أنا عندي 19 سنة، حبيت إنسان أكبر مني بسنة بس هو أدي في الدراسة، كان مرتبط قبلي بواحدة لمدة 3 سنين بس سابها، وبعدها كلمني على طول، واتعلق بي.. أنا في الأول كنت مصدّقاه؛ بس بعد كده هو قال لي: أنا حاسس إننا اتسرعنا، وأنا لسه مانسيتش اللي كنت بحبها، وطلب مني إني أفضل جنبه عشان مش هيلاقي زيي تاني، وأساعده إنه ينسى، وإني أشغل له حياته، وأنا احترمت صراحته أوي، وفعلًا وافقت وعملت كده، ودلوقتي بقالنا 10 شهور تقريبًا مع بعض.. ساعات باحسه بيحبني أوي، وساعات باحس إنه مستخسر يسيبني علشان مش هيلاقي زيي. أنا بجد بحبه جدا، وبابقى عايزة أعمل له كل حاجة حلوة، وخايفة أوي، وباقعد أفكر يا ترى هو بيفكّر زيي كده ونفسه يعمل لي كل حاجة بجد، ولا أنا باعذب نفسي وخلاص؟ مهما أعمل علشان أفرحه مافيش على لسانه غير "الحاجة دي وحشة" ممكن يفضل يقول لي كلام جميل أوي ينسيني الدنيا؛ بس مابيعملش منه أي حاجة.. ممكن يبين لي إنه ملهوف عليّ أوي وهيموت ويشوفني، وفي نفس الوقت مابيتعبش علشان يشوفني، لازم أنا اللي أطلب على طول.. باخاف لو اتجوزته يطلّع أي عيب فيّ وخلاص، مع إن كله بيقول لي: إنتي تستاهلي أحسن بكتير، وعايزة حد يقدرك أكتر من كده. هو عيبه إنه حاسس بنفسه أوي، وعارف إن شكله حلو، وإن البنات بتحبه، وإن مافيهوش غلطة، وأنا بازعل أوي من الموضوع ده علشان غروره ده هيعذبني. مش عارفة أكمل معاه ولا أسيبه، ولو سِبته هل هاندم أوي، وأعذب نفسي أكتر عشان حبيته، ولما باقول له إني خايفة من كذا.. يقول لي: كل دي أفكار وهمية في دماغك مالهاش لازمة، إنتي عايزة تعملي مشكلة وخلاص! jas.hanem صديقتي العزيزة.. عند قراءتي لأول سطر في رسالتك، استحضرت سريعًا روح النصيحة المعتادة في مثل حالتك وهي: "إنتي لسه صغيرة، واللي إنتي فيه ده حب مراهقة، ولازم تنسيه وتركّزي في مستقبلك". ولكن عندما قرأت رسالتك لآخرها، أدركت كم أنتِ شخصية ناضجة وعاقلة، وأنكِ على الرغم من صغر سنك، لديكِ قدرة على مصارحة نفسك بالحقيقة وعدم الهروب منها.. في واقع الأمر أنتِ لا تحتاجين لنصيحتي؛ كل ما تحتاجينه بالفعل هو أن تحددي أولوياتك في الحياة، والأفضل لو تقومين بكتابتها على ورقة، وترتبيها حسب أهميتها بالنسبة لكِ؛ سواء كانت دراسة، أو عملًا، أو التطور والارتقاء بمستواكِ العلمي، أو الزواج والارتباط، أو غيرهم من الأمور التي تريدين تحقيقها في حياتك.. ثم انظري إلى هذه الورقة بتركيز وتمعّني، وصدقيني وقتها ستتمكنين من معرفة ما عليكِ فعله الآن وما عليكِ تأجيله قليلًا. والآن دعيني أساعدك في ترتيب بعض الأمور والأفكار التي ذكرتِها في رسالتك؛ فقط لأوضحها أمام عينيكِ أكثر: تقولين إن هذا الشاب كان مرتبطًا بفتاة قبلك لمدة 3 سنوات، وبمجرد انتهاء علاقته معها ارتبط بكِ سريعًا، وبعد ذلك شعر أنه تسرع وأنه يريدك أن تظلّي إلى جانبه؛ حتى ينسى حبه القديم، وأن تشغلي حياته؛ خاصة أنه لن يجد غيرك مرة أخرى.. فهل ترضين لنفسك أن تلعبي هذا الدور؟ أن تقومي بدور الدواء أو المسكّن له؟ لماذا وأنتِ تستحقين دورًا أفضل من ذلك؟ أن تكوني في حياة حبيبك أهم شخص. نقطة أخرى أحب أن تركزي عليها؛ وهي: على أي أساس ينتقد تصرفاتك؟ وهل هو بالفعل له الحق في ذلك؟ ما الذي يعطيه لكِ في مقابل محاولاتك الدائمة لإسعاده؟ إن أي علاقة في الدنيا لن تنجح إلا عندما يتوازن فيها اتجاهين الأخذ والعطاء. لماذا لا تعيشين حياتك وسنك؟ عيشي حياتك من غير تعقيدات، وقومي بعمل كل ما يُشعرك بالسعادة والرضا عن نفسك. ولكن عليكِ أن تنتبهي أنه في بعض الأحيان قد يكون الشيء الذي يسعدنا هو مصدر ندم لنا فيما بعد. ما أريدكِ أن تفهميه أنه لا مشكلة أبدًا في الحب ما دام كان بريئًا نقيًّا لا تشوبه شائبة، وما دام كان تحت مظلة الدين والأخلاق والعادات؛ ولكن المشكلة الحقيقية هي الوهم! نعم أخشى عليكِ أن يكون ما تعيشينه هو مجرد وهم؛ ولذا عليكِ أن تحتاطي جيدًا لنفسك ولمشاعرك، وأعتقد أن أحسن شيء تقومين به الآن هو أن تتحدثي مع حبيبك بصراحة، وتضعي النقاط على الحروف، وأن تخبريه أن عليه تحديد موقفه منك إذا كان يريدك حقًّا.. لا بد أن يسعى لجعل علاقتكما علاقة رسمية. ولو كان غير مؤهل حاليًّا للارتباط الرسمي؛ فالأفضل أن تقتصر علاقتكما على الزمالة؛ حتى يتمكن من التقدم لكِ بشكل رسمي. وبذلك صديقتي العزيزة تحمين نفسك ومشاعرك وكرامتك من أن تُهدر في علاقة غير مؤكدة؛ لأن هذه الأشياء هي الأهم في حياة الإنسان؛ فلا تضيّعي طاقة مشاعرك النبيلة هباء. ونصيحتي لكِ أن تلتفتي لدراستك، وأن تجعلي مستقبلك هو أهم شيء في حياتك. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا