حان الوقت لتغيير الأسس التي تقوم عليها العلاقات المصرية - الإسرائيلية. لم يعد مقبولا ولا مستساغا ان تظل اسرائيل تضربنا علي خدنا الأيمن وتقول لنا "معلش" فندير لها الخد الأيسر لتضربنا ثانية عليه. الآن.. يجب ان تعلم اسرائيل جيدا ان الضربة حتي لو كانت خطأ فلابد ان نحاسبها ونرد بقوة وهذا لا يعني ابدا اعلان الحرب عليها فهناك فرق وفرق كبير بين الرد الرافض للاهانة والمحافظة علي الكرامة والسيادة وبين اعلان الحرب. كم من مرة تجرأت اسرائيل علينا وسكتنا حتي اصبحت جرأتها وسكوتنا من طبائع الاشياء في علاقة البلدين؟ وكم تجاوزت بقصد وبدون قصد ثم جاء مندوبوها إلينا في صلف وغرور غير معتذرين بل فقط ليفسروا لنا اسباب هذا التجاوز ونحن دائما نقبل تفسيرهم المضحك وغير المقنع. لذك - أظن - وليس بعض الظن اثما - ان اسرائيل عندما طاردت أولادنا رجال الحدود داخل اراضينا وقتلت منهم من قتلت نحتسبهم شهداء عند الله واصابت من اصابت ندعو لهم جميعا بالشفاء.. لم يكن ذلك من باب الخطأ كما زعمت بل التعمد المهين الذي رفضت تركيا مثيلا له. ويقيني انها جعلت هذا الحادث كبالونة اختبار تعرف من خلاله هل مازلنا بنفس التفكير والتصرف في مثل هذه المواقف من السكوت والرضا وبالتالي تتأكد انه لا تغيير بعد الثورة عما كان قبلها أم سيكون لنا موقف آخر فتبدأ في تغيير سياستها واستراتيجيتها معنا؟ حادث الحدود اكد انه لا شيء تغير. اسرائيل علي نفس غيها وضلالها واسلوبها الحقير. الموقف الشعبي لم يتغير تجاه اسرائيل من حيث الرفض لها والغضب منها.. ان لم يكن ازداد رفضا وغضبا باعتبارها العدو الحقيقي لنا وليس العدو المحتمل. والموقف الرسمي لم يتغير ايضا ان لم يكن ازداد سوءا وضعفا وتخاذلا فحتي الخطوة الصغيرة التي كانت ستحسب له بالاعلان عن استدعاء سفيرنا في تل أبيب تراجع عنها بغرابة شديدة ودون ابداء اسباب مما خلف استياء شديدا وغصة في حلق الشعب. ايضا فإن المطالبة بتعديل اتفاقية كامب ديفيد تحولت بقدرة قادر إلي سر حربي خطير لا يعلم أي مصري عنها شيئا وهل سيتم التعديل أم لا وهل هذه المطالبة حقيقية أم للتخدير وتهدئة الخواطر وهل سيكون إذا حدث تعديل يتوافق مع مصالح البلدين أم سيظل الميزان مائلا لصالح اسرائيل فقط؟ نريد ان تكون هناك علاقة شفافة بين الشعب والنظام الحاكم إذا جاز التعبير. يجب ان يتغير الفكر كله والمنظومة كلها ان تكون هناك مكاشفة وصراحة. الثورة هذه المرة ثورة شعب وليست ثورة جيش رغم اعترافنا التام بأنه لولا الجيش ما نجحت الثورة. لذلك فإن الشعب هو الذي يطالب والنظام القائم من حكومة وجيش لابد ان يستجيب. وأمام هذا النظام فرصة ذهبية لتعديل كل الانماط المعوجة أو المائلة وسنده في ذلك الموقف الشعبي القوي. وللحديث بقية غدا.