لم يعد يشغل الجماهير بعد الخروج المهين من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية سوي أسم المدير الفني الجديد للمنتخب خلفا للجهاز الفني بقيادة شوقي غريب الذي اتهمه البعض بالفشل وحاول البعض الآخر إنصافه بأن الظروف السياسية التي مرت بها البلاد والتي تسببت في عدم إنتظام مسابقة الدوري وغياب الجماهير كانت من أهم أسباب تدهور مستوي المنتخب ولذلك سنحاول من خلال السطور التالية التعرف علي ملامح المدير الفني الجديد للمنتخب. في البداية يري الدهشوري حرب ان الظروف التي تمر بها الكرة المصرية حاليا تتشابه تماما مع نكسة 67 عندما أكد المقربون من الرئيس جمال عبد الناصر ان السبب في النكسة الإستماع إلي أغاني أم كلثوم والكرة فأصدر قرارا بإيقاف النشاط الكروي لمدة عام فكانت النتيجة تراجع الكرة المصرية 7 سنوات للوراء تفوقت خلالها منتخبات أخري علي مصر بعدما كانت علي قمة الكرة الافريقية فما بالك وان النشاط الكروي كان غير منتظم في الأعوام الثلاثة الاخيرة فلذلك ليس غريبا ماحدث لشوقي غريب والمنتخب لأن اعظم مدرب كان لايستطيع تحقيق أكثر مما حققه الجهاز الفني للمنتخب مشيرا إلي ان المدرب الوطني كانت نتائجه أفضل خلال الأعوام الماضية علي المستوي الدولي ولكن الظروف الحالية تتطلب مدربا أجنبيا بشرط ان يعتمد المسئولون عن الكرة خطة عمل لهذه المرحلة الصعبة التي تمر بها الكرة في ظل اعتزال حوالي 9 نجوم كانوا دعائم أساسية في المنتخب بالإضافة إلي عدم حدوث تواصل بين الأجيال بين اللاعبين القدامي ولاعبي المنتخب الحاليين واللعب بدون جماهير حيث لاتحتمل الظروف الحالية ان يقوم الأمن بتأمين حوالي 10 مباريات في أكثر من محافظة لأن هناك أشياء اخري اهم وأخيرا عدم حصول اللاعبين علي مستحقاتهم بالأندية ولذلك حتي ينجح المدرب الأجنبي لابد من توفير مباريات ودية كثيرة للمنتخب مع دول أفريقية و الإهتمام بلاعبي المنتخب الاوليمبي والاعتماد عليهم إلي جانب الأفضل من المحترفين والمحليين مع المساندة الإعلامية بينما يؤكد سمير زاهر انه لابد من إعادة ترتيب البيت من الداخل وإجراء دراسة متأنية وتعجب من إعلان المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة عن عدم تدخله في اختيار المدير الفني الجديد للمنتخب في الوقت الذي خرجت فيه منتخبات 98 والشباب والقومي من التصفيات المؤهلة لامم أفريقيا مطالبا بضرورة ان يمد الوزير يده إلي إتحاد الكرة مثلما فعل المهندس حسن صقر سابقا وأحرز المنتخب 3 بطولات أمم افريقية متتالية وكذلك عبد المنعم عمارة وحقق المنتخب بطولة 98 مشيرا إلي ضرورة تشكيل لجنة تضم المعنيين بشئون الكرة تعمل لمدة شهر وتعطي تصوراتها لإتحاد الكرة المهموم بالمشاكل والذي لابد ان يستكمل دورته ويقترح ان تضم اللجنة أيا من هؤلاء : الدهشوري حرب وعصام عبد المنعم وسمير زاهر وعبد المنعم الحاج وفاروق عبد الوهاب وعمرو ابو المجد وأسامة خليل وعلي ابو جريشة وخالد بيومي وابو ريدة وشوبير مؤكدا ان الانسب لقيادة المنتخب في هذه الفترة مصري وبالتحديد حسن شحاته الذي يحظي بأرضية جيدة وقبول من الجماهير وأنجز 3 بطولات وهو مهيأ لذلك بعكس المدرب الاجنبي الذي ستكون طلباته كثيرة والتي سوف تستفز الجماهير في هذا الوقت ويري حسن الشاذلي انه ليس المهم جنسية المدير الفني وانما الكفاءة والخبرة والإنجازات وعمله في افريقيا هي التي تحدد جنسية المدير الفني فإذا كانت هذه الصفات مجتمعة في المدرب المصري فهو الأولي بتدريب المنتخب لانه سوف يعرف طبيعة بلادنا أكثر من اي شخص اخر لانه سوف يكون مسئولا عن أسم بلد وليس فريقا بالإضافة الي ان التوفيق يلعب دورا كبيرا في نجاح المدرب خاصة اذا عمل في ظروف جيدة بعكس الظروف السيئة التي مرت بها البلاد في الفترة الماضيةونحن هنا لاندافع عن شوقي غريب وذلك لان الأجواء المستقرة من دوري منتظم وحضور جماهيري ومحترفين علي أعلي مستوي تساهم بنسبة 80 % في النجاح مشيرا الي ان أهم الأخطاء التي وقع فيها الجهاز الفني للمنتخب هو الإعتماد إلي 13 محترفا ليسوا علي المستوي فكان يكفي إستدعاء محمد صلاح والنني والمحمدي فقط مما إضطر الجهاز غلي تغيير 7 لاعبين في التشكيل الذي بدأ به التصفيات بالإضافة الي ان اللاعبين المحليين كانوا ليسوا علي المستوي وأخيرا لابد من الإعتراف ان منتخبنا ليس في مستوي تونس والسنغال ولذلك علي إتحاد الكرة إختيار المدير الفني الجديد للمنتخب بأمانة بعيدا عن المجاملات. ويوضح علي ابو جريشة ان الكرة تمر الآن بمرحلة فراغ فني وذلك لان جيلا متخما بالنجوم إعتزل بعد فترة طويلة من العطاء والإنجازات وكان البديل لاعبين ليسوا علي نفس المسستوي بسبب عدم القيام بالإحلال والتجديد التدريجي للحفاظ علي نفس المستوي بالإضافة إلي الظروف التي تمر بها البلاد فلذلك لابد ان يكون المدرب الجديد صاحب رؤية وله القدرة علي بناء فريق جديد مع الإستعانة بلاعبي المنتخب الإوليمبي وان يتفهم الجماهير والمسئولون والإعلاميون ذلك من خلال الحوار الدائم حتي لاتتكرر تجربة المدرب الأمريكي بوب برادلي والذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لإنتكاسة المنتخب بعد ان قام بتجربة أكثر من 90 لاعبا ولم نستفد من أي منهم لدرجة ان المنتخب لا يجد رأس حربة يستطيع الإعتماد عليه ولا حارس مرمي أساسيا مشيرا إلي ان هناك منتخبات مرت بنفس ظروفنا مثل الجزائر والكاميرون وإستطاعت بناء نفسها من جديد ولكي يتحقق ذلك لابد من توافر الرؤية والفكر العالي والمساندة الإعلامية.