لاتزال هناك أكوام تتراكم ليس من الجهد أو العرق لوطننا لا ..أنها للقمامة الملقاه حولنا ،و الأصدق أنها باتت مسلطة أمام أعيننا ليل نهار ،لنتلقفها من كل الإتجاهات و من خلالها فقدنا كل القدرات المساعدة لتحديد نوعيتها ومصادرها المتزايدة في الشوارع والطرقات ،أيضاً الميادين العامة لم تسلم من شرها بمشاركة صادمة و تورط لفئات عديدة من مجتمعاتنا . كل ذلك قد ينطبق علي الأشكال الثابتة لتلك الظاهرة المنفرة ،وهذا كوماً في حد ذاته ! ،أما إذ تحدثنا عن اللحظات الفارقة التي قد نتعرض فيها للهلاك حينما يغافلك أحد قائدي السيارات المتسابقة أمامك ليِلقي من نافذته بمهملاته من العيار الثقيل لتتحول كقذيفة الأعداء ليتبادر أمامك قائمة من الكوارث العشوائية ،تبدأ بإنحراف هيستري للعربات المجنيِ عليها بسبب هذا الكائن الوحدوي ،أو إنها تصيب هدفها بتناثر الزجاج الأمامي ،و قد ينتهي الحال بموت محقق في أجواء تُغلفها الدراما الساخرة المنسوجة بين أصابع الفوضي والأنانية وإنعدام لمعاني غائبة كانت تسمي الذوق العام ،حتي وصلت بنا الأيام لكيفية حماية المحيطين من شر أنفسنا !، لكن ما يكمن في إعتياد المجتمع لتلالها هو الأسواء بكثير من الفناء ،بحيث يحفز بداخلهم الكثير من الطبقات الساكنة لتطفو علي السطح كأمراض تبدأ بالنفسية ،فتؤثر علي السلوكيات و تجرف الباقية المتبقية من أشلاء الأخلاق و القيم ثم تتعسر الأمور لتنتهي بالأمراض العضوية المستعصية ،و بالإضافة للبشر فهناك مجموعات من الحشرات والقوارض ستجد وسط تلك المُنفرات مساحات من المستوطنات المستدامه ! يحدث ذلك تحت بصر الجميع لتطول كافة الأحياء بإختلاف طبقاتها الإجتماعية ،و هذا الأذي البصري من شأنه و بكل بساطة أن يكبل التطبيقات الإيجابية و ما يحيطها من محاولات الصعود نحو مستويات أكثر إنسانية ،و بالطبع يحبط قفزاتنا للتنمية و يشتت تخيلاتنا عن مستقبلنا في براح أرضنا و يهبط بسقف أحلامنا من سمائنا، فالجمال و التذوق و النظافة ليسوا ترفاً متاحاً لأجل رفاهية البلدان ،لكنه ركيزه للبناء و أولي خطي بلادنا لتشيد الحضارات التي كانت و ستعود عندما ننفض كل أشكال القبح ،لتنتشر عدوي الجمال وتُشفي الكثير من أمراضنا الداخلية و الخارجية من تلقاء نفسها. لمزيد من مقالات منار سليمة