا تدع الخوف يفكر لك أو يشير عليك وطهر من إرادتك وعش قويا, اسبح قريبا من الشاطئ ولا تقايض علي الفضيلة بشيء, أحمل روح الرواد وأبحث عن الدروب غير المطروقة واجعل مناط سعيك مالم يفعله من قبل أحد, لا تعش وعلي عينيك عصابة وامض بصيرا في يمينك الي أين؟ وفي يسارك لماذا؟ عش صديقا طيبا وليكن اسمك نداء النجدة للمكروبين وقلبك مرفأ الراحة للمتعبين, فكر في غير غرور واقتنع في غير تعصب, وحين تكون لك كلمة واجه الدنيا بكلمتك, تقبل وجودك وطوره واختر حياتك وعشها وابق الي النهاية حاملا رايتك, وطد مسئوليتك بالحرية وحصن حياتك بالعدل واترك للوجود شذاك, ول وجهك شطر الله فإنه حق, وضع يدك في يده تعالي, فإنه نعم النصير, ومن تراثنا العربي أهدي هذه الجوهرة, وهي وصية الأمير طاهر بن الحسين الخزاعي المتوفي سنة207 هجرية التي وجهها الي ابنه الأمير عبد الله عندما تولي الامارة, وكان الأمير طه من كبار الوزراء والأمراء في عهد المأمون, وتقول الوصية: تثبت وتأن وراقب وانظر وتدبر وتفكر واعتبر وتواضع لربك وارأف بجميع الرعية وسلط الحق علي نفسك وأفرد نفسك للنظر في أمور الفقراء والمساكين ومن لا يقدر علي رفع مظلمة إليك, لا تمل عن العدل فيما أحببت أو كرهت لقريب من الناس أو بعيد, وأحب أهل الصدق والصلاح, إياك أن تنسيك الدنيا وغرورها هول الآخرة, وأكثر مشاورة الفقهاء, وخذ من أهل التجارب وذوي العقل والرأي والحكمة. مدحت محمد لطفي أرناءوط موجه عام سابق بالتعليم بالشرقية