كنت أعشق أغنية ست الحبايب ياحبيبة لفايزة أحمد، وهى تشدو للأم وفضائلها ومكانتها فى البيت، وكذلك أغنية شادية ماما ياحلوة يا أجمل غنوة، خاصة عندما يقترب موعد عيد الأم وحتى تنتهى المناسبة. فالأم تملأ حياتنا حبا وحنانا ودفئا، فهى تغمر وليدها حبا بلا حدود، وتشعره بحنانها، ويتلمس منها الدفء. ولا تحجب الأم تلك المشاعر عن الابن مهما راحت أو غدت، أو غاب هو عنها آلاف الأميال، فحديثها يعيد له الأمل والبسمة والطاقة الايجابية حتى إذا ملأت الهموم قلبه وحياته. يمرض الطفل وتتألم أمه، وتعيش له أما وأبا وأخا، ومن فرط مشاعرها الجياشة تبكى لمجرد ابتعاد ابنها عنها عدة امتار، ولتعود لها البسمة والحياة عندما يعود إليها سالما من رحلة أو مهمة، فهى تبكى فى ذهابه، وبنفس الدموع تستقبله. وتظل الأم هكذا ما حيت، هى الكبيرة وابنها صغير، أيامها تمر وتنقضي، وهو لا يزال طفلا، تكاد تطعمه حتى لو كان أمام اطفاله وأحفادها، فهى تمارس الأمومة مهما بلغت بها الهموم والآلام. ويظل الابن وليدا، مادامت أمه على قيد الحياة، فالعيشة لا تزال سعيدة. ولكن فجأة تتلاشى سعادة الحياة، لتكبر الأم، وتداهمها الأمراض والأوجاع، لينهل منها الداء والدواء. أتحدث عن أعز وأحب إنسانة خلقها الله على النفس وأغلاها على القلب، توفاها الله بعد فترة مرض تحمل جسدها آلامه بجلد، عاشت كنسمة وأبت ألا تودعنا ونحن بجوارها كى لا يشق علينا الفراق، ودعتنا ونحن بعيدون حتى تفارقنا فى هدوء لتصعد روحها إلى بارئها. لا راد لقضاء الله وليس أمامنا سوى الصبر على فراق الأحباب، فالحياة بلا معنى عندما يفارقنا أحباؤنا والأعزاء على قلوبنا ومصدر سعادتنا، فما الحياة سوى إنسان نحبه، وهذا الإنسان فقدناه. وداعا يا أمى. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري