القمامة و تلالها باتت مشهداً ليس فقط معتادً بل أستشرت لتتكاثر وتتراكم وسط أعين فقدت قدرها علي رفض أشكال القبح والفوضي وأنوف لا تنفر من روائح الأمراض والتلوث وأذن لاتجزع من نباح الكلاب الضالة حول مغانم المهملات ولاتقوي علي سماع حلاً يطفيء نارها المحترقة، لتعجز الألسن عن طلب النجدة والغوث إلا من رب العالمين. فإن أزدات الفوضي وتزايدت الفضلات بهذا السوء فلنعلم أنه ليس هناك مجالا لشحذ الهمم وتوافد نعمة الخيال وإتساع الأفق، فالمعوقات تنسج شباكها وسط الآف المشاهد الصادمة، بحصار يزداد ضيقاً حولنا حتي أصبح مجرد إنجاز العمل شيء يصعب توفيره، حيث تنعدم إمكانية مواربه الأعين والأرواح التي إن لم تتأذي بالرؤية إذ حالفها الحظ بالعمي! فقد تدمرأغشية الأنف بالرائحة وإن مر ذلك بسلام للحظات، فترمي بين مستنقعات الأمراض بدءاً من العضوية وحتي النفسية، ولكن الأكيد والأشمل هو الأصابة بالعصبية والتوتر الدائمين كنوع من المحاكة للبيئة المستوحشة علينا. ولعل مبادرة برنامج الإعلامية لميس الحديدي هو حلقة لابد أن تتشابك معها كل دوائر بالمجتمع الثقافي والإجتماعي كأولي خطي العمل الجماعي البناء، فمشاهد المتابعة المرتحلة لكل محافظات مصر تجمع القصاصات أمام أعيننا بلقطات تُبصرنا بالحقائق المفزعة... فالنظام والنظافة من الأولويات وليسا من بنود الرفاهية فهما أساس لقيام أمم تحيا لتعمل وتفكر بعقول وأجساد ونفوس سليمة، غير عليلة فقبل الدعوات الإيجابية للعمل و ضرورة الحرص عليه لابد من إفساح الطريق أولاً، فحتي الغابات وحدائق الفصيلة الحيوانية لها نظامها ونسقها المرتب فتعي الحيوانات مسارتها، وليس هناك عيب إن نتأمل حياتهم فقد نتعلم قيمة بين قيمنا المفقودة، ولكن علينا الإسراع في التطبيق وإستعادة وجهنا المصري الذي يليق بنا، حينها فقط يمكن رصد كل التقدمات و التطورات المنشودة وتلك أولي الخطي نحو مجتمع يرتقي ويتوسع بطريقه لأفكار كانت معطلة نحو الإبداع والإبتكار وشعب يحترم وطنه، ولا يقبل أن يراه غير جميل ومنظم مثلما منحة الله لنا فيجب أن نصونه لنجد ما نستحقه. لمزيد من مقالات منار سليمة