كم من المضحكات المبكيات التي تحدث في مصر كما قالها أبوالطيب المتنبي ونحن نتعايش معها منذ ثورة 25 يناير.. وانتهاء بأحداث كارثة بورسعيد, بعد ان قفز الأرزقية والمزايدون والمتاجرون بدماء الشهداء والمصابين لتصدر المشهد الإعلامي في مصر من أجل اغتنام الفرصة لتحقيق مكاسب شخصية حتي تحولت معه كلمة ناشط سياسي وباحث حقوقي مهنة لكل من لا مهنة له. ومع كامل تقديرنا واعتزازنا وحزننا علي شهداء مذبحة بورسعيد هناك من يحاولون المتاجرة بآلام أسر الشهداء بتشكيل بعض الكيانات السياسية للضغط علي المجلس العسكري والحكومة والنادي الأهلي, وكأن أسر الشهداء لا تعنيهم سوي التعويضات التي سيحصلون عليها, وهو قول يتنافي مع الحقيقة ويهين دماء الشهداء لأنني أعتقد أن أموال وكنوز الدنيا لن تعوض أم ثكلي في ابنها وأب مكلوم في فقد نجله, فلهم منا كل الرحمة ونحتسبهم شهداء عند الله. ونطالب المزايدون بالكف عن هذه الأفعال في ظل تشكيل رابطة لأسر الشهداء للمتاجرة بدماء الضحايا بعد كشفهم عن نياتهم السياسية في تنظيم وقفات احتجاجية والقيام بمسيرات لصرف التعويضات بل المضحك المبكي طالبوا بمنح أسر الشهداء عضويات عاملة بالأهلي!! ولا أجد أبلغ من هذه الأبيات التي جاءت علي لسان شاعر النيل حافظ إبراهيم وكأنه يتحدث عما تعيشه مصر حاليا بعد الثورة في قصيدة وكم ذا بمصر من المضحكات: حطمت اليراع فلا تعجبي وعفت البيان فلا تعتبي فما أنت يا مصر دار الأديب ولا أنت بالبلد الطيب (وكم ذا بمصر من المضحكات) كما قال فيها (أبو الطيب) أمور تمر وعيش يمر ونحن من اللهو في ملعب وشعب يفر من الصالحات فرار السليم من الأجرب وصحف تطن طنين الذباب وأخري تشن علي الأقرب وهذا يلوذ بقصر الأمير ويدعو إلي ظله الأرحب وهذا يلوذ بقصر السفير ويطنب في ورده الأعذب وهذا يصيح مع الصائحين علي غير قصد ولا مأرب فيا أمة ضاق عن وصفها جنان المفوه والأخطب تضيع الحقيقة ما بيننا ويصلي البريء مع المذنب ويهضم فينا الإمام الحكيم ويكرم فينا الجهول الغبي علي الشرق مني سلام الودود وإن طأطأ الشرق للمغرب لقد كان خصبا بجدب الزمان فأجدب في الزمن المخصب! صدق شاعر النيل!! المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد