" وكم ذا بمصر من المضحكات / ولكنه ضحك كالبكا " كلما قرأت هذا البيت للمتنبي العظيم أتذكر د. جلال أمين ، فرغم انه مشهور بالعداء المعلن بل المتغطرس للأدب الحر المستنير ويطالب دائما بمنعه ومصادرته ، ورغم انه قاد حملة منع رواية " الخبز الحافي " لمحمد شكري من التدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، ووقف مدافعا عن المتطرفين في أزمة نشر رواية " وليمة لأعشاب البحر "، والمضحك المبكي، لا الحقيقة المبكية فقط ، انه يبرر - بصلف وقسوة منقطعة النظير - نجاح وأهمية أعمال عميد الأدب العربي طه حسين بانه كان أعمي .. نعم قال بالنص " ان نجاح أعمال طه حسين من أول رائعته " الأيام " يرجع فقط لأنه كان أعمي " إلا انه مازال يفتي في الأدب ، والمؤسف حقا انه يجد من يسمعه ويثق في فتواه لدرجه انه يشاع انه مخترع ظاهرة علاء الأسواني ، وانه ما أن يشير إلي كتاب ، أي كتاب ، حتي تقفز مبيعاته ويتصدر قوائم " البست سيلر "!! معروف ان د . جلال أمين رجل مستريح ، مرفه ، فهو نجل المؤرخ والمفكر الرائد أحمد أمين ، وهو نجم متوج في الفضائيات والمواقع الإلكترونية ، وهو يتميز بنبرة وملامح مرتخية ومشبعة بثقة قلما ينعم بها سواه ، و كان الأول علي دفعته في كل المراحل التعليمية ، ودرس علوم الاقتصاد في لندن ويدرّسه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ، ويتمتع بمكانة مرموقة في مجاله ، و انكب علي العمل في صمت تام عقدا كاملا في الكويت الشقيقة، والأهم ان له أكثر من ثلاثين كتابا ، ولكنه بسبب من عقدة غامضة لا يقنع بذلك ، ويعتقد أن في الاهتمام بالأدب والأدق التطاول علي الأدب والأدباء مكانة تليق بواحد مثله ، وربما نظرا لكثرة انشغالاته ، والكره الفطري لأي تطوير او تجديد أو تحرر ، يكتفي من عالم الأدب بأعمال علاء الأسواني ، والأدب بالنسبة له نوعان لا ثالث لهما ، واحد أصيل عميق وجماهيري يكتبه الأسواني وآخر مزيف وغامض ومدعي بل مريب ونكرة يكتبه باقي الأدباء ، ومؤخرا أفتي بأن الأدباء المصريين لا يخرجون عن ثلاث فئات : الأولي حاقدة علي علاء الأسواني وممرورة ولا تنام الليل من نجاحه ، والثانية تكتب كلاما غامضا وغير مفهوم بالمرة حتي لمنتجيه ، أما الثالثة حسب تصنيفه فهي مدعية ومتآمرة عليه مع خصومه في وزارة الثقافة بل في إسرائيل نفسها ، وهؤلاء جميعا قضي عليهم الأسواني الجبار بالضربة القاضية ... وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا !!.