في كل مرة تتساقط الدموع.. وتتلاشي الآمال.. وتذهب سنوات العمر بين شقي الرحي من الآلم والحسرة.. فالدرس يتكرر صورة بالكربون.. والفشل صديق دائم للكرة المصرية في تصفيات كأس العالم.. البعض توهم ان الحصول علي كأس الامم الافريقية هو غاية المراد.. ولم يتوصل تفكيره الي ان الجائزة الكبري هي المونديال.. هذا الحلم اللذيذ الذي لا يظهر علي شاشة الحياة سوي مرة واحدة كل اربع سنوات.. ابناء القارة السمراء أدركوا هذه الحقيقة وبات مخططهم الرئيسي الكرنفال العالمي الذي يجمع الافضل والاقوي علي مستوي البسيطة. ولم يعد يلهث الا قليلا وراء البطولة القارية. التاريخ لا يكذب ولا يتجمل.. ولغز الخروج من المونديال لم يعد خفيا علي احد.. سكان الادغال خرجوا من عباءة الوهم القاري وانطلقوا يسرحون ويمرحون وراء منصة الكبار.. فالجوائز المالية في كاس الامم تعادل1 الي10 من مثيلتها في المونديال في حالة مجرد الخروج من الدور الاول.. اما لو استمر النجاح من دور الي آخر.. فحدث ولا حرج عن المغارة الذهبية للمشاركين.. بالاضافة الي الاضواء والشهرة والتعاقدات.. فكل شيء اثناء حفل الكبار يتوقف حوله, والجميع يدور في فلكه, ولكن في نهائيات القارة الدوريات المحلية الاوروبية مستمرة ليس هناك ما ينغص مسيرتها, وبالتالي فانه ليس هناك وقت للسماسرة للتفاوض مع احد, بدليل انه رغم الحصول علي كأس الامم ثلاث مرات.. لم يلتفت أحد الي لاعبينا.. في حين عند المشاركة في نهائيات ايطاليا1990, ظهرت العقود وتوالت التعاقدات التي كانت من نصيب الثلاثي حسام وابراهيم حسن وهاني رمزي. ذاكرة الماضي تقول إن منتخب الفراعنة شارك في تصفيات كأس العالم11 مرة, نجح من خلالها في التأهل إلي المونديال مرتين فقط, وفشل في تسع منها.. تأهل إلي كاس العالم عام1934 عندما كانت القارتان الإفريقية والآسيوية ممثلن في مقعد واحد, وفي عام1990 تأهل عندما كان هناك مقعدان للقارة السمراء ولم يصعد منذ زيادة عدد المنتخبات الأفريقية الموجودة في المونديال إلي خمسة فرق منذ نسخة.1994 خروج المنتخب في تسع مرات, سبع منها كانت علي أيدي منتخبات شمال أفريقيا تونس والمغرب والجزائر وليبيا, مما جعلها عقدة مزمنة في تاريخ المواجهات المصرية العربية داخل القارة السمراء., ويعد المنتخب التونسي أكثر من تسبب في خروج مصر من التصفيات برصيد ثلاث مرات كانت أعوام1998,1976,1974 والمغرب مرتين عامي1986,1982, والجزائر في النسخة الأخيرة عام.2010 أهم المحطات التي يجب التوقف عندها النسخة الثانية من كأس العالم1934 بإيطاليا, والتي شارك فيها منتخب مصر كممثل وحيد عن قارتي آسيا وأفريقيا, وضمت التصفيات ثلاث دول, وهي مصر وتركياوفلسطين, وبانسحاب تركيا حقق الفراعنة فوزا كبيرا علي فلسطينبالقاهرة1/7 قبل أن يتجدد الفوز في فلسطين1/4 وانتزع المصريون بطاقة التأهل إلي المونديال العالمي, وبمشاركة16 منتخبا خرج منتخبنا من الدور الأول بهزيمته من المجر2/4 بعدما كان أول ممثل عربي وإفريقي في المونديال. تصفيات مونديال1978 بالأرجنتين وصل فيها الفراعنة إلي المحطة الأخيرة بلقاء تونس في استاد المنزه, وكان يكفي الفريق التعادل ليصل إلي مونديال الأرجنتين, ولكن بسبب العشوائية وسوء الإعداد ضاعت الفرصة ونال الفريق هزيمة قاسية في تونس1-4, ذلك وإن تونس كانت ايضا السبب المباشر لإقصاء مصر في نسخة.1974 المشاركة التالية كانت تصفيات مونديال1982 بإسبانيا, وخرجنا علي يد المغرب. مونديال روما90 وصل من خلاله الفراعنة للمونديال للمرة الثانية في تاريخهم علي يد المدرب القدير محمود الجوهري عن طريق الجزائر, حيث تمكن جيل التسعينيات بقيادة حسام حسن من القضاء علي الجيل الذهبي للكرة الجزائرية والوصول للنهائيات بفضل التخطيط الجيد وتوفير كافة الإمكانيات أمام الجوهري لتحقيق ذلك. الإنجاز الأقرب في مشوار الفراعنة كان تصفيات1994, التي شهدت نقل مباراة الفريق أمام زيمبابوي بسبب حادثة الطوبة الشهيرة من أحد المتفرجين. عادت تونس لتقصي الفراعنة في تصفيات مونديال1998 بعدها كانت تصفيات2002 وكان الفريق في حاجة إلي الفوز علي الجزائر بعنابة3-0 للوصول إلي نهائيات كوريا واليابان, وانتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله. في تصفيات كأس العالم عام2006 اصطدم الفراعنة بمجموعة قوية ضمت كلا من كوت ديفوار والكاميرون بجانب ليبيا والمغرب وبنين وتحت قيادة فنية للإيطالي تارديلي فشل الفراعنة في التأهل ليمنح ساحل العاج بطاقة المرور. في التصفيات الأخيرة لكأس العالم2010 كان المنتخب مرشحا بقوة للتأهل ووقع في مجموعة ضمت كلا من الجزائروزامبيا ورواندا, ولكنه ضيع علي نفسه الفرصة بتعادل إيجابي1/1 مع زامبيا بالمباراة الافتتاحية للمجموعة بالقاهرة, ثم هزيمة مذلة بثلاثة أهداف من الجزائر, وبالرغم من وصول المنتخب إلي مباراة فاصلة لتحديد المتأهل مع المنتخب الجزائري في السودان إلا أنه خسر في النهاية ومنح الجزائر فرصة التأهل في مباراة صاحبها الكثير من الجدل والصخب. وأخيرا تصفيات..2014 فقد جاء الخروج أمام غانا من التصفيات الحالية بمثابة الصدمة القوية لانه كان يحمل بين طياته مرارة النكسة, وطامة الاخفاق للمرة السادسة علي التوالي. كأس الأمم الإفريقية.. وهم أم حقيقة ؟ . علي الرغم من ان منتخبنا الوطني اكثر المنتخبات الافريقية تاهلا لكأس الأمم واكثرها فوزا بلقبها الا ان الفشل دائما ما يكون حليفه في تصفيات كأس العالم.. حيث اننا لم نتاهل لهذا الحدث العالمي الا مرتين فقط.. الاولي عام1934 والثانية عام1990.. وهو ما يطرح تساؤلات مهمة.. هل مستوي منتخبنا لا يرقي الي العالمية ؟.. هل نسير في الطريق الخطأ مما جعل منتخبا لا يتعدي حدوده القارية ؟ كلها تساؤلات دارت في الاذهان بعد الخروج المخزي والمخيب للآمال امام غانا خاصة بعد سداسية كوماسي.. وللاجابة علي هذه التساؤلات استطلعنا اراء خبراء الكرة المصرية التي جاءت اجاباتهم في السطور التالية, ارجع عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة الاسبق الاخفاق المستمر في التاهل لكأس العالم الي عدة عوامل اولها.. غياب التوفيق الذي ياتي دائما في المقام الاول في كل تصفيات نخوضها للتاهل للمونديال.. وثانيها.. الظروف الداخلية التي اثرت علي منتخبنا حيث توقف الدوري وعدم اقامة اي مسابقة محلية مما اثر علي مستوي لاعبينا. اما ثالث هذه الاسباب فيرجع الي عدم احتراف لاعبينا في الدوريات الاوروبية في سن مبكرة.. فالمنتخبات الافريقية تحشد كل قوتها من لاعبين محترفين في اقوي الاندية الاوروبية في تصفيات المونديال بينما لا يكون هناك اهتمام سواء من الاجهزة الفنية او اللاعبين انفسهم بالتصفيات او النهائيات الافريقية لان كأس العالم هي السوق التي يعرضون فيها انفسهم.. بالاضافة الي ان فوزنا بكأس الامم الافريقية في2006 و2008 و2010 بسبب امتلاك المنتخب لفريق متكامل في هذه الفترة. واضاف ان تفريغ الاندية الافريقية من لاعبيها الموهوبين من اجل الاحتراف في اوروبا هو السبب في اعتلاء النادي الاهلي لمنصة التتويج الافريقية وهذا لا يقلل من الاهلي, والكلام لا يزال علي لسان عبد المنعم, ولكن الاهلي هو الافضل علي المستوي القاري في الامكانيات المادية والافضل ادرايا وتنظيما مما يجعله ناديا محترفا يواجه اندية اشبه باندية الهواة. وهو ما اتفق عليه طه اسماعيل المدير الفني الاسبق للنادي الاهلي والخبير الكروي حيث يري ان الكرةالمصرية تسير للوراء والاندية دائما ما تغالي في المقابل المادي نظير احتراف لاعبيها في اوروبا من اجل الدوري المحلي والكأس مما جعل الكرة المصرية علي هذا المستوي المتدني عندما تواجه نظيرتها الافريقية.. فاللاعب الافريقي يحترف في اوروبا في سن مبكرة ويكتسب الكثير من الخبرات التكتيكية والفنية والوعي الخططي فيصبح من السهل علي المدير الفني لمنتخب بلاده استدعاؤه في اي وقت ومواجهة اي فريق وبالتالي الظهور بشكل جيد في المناسبات الدولية والعالمية.. ولن نسير علي هذا الركب الا في حالة ما سمحت الاندية المصرية للاعبيها بالاحتراف في سن مبكرة. واضاف طه ان الكرة المصرية ايضا تسير دون تخطيط علي عكس الكرة الافريقية التي اصبحت تخطط بشكل احترافي.. فعلي سبيل المثال.. منتخب غانا الذي تاهل للمونديال هو نفسه المنتخب الذي لعب كأس العالم2009 بمصر والتي فاز بلقبها وهو نفسه الذي واجهناه في نهائي امم افريقيا2010 بانجولا.. وهو نفسه الذي كان قاب قوسين او ادني من التاهل للدور قبل النهائي في كأس العالم2010 لولا ركلة الجزاء التي اضاعها جيان امام اوروجواي.. وهاهو الآن يتاهل لكأس العالم وهوما يبرهن علي ان المنتخب الغاني يسير وفق خطة محكمة نحو التاهل ل2014 منذ ه سنوات.. في المقابل ماذ فعلنا نحن ؟! قطبا الكرة المصرية حجر عثرة أمام المنتخب تكمن المشكلة الأساسية في الأندية الكبري سواء الأهلي أو الزمالك أو الاسماعيلي وعلي الأخص قطبا الكرة المصرية, للتعنت السافر من قبل مسئوليهما بعدم الموافقة علي احتراف لاعبي الناديين خارجيا لاكتساب الخبرات واتاحة الاحتكاك القوي من أجل أن يعود هذا كله علي مستوي المنتخب الوطني. نأتي للأهلي لنجد أن كثيرا من لاعبيه طوال السنوات الماضية حصلوا علي عروض جيدة للاحتراف ولكن جميعها تكسرت علي أعتاب القلعة الحمراء بسبب تمسك الادارة وتفضيلها لمصلحتها في خوض اللاعبين لتجربة الاحتراف الخارجي الذي نادي به كثيرا الجوهري. ففي2002 تعنت مسئولو الأهلي أمام احتراف أحمد بلال مهاجم الفريق وقتها,وكان مانويل جوزيه المدير الفني و حسام البدري والمدرب العام ومدير الكرة لدرجة أن اللاعب نفسه هدد علنا بالانتقال للزمالك, ومن هذه اللحظة لم يستطع نجم هذا اللاعب في الملاعب بعد أن كان المهاجم رقم واحد بالفريق لدرجة أن أطلق النقاد لقب أحمد اجوال عليه لكثرة تهديفه. ويتلقي مسئولو النادي الأهلي موسم2010 طلبا رسميا من نادي برمنجهام الانجليزي لضم لاعبه الدولي الفذ محمد أبو تريكة خلال فترة الانتقالات الشتوية مقابل5 ملايين جنيه استرليني, وللأسف يكتشف الجميع بعد فترة أن ادارة الأهلي أخفت عرض النادي الانجليزي عن اللاعب, برغم أن العرض يعد الأكبر في تاريخ انتقالات اللاعبين المصريين خارجيا, حيث تصل قيمة العرض الي ما يقارب من55 مليون جنيه مصري, بخلاف ما سيحصل عليه اللاعب الذي يتجاوز15 مليون جنيه, ليذهب العرض أدراج الرياح دون عودة ودون أن تستفيد جميع الأطراف( المنتخب الوطني واللاعب والنادي الأهلي). أما العرض الذي تلقاه محمد ناجي جدو من نادي باناثينايكوس اليوناني لضم جدو, فلم يلق اهتمام مسئولي الكرة بالنادي وقالوا وقتها أن العرض جاء في توقيت غريب. وهناك كثير من اللاعبين رفض الأهلي احترافهم ليحرم المنتخب من مستوي رائع يؤهله للتأهل والتألق في البطولات العالمية أمثال الشباب أحمد شكري ومحمود تريزيجيه ورامي ربيعة من أندية اياكس الهولندي جلاسجو الفرنسي وجميعهم تلقوا عروضا جيدة لكن الأهلي أدار لها ظهره ليقضي علي آمال لاعبيه ومعهم المنتخب الوطني. ونأتي لمسئولي نادي الزمالك الذي يعتبر حالهم هو نفس حال نظرائهم بالأهلي, فكثيرا ما تعنتت ادارة القلعة البيضاء بل ورفضت احتراف الكثير من لاعبيها. فقد تلقي منذ عامين محمود عبدالرازق شيكابلا عرضا جيدا من نادي أيندهوفن الهولندي للانضمام الي صفوفه, الا أن اللاعب طلب من وكيله أن يكون العرض رسميا وعن طريق النادي, خصوصا أنه يرغب في حالة احترافه الخارجي في أن يستفيد الزمالك من المقابل المادي. كما رفض الزمالك استمرار التفاوض مع نادي أندرلخت البلجيكي بحجة عدم جدية مسئوليه في اتمام صفقة ضم شيكابالا الي جانب أن النادي البلجيكي لا يتناسب مع طموحات الزمالك!!. كما تعنت مسئولو الزمالك في الموافقة علي اعارة محمد ابراهيم الي صفوف مالاجا الاسباني طوال الأشهر الماضية ولكن مع اصرار اللاعب والنادي الاسباني يرضخ الزمالك لاعارة اللاعب, ويقدم نادي فالينسيا الفرنسي عرضا للتعاقد مع عمر جابر لاعب الزمالك ولكن ادارة الزمالك ترفض أيضا لقلة المقابل المادي ولكن النادي الفرنسي قام بتقديم عرض جديد بضم اللاعب في فترة الانتقالات الشتوية يناير المقبل. فرانس فوتبول تجيب: لماذا يفشل اللاعب المصري وينجح الإفريقي!؟ كشفت تقارير مجلة الفرانس فوتبول الفرنسية الواسعة الانتشار فشل تجارب اللاعبين المصريين الاحترافية في الأندية الأوروبية علي مدي العقدين الماضيين, وارجعت ضعف طلب المدربين في أوروبا علي شراء اللاعب المصري لأمور عديدة بناء علي آراء وخبرات مدربي الأندية في بعض اللاعبين ممن ذهبوا إلي أوروبا وعادوا منها بمشاكل وأزمات كثيرة افتعلوها مع أنديتهم. منها ثقافة اللاعب المصري والبيئة التي نشأ فيها والتي عكست عدم الالتزام والانضباط واحترام المدرب في الكثير من المواقف من بعض اللاعبين منهم إبراهيم سعيد مدافع الأهلي السابق وعمرو زكي وأحمد حسام ميدو لاعبا الزمالك وحسام غالي وعماد متعب لاعبا الأهلي وعصام الحضري حارس مرمي الأهلي السابق. فمع احتراف أحمد حسام ميدو أفضل لاعبي مصر من ناحية المستوي والقيمة المالية التي وصلت إلي31 مليون يورو ظن الجميع انه سيفتح الباب للاعبي مصر في الاحتراف بأوروبا نتيجة للنجاح الباهر الذي حققه في البداية, إلا أنها فرحة لم تستمر طويلا علي الرغم أنه احترف في9 أندية أوروبية بدأها بنادي لاجانتواز البلجيكي ومنه إلي أياكس الهولندي الذي حقق فيه نجاحات كبيرة إلا أن مشكلاته مع كومان المدير الفني لأياكس وعدم التزامه في تنفيذ التعليمات دفعت الأخير بوصفه أن ميدو يهتم بالمنظر فقط وليس للعب الجماعي حيث يعتبر نفسه أهم اللاعبين بالفريق. وقال متهكما أنه يتحدث عن ميدو وليس البرازيلي روماريو وتم بيعه إلي مرسيليا الفرنسي في صفقة قدرت ب31 مليون يورو ليصبح الأغلي عربيا. إلا أن للأسباب نفسها تصاعدت المشاكل في مرسيليا ومنه إلي روما الإيطالي ثم إلي توتنهام وميدلذيرة وويجان وأخيرا بارنسلي حيث ابن بطوطة الكرة المصرية قراره بالاعتزال بعد رحيله من بارتسلي الإنجليزي وفشله في الانتقال لأندية الدرجة الأولي الأخري بالإضافة إلي كثرة إصابات وزيادة وزنه, ولم يكن الأمر أفضل مع إبراهيم سعيد الذي احترف بنادي ايفرتون الإنجليزي حيث قال عنه مارتن بويل المدير الفني آنذاك أن نسبة تركيزه لا تزيد علي02% داخل الملعب. وذلك لافتعاله الأزمات مع ناديه الأهلي الذي استبعده وتم ايقافه لعدم الالتزام والهروب من المسئولية قبل الاحتراف في الخارج. ولم يلبث اللاعب ان عاد سريعا وانتهي مستقبله الكروي للأسباب نفسها. في حين كان البلدوزر عمرو زكي صاحب البداية الاحترافية الأفضل مع ويجان الإنجليزي بعد احرازه عشرة أهداف في أقل من موسم, وفجأة لم يلبث أن تراجع مستواه لعدم التزامه وبدأت المشاكل تصاحبه حتي قال عنه ستيف بروس المدير الفني لويجان.. انه لم يشاهد محترفا يتصرف بشكل أسوأ من زكي موضحا انه غير ملتزم بمواعيد حضور المباريات, لا أعرف ماذا أفعل مع زكي بمعاقبته بالغرامة المالية3 مرات وويجان خصم منه ما لا يجنيه المواطن الإنجليزي العادي في عام كامل. بينما لم يتمكن الحضري أفضل حارس مرمي في افريقيا من اكمال تجربته الاحترافية بعد تركه ناديه الأهلي إلي سيون لتحقيق حلم الاحتراف هناك, لكنه عاد سريعا للقاهرة متخليا عن حلمه الذي ضحي من أجله بالكثير ومنها إلي المريخ السوداني الذي تركه بسبب تصاعد العديد من الأزمات, في حين أن الوقت لم يمنح أحمد فتحي المحترف في شيفيلد الإنجليزي وحسني عبدربه في ستراسبورج الفرنسي ومحمد شوقي مع ميدلزيره الإنجليزي وكلها تجارب باءت بالفشل الاحترافي السريع. أما حسام غالي الذي تألق في البداية مع فينورد الهولندي لينضم بعدها إلي توتنهام الإنجليزي ونجح معه في البداية التي توقع لها الكثيرون انتقاله إلي أحد الأندية الثلاثة الكبيرة بإنجلترا. إلا أنه كتب مسيرته الاحترافية بواقعة درامية قضت علي مستقبله الكروي بعدما القي بقميص توتنهام علي الأرض وأمام الجماهير بسبب استبداله في أحد المباريات ليواجه خلالها صفارات الاستهجان من الجميع اثناء خروجه. عجائب الكرة المصرية.. في مونديال90 الفيفا يغير قانون اللعبة بسبب الفراعنة!! غريب هو أمر الكرة المصرية, تجدها منذ ولادة التاريخ حاضرة بداية من نشأة اتحاد الكرة الذي بدأ في1921 وانضم للاتحاد الدولي سنة1923 وأصبح عضوا في الاتحاد الإفريقي كمؤسس سنة1957, ورغم هذا التاريخ الناصع والذي يمنح الكرة المصرية خبرات وتراكمات السنين الا أننا لم ننجح في التأهل الي نهائيات كأس العالم الا مرتين1934 و1990 وكليهما في ايطاليا وبينهما56 عاما ومنذ أخر مشاركة وحتي الآن24 عاما, ويالها من سنوات طويلة يضاف الي وقتها الحقيقي أضعاف من الصبر والحزن لجماهير الكرة المصرية التي مازالت تمني النفس بمشاهدة منتخبها في كأس العالم ولعل الحسرة أكبر في أخر مونديالين حيث كان الأمل قريبا والفرحة علي الأبواب قبل أن تفسده مباراة تسمي الفاصلة, حدثت أمام الجزائر قبل مونديال2010 وأخيرا أمام غانا. ولأن كرة القدم لها مسئولون فكان لابد من توجيه أصابع هذه الاتهامات الي أعضاء مجالس ادارة اتحاد الكرة علي مر العصور ويجب أن يتم توجيه لقب اتحاد فاشل لكل من شارك في ادارة اللعبة خلال مرحلة التصفيات المؤهلة الي كأس العالم, ولأننا يجب ألا ننسي أصحاب الانجازات يجب الاشارة الي أن عند تأهل مصر لأول مرة الي كأس العالم كان مجلس الادارة مكون من جعفر والي رئيسا, والوكالة للأمير عباس حليم والامير سعيد داود بالتزكية, والسكرتير العام احمد فؤاد أنور وتم ندب يوسف محمد افندي سكرتيرا عاما بسبب سفر أحمد فؤاد أنور في أوروبا لمدة شهرين, وامين الصندوق محمد رشدي. وفي نهائيات ايطاليا1990 كان اتحاد الكرة الذي ساهم في تأهل مصر للمرة الثانية في تاريخه هو لجنة معينة برئاسة الكابتن الجويني, ولكن لماذا يفشل اتحاد الكرة في ادارة تصفيات كأس العالم في حين أن أغلب تلك المجالس نجحت في الحصول مع الكرة المصرية علي سبعة ألقاب قارية, فلماذا النجاح القاري والفشل العالمي, ويبدو أن سياسة الأيادي المرتعشة والخوف من سطوة الأندية الكبري أهلي وزمالك بالاضافة الي التربيطات الانتخابية والمصالح التجرية بين اطراف اللعبة هو دائما ما يجعل من منتخبنا ضحية وكبش فداء, فالأهم لدي اتحاد الكرة هو مصلحة القطبين وسلامة لاعبيهم ونيل الرضا من أصحاب النفوذ, ولكن يجب ان يعرف الجميع أن تغيير قانون كرة القدم فيما يخص حارس المرمي يعود الفضل فيه للمنتخب المصري الذي جعل بوب شارلتون مدرب منتخب انجلترا في هذا الوقت يصف مباراته مع مصر بأنها الأسواء في التاريخ بعد أن حصل أحمد شوبير حارس مرمي الفريق في مونديال ايطاليا علي أعلي نسبة أستحواذ للكرة بما يوازي أكثر من نصف وقت المباراة من أجل قتل اللعب وعدم منح المنافس فرصة الحصول علي الكرة, ليضطر الاتحاد الدولي الي منح الحارس6 ثوان فقط استحواذا وبعدها لابد من لعب الكرة! نجوم صنعهم المونديال.. والمواهب المصرية لم تتخط حدود القارة السمراء من لا يعرف قيمة المشاركة في نهائيات كأس العالم, عليه ان ينظر إلي الأسماء التي صنعها المونديال فكثير من مواهب الكرة المصرية لم تتخط حدود القارة السمراء بسبب الغياب عن المشاركة في المونديال فكيف يكون لدينا محمود الخطيب ومصطفي عبده وحسن شحاتة وإبراهيم يوسف وغيرهم من النجوم ولم تعرفهم الكرة العالمية وبالكاد أكتسب معظمهم شهرة من المشاركة في دوري الأبطال الأفريقي مع القطبين, في حين أن العالم كله يعلم من هو صامويل أيتو ودروجبا ورشيدي يكيني وروجيه ميلا والداهية كيشي وإيمانويل أمونيكي وطارق دياب وبودربالة وجورج وايا الليبيري أفضل لاعب في العالم منتخب بلاده لم يحقق شيئا في إفريقيا, ولم يعرف من الكرة المصرية سوي جيل1990 الذي شارك في مونديال إيطاليا رغم أن الكرة المصرية ومنذ أن شاركت في التصفيات لمونديال74 وهي تقدم مواهب لا حصر لها لكن ظلت حبيسة القارة السمراء بفضل النشأة. ففي تصفيات كأس العالم1974 كان مدرب المنتخب محمد الجندي وخرج الفراعنة من تونس وأبرز نجومه علي أبو جريشة وبازوكا والسياجي وعلي خليل, اما تصفيات1978 فتكرر الخروج علي يد تونس مع نينكوفيتش مديرا فنيا وأبرز النجوم محمود الخطيب وفاروق جعفر ومصطفي عبده ومصطفي يونس. ووصل3 منتخبات للمرحلة الرابعة والأخيرة مصر وتونس ونيجيريا حيث لعبوا دوري بالنقاط من دورين ذهابا وأيابا فيما بينهم لتحديد صاحب البطاقة الإفريقية الوحيدة. وفي تصفيات1982 خرجنا علي يد المغرب مع مدرب المنتخب حماده الشرقاوي وكان أبرز النجوم شوقي غريب ومحمود الخطيب وحسام البدري ومصطفي عبده, وفي تصفيات1986 ورغم أننا كنا أبطال القارة إلا أن المغرب أطاحت بنا من جديد مع عبده صالح الوحش وأبرز النجوم جمال عبد الحميد وعماد سليمان وطاهر أبو زيد. واخيرا تم كسر القاعدة في1990 مع محمود الجوهري والنجوم حسام وابراهيم حسن وربيع ياسين ومجدي عبد الغني وهاني رمزي وهشام يكن وغيرهم, حيث تأهل منتخب مصر للمرحلة الثالثة مع منتخبات الجزائر والكاميرون وتونس وتأهلنا علي حساب الجزائر بتعادل سلبي في الجزائر والفوز في القاهرة بهدف حسام حسن.