أكدت دار الإفتاء، أن الإرهابيين يستغلون آيات الجهاد فى القرآن الكريم لخداع البسطاء ومحدودى الثقافة من الشباب وذلك لاستخدامهم أدوات ينفذون من خلالها أجندتهم التفجيرية والتدميرية خدمة لمصالح خارجية تقوم بتمويلهم ودعمهم بأحدث الأسلحة لتفتيت المنطقة العربية والإسلامية فى مساع من تلك الدول لإعادة الاستعمار بوجه مختلف وصورة متباينة . وأكدت دار الإفتاء، أن إطلاق اسم الجهاد على التكفير، وسفك الدماء، وقطع الرقاب، وترويع الآمين، وتهجير الناس، وسبى النساء، ونقض العهود والمواثيق، ونشر الفزع، وتخريب الديار، هو إجرام فى حق الإسلام. وقال مرصد فتاوى التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية فى تقرير جديد حول “آيات القتال فى القرآن وتوظيف التنظيمات الإرهابية السياسى لها” أن التنظيمات الإرهابية حولت الجهاد من باب صد العدوان، والحرص على تأمين المجتمعات، إلى شهوة نفسية للقتل والتسلط. وأن الجهاد الصحيح الشرعى المحقق لمقاصد الشريعة والذى يكون تحت راية الدولة لصد العدوان وتحرير الأوطان، وان إطلاق اسم الجهاد على التكفير، وسفك الدماء، وقطع الرقاب، وترويع الآمين، وتهجير الناس، وسبى النساء، ونقض العهود والمواثيق، ونشر الفزع، وتخريب الديار، هو الافتراء بعينه، ولا يحقق من مقاصد الشرع الشريف شيئا، بل يحقق التصور الظالم الذى يروجه الأعداء عن الإسلام، وأنه دين قد انتشر بحد السيف. وأضاف التقرير أن الجهاد بمعنى القتال المسلح هو أحد المعانى التى لا تحصى للجهاد بمفهومه العام، ولا يجوز اللجوء إليه إلا دفاعا عن حرية الاعتقاد والضمير، وحرية الأوطان مشيرًا إلى أن القتال هو الاستثناء المكروه لا القاعدة، والضرورة التى تقدر بقدرها. ولفت التقرير إلى وجود عدد من الآيات القرآنية التى يتم تحريفها عن سياقها وتأويلها غير ما تحتمل لتبرير عدد من السلوكيات المنحرفة عن صحيح الدين ومن أبرز تلك الآيات قوله تعالي: (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ). (التوبة: 5) وبين التقرير جملة من الأخطاء المنهجية التى وقعت فيها التنظيمات الإرهابية عند تفسيرها السقيم لآيات الجهاد فى القرآن مفهوما وممارسة موضحا أن أول هذه الأخطاء يتمثل فى الخلل فى تضييق مفهوم الجهاد، بقصر الجهاد على القتال، ثم اختزاله فى القتل المحض، وقطع الرقاب، مع ادعاء أن هذا التشويه هو الجهاد الذى شرعه الله، حتى جعلوا الجهاد غاية، وهو وسيلة، يتم التوصل من خلالها إلى الهداية، وذكر التقرير أن الخطأ الثانى الذى وقعت فيه التنظيمات الإرهابية هو الخلل فى تشغيل منظومة الجهاد وتفعيلها، وذلك من خلال عدة أخطاء: أنهم ليس لديهم أدنى فهم فى فقه النتائج والمآلات وليس لديهم فقه فى الموازنة بين المصالح والمفاسد، وليس لديهم أدنى فهم فى فقه المقاصد وأن الأحكام فى أصلها شرعت لمقاصدها، فكيف إذا انقلب العمل إلى هدم مقاصده.