قالت : عشت أكثر من علاقة مع أكثر من شخص وخرجت من تجاربى في الحياة بجراح كثيرة..هناك من اعتبرنى مجرد نزوة.. وهناك من انسحب في هدوء ولم أجد له أثرا وهناك من باعنى من أجل صفقة زواج عابرة..فى كل هذه القصص لم أجد الحب الحقيقى من آى إنسان عرفته..صاحب النزوة اسمعنى كلاما جميلا في لقاء سريع..واللص الهارب ببعض ايامى لم اجد له مكانا ولم استطع استرداد ما خسرت..أما الذى اختار امرأة غيرى من اجل مالها فقد خسرها وخسرنى وخسر قبلنا المال..هل اخطأت فى الاختيار أم أن الناس لم تعد تدرك قيمة المشاعر فى سوق العلاقات الإنسانية الرخيصة. قلت: نحن عادة نجنى ثمار ما نزرع ..ولا تنتظر وانت تزرع الحنضل أن يتحول إلى أعناب..في تجربتك الأولى كان من الممكن أن تتكشف امامك صورة الرجل القناص وهو يدور حولك يلقى شباكه..إن المرأة بإحساسها الفطرى تستطيع أن تكشف معدن الرجل الذى تتعامل معه .. اذا كان صادقا أم كاذبا يحمل عشرات الأقنعة.. وهذا النوع من البشر عادة يقترب من الفريسة الساذجة حيث يلقى سهامه .. أما النوع الثانى الذى سرق بعض أيامك ومضى فإن لصوص الزمن يمكن أن نعرفهم وسط آلاف البشر .. انهم يماطلون في الوعود .. وفى كل يوم يأتون بأسباب جديدة وأكاذيب ومبررات ومن السهل بعد فترة قصيرة من الزمن أن نعرف ماذا يريدون .. أما النوع الأخير وهو الذى فضل عليك امرأة غنية فهذا رجل متاجر يجيد لعبة الأوراق المالية وكان من الضرورى في رأيه أن يشترى سهما يكسب فيه وكنت أنت السهم الخاسر .. وكما قلت لقد خسر كل شىء على طريقة المضاربين المغامرين .. وهذا النوع من البشر لا يستحق لحظة حزن .. أن الفرسان الثلاثة الذين وقعت في شباكهم أنواع رديئة من البشر..وكان حظك أن تعيشى هذه التجارب الخاسرة..ما بين نزوة عابرة ولص من لصوص الزمن ومغامر ومضارب فى بورصة العلاقات الإنسانية فلا تندمى على احد منهم ولكن الندم على العمر الضائع. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة