يا ذَكَرَ الوحشة ها أنا أترجّلُ عن مفاتنى فامضِ إلى نسلٍ لم يلمعَ فى الطين وارْجُمْ بحصى ذعركَ زجاج الخشخاش لتتناثرَ أسماء الواحد فى وجه كل حقل يغرّدُ ترابه للموتى لا تبعثروا نشيدنا يستلّونَ أسماءَنا كجناح العافية مذعورون من خفّتها ومن خفائها من هبوبها وهمودها يسرفون فى نقر الصنوبر حتى تهدّلنا من الشقوق كأنهم ملوك للخشب كأنّنا متاه عمى قطبي قلقون كعناكب الباب المسحور يستلّون غيابنا بحذر العافية يعبرون مساءاتنا كشبح الوميض ونحن نقيم فى شباكهم نتقافز فوق غصون الطرائد هاتفين: أغلقوا قلوبكم لترونا غنيمة مراوغة مذ كانت الريح مهراً والأزرق عرش للينابيع كنتُ معراج للقصائد فى مدينة يتدلّى كل شيء فيها كلسان سلوقيّ لم يخرج من الدغل سوى بلهاثه اسمك عشتُ حياة ناقصة ضلعاً لذلك يخرج اسمَك من فمى نبيلاً كقوس الكمان صاخباً كقوس المطر مكتملاً كموت يكفى للجميع