شعبنا يتمتع بمهارات متفردة يمكن إختصار ملامحها حينما يهل علينا عيد أو مناسبة فتجد صنوف السعادة والفرح تمر بين أضلع كل المحيطين لتصبغ الأجواء بتفاصيل لا تجدها غير عندنا هنا في مصر من طقوس وعادات أصبحت تمثل لنا كيان وتكوين يصنع معني وطعم لحياتنا، وقد يكون هذا لبعض الناس هدفاً كافياً لتحقيق بعض البهجة لبعض الوقت وسط ضغوط الحياة ونمطها الطاحن حولنا. هذا شيء رائع وفريد ولكن لماذا تمسكنا بالقشور وأشكال الإحتفالات وتقليد العادات والمورثات الشعبية بأسلوب غابت عنه الفكرة والمضمون، لنطبق كل آليات الإحتفال بأسلوب "الحفظ" بعيداً تماماً عن كل معطيات الفهم والإدراك، وبخصام دائم لمنطقية التوقعات. كل تلك المقدمات من أجل إحتفالنا هذه الأيام بأعياد الطفولة التي كنا نحرص علي الإحتفال بها في صغرنا ..لا أعرف لماذا ؟ وبقلب تلك المناسبة السعيدة كنا نغني ونلعب ولا أعرف لماذا ؟ ! ومرت الأيام وفقدت تلك المراسم بريقها بل أصبحت بلا معني يمكن إضافته لأطفال الأجيال القادمة فالطموحات والتطلعات وحتي الأحلام جميعها تغير دون رجعه ، ولكن مع الأسف ظلت مراسم الفرح والإحتفال بأعياد الطفولة علي حالها بلا مواكبه للعصر الحالي ، فبقيت بعيداً عن الإبتكار لأطفال لا يبحثون إلا عن الجديد و التغير ، فالإحتفالات والطقوس لابد وأن تتطور لتصير إنعاكساً للواقع وليست تخيلية فالماضي له سحره وجماله الخاص أما الحاضر والمستقبل هما روافد ومصبات لكل التنويعات القادمة، أما عن الصغار وإحتفالات أعياد الطفولة فهو أمر يحتاج لمتسع من الأفكار و الرؤي الجادة وذلك فقط لمحاولة جذب إنتباهم المفقود وسط ضجيج الأصوات، وإختلاف المصالح لتعرقل بذلك مسارات الأهتمام التي قد تسهل لهذا النشيء الحصول عليها لبناء مستقبل جذوره متشعبة قوية ، فالأكيد أن الأحتفال بالطفولة سيكون أجمل وأروع حينما نحتمي بفطرته الصافية وننطلق معهم بدعم ورعاية من أجل مدارس أفضل ومستوي تعليمي حقيقي بعلوم تشيد العقول وألعاب رياضية تبني الأجساد وفنون وثقافات تعلو بالنفوس والأخلاق ومع كل ما سبق سيصبح للإحتفال ألف معني ومضمون يتضح طوال العام . لمزيد من مقالات منار سليمة