فيروس لعين نشأ واستفحل فى مصر بداية من ثمانينيات القرن الماضى ووجد من الريف المصرى أرضا خصبة لكى ينمو ويترعرع، ونظرا لأن مستوى الوعى الصحى هناك ضعيف ومستوى الأمية كبير انتشر سريعا بين الفلاحين وبين الطبقات الكادحة والمعدومة فكان قدرهم أن يعانوا فى حياتهم ويعانوا عند مماتهم، ورغم اكتشاف علاج لهذا الفيروس إلا أنه لا يعطى نسبة الشفاء التامة للمريض، إضافة إلى أنه مُكلف جدا وغير مناسب لكل المرضى.. إنه فيروس سى هذا الفيروس الذى تعتبر مصر من أكبر الدول على مستوى العالم إصابة به بين مواطنيها، وبعد أن سمعنا عن مشكلة بيع أدوية مغشوشة لفيروس سى يوهم بها الكثير من الناس بأنها علاج فعال وقاطع للقضاء على الفيروس كان لابد لنا من مناقشة هذا الموضوع والتطرق لموضوع اكتشاف علاج جديد وفعال للقضاء على فيروس سى ومتى سيصل هذا الدواء إلى مصر ثم جاء الجهاز الذى أعلنت عنه القوات المسلحة المصرية ليبعث باقة أمل جديدة لحاملى المرض ولكن فى البداية كان لنا حوار مع بعض النماذج المصابة بفيروس سى من الشارع المصرى. إيمان عطوة - ربة منزل 52 سنة - أكدت لنا أن زوجها توفى منذ ثلاثة أعوام نتيجة إصابته بورم كبدى واستسقاء ناتج عن إصابته منذ فترة طويلة بفيروس سى، ولم يكن يعرف أنه مصاب إلا عندما تدهورت حالته تماما نظرا لعدم ظهور أية أعراض، وبعد أن اكتشفوا ذلك كان فى مراحله المتأخرة فالكبد كان متليفا ومصابا بأورام سرطانية ويستحيل علاجها إلا بإجراء عملية زراعة كبد خارج مصر نسبة نجاحها ضعيف جدا نظرا لسن المريض وحالته الصحية وما كان يقوم به الطبيب المعالج هو إعطائه مسكنات إلى أن يتوفاه الله مؤكدة أنها أصيبت به عن طريق زوجها بعد أن نصحها الطبيب المعالج لزوجها بإجراء بعض التحاليل التى أثبتت إصابتها بالفيروس وخشية لتكرار تجربة زوجها خضعت لبرامج علاجية لكى تقلل نشاط الفيروس أو تؤخر تأثيره على الكبد، وأشارت إلى أن الطبيب المعالج لها أكد على صعوبة أن تأخذ حقن الأنترفيرون لعلاج الفيروس نظرا لأن سنها تخطى الخمسين عاما ونتيجة الشفاء ليست مؤكدة.
- أحمد خليل شاب فى العشرينيات من العمر محاسب فى مستشفى خاص أكد أنه اكتشف إصابته بفيروس سى بعد أن أُتيحت له فرصة للسفر والعمل بالخارج فى السعودية، وبعد إجراء بعض التحاليل لإتمام إجراءات السفر عرف أنه مصاب بفيروس سى ومُنع على أثرها من السفر وأضاف أنه خضع لفترة طويلة من العلاج بحقن الأنترفيرون والتى كانت تؤثر على قوته البدنية واليوم الذى يأخذ فيه الجرعة لا يستطيع القيام بأى مجهود ويظل لمدة 24 ساعة مقيما بالفراش، وأشار إلى أنه فى انتظار نتائج التحليل لمعرفة نتائج الجرعة العلاجية على الفيروس.
أحمد الغزالى عامل باليومية 40 سنة قال إنه مصاب بفيروس سى منذ 10 سنوات وكثير من أصدقائه قدموا له النصيحة بضرورة العلاج من الفيروس، ولكنه غير مكترث بهذا الأمر فلو فكر فى العلاج والمرض لن يستطيع العمل وسيتأثر نفسيا وتنهار قواه البدنية خاصة أن عمله يعتمد على القوة العضلية، هذا بالإضافة إلى أن جرعات العلاج أو الوقاية من الفيروس ستكلفه الكثير من المال والوقت، وهو فى أمس الحاجة لكل دقيقة ليستطيع كسب قوت يومه. ثم جاء الجهاز الذى أعلنت عنه القوات المسلحة المصرية ليبعث بارقة أمل جديدة لحاملى المرض.
دكتور باسم السيد رئيس العيادات الخارجية بمعهد الكبد أكد لنا أن فيروس سى أكثر من نوع وجين والنوع الموجود فى أوروبا يختلف عن الموجود فى مصر حيث إن الفيروس يعدل ويطور من نفسه على حسب الطبيعة الموجود فيها و40٪ من إجمالى مرضى فيروس سى لا يؤثر فيهم المرض ويستطيعون التخلص منه و60٪ يتحول المرض لديهم إلى مرض مزمن، وهؤلاء المرضى تحدث لهم مضاعفات داخل الكبد مثل الأورام، الغيبوبات الكبدية والاستسقاء وتختلف حالات فيروس سى من مريض لآخر، فهناك مريض تكون حالته مستقرة وآخر تكون حالته متأخرة وأضاف السيد أن المدة الزمنية التى يؤثر من خلالها فيروس سى على الجسم.. لكى يتحرك من درجة إلى درجة تستغرق من 5 إلى 10 سنوات فى الأمور العادية للشخص المحافظ والمنتظم الذى يراجع الطبيب ويتناول الأدوية باستمرار.
- وأشار إلى أن وجود نسبة كبيرة من الفلاحين والعمال ممن يحملون المرض لا يؤثر بطريقة مباشرة على الإنتاج الزراعى أو الصناعى لأن ليس كل من يحمل الفيروس يتأثر به ويصبح غير قادر على العمل والإنتاج، ففيروس سى تظهر آثاره بعد فترة طويلة من الإصابة به، وهناك الكثير من الفلاحين يعلمون أنهم مصابون بفيروس سى، ولكنهم لا يهتمون بالعلاج منه نظرا لتكلفة العلاج أو لتأثير حقن الإنترفيرون على المجهود البدنى لديهم وكذلك طول فترة العلاج التى قد تستغرق عاما كاملا بحقنة أسبوعية، وأضاف أنه طالما الوظائف الكبدية والعلامات الحيوية جيدة فإن هذا الشخص يستطيع العمل بكامل قوته.
وأكد السيد أن الأدوية الموجودة حاليا فى الصيدليات لعلاج الفيروس بخلاف حقن الإنترفيرون هى أدوية تحفظية وهى فقط لتحسين وظائف الكبد أو تعويض بعض الوظائف التى يفشل فى القيام بها إذا ما حدث خلل فى بعض وظائفه ولكنها تحاول أن تحمى الكبد فقط من أثر الفيروس.
وأضاف السيد أن المبادرات التى قامت بها وزارة الصحة من أجل شراء علاج فيروس سى فى أمريكا ب100 ألف دولار للعرض العلاجى هى مجرد اجتهادات فقط وعن الجهاز الذى أعلنت عنه القوات المسلحة أكد أنه لم تصل لهم أى معلومات عنه مشيرا إلى أن المواطنين يريدون استفتسار عن الجهاز وفترة علاجه وهل حالتهم الصحية تسمح بتلقى العلاج أم لا وأكد باسم أنه فوجىء مثل غيره من الأطباء بهذا الجهاز مشددا على أن اختراع أى دواء لابد أن يأخذ فترة التجارب على الحيوانات ثم على عينة من البشر وقد تأخذ هذه المراحل بجانب التسجيل كبراءة اختراع ما لا يقل عن 10 سنوات وأضاف السيد أن فكرة العلاج باستخدام الموجات المغناطيسية تعتبر جديدة فإذا نجحت فهى إنجاز فيما أكدت مصادر داخل أنه كان لابد أن يخطروا الجهاز قبل الإعلان عنه فى مؤتمر صحفى وعن وجود أدوية مغشوشة لعلاج فيروس سى فى مصر أكد عاصم الشاذلى وكيل كلية الصيدلة جامعة الزقازيق أن الأدوية التى تصنع فى مستودعات الأدوية وهى مجرد وهم لأن أى دواء يُكتشف لابد أن يمر بعدة مراحل قد تستغرق على الأقل 10 سنوات والمراحل هى اكتشاف الدواء ومعرفة التركيب الكيماوى للمادة الفعالة وبعدها يتم عمل تجارب على حيوانات التجارب مثل الفئران وبعدها يتم عمل تجارب على خلايا معزولة من الإنسان تحمل هذا المرض، وبعد ذلك تأتى مرحلة التطبيق وليس كل مادة فعالة تعطى تأثيرا مضادا للمرض أو تعالجه يتم استخدامها ولابد من التأكد أولا من عدم سميتها أو إضرارها بأعضاء الجسم الأخرى وما يحدث أن بعد إجراء اختبار للدواء على حيوانات التجارب تتبعها فرقعة إعلامية بأنه تم اكتشاف علاج لمرض، وينبغى أن يكون هناك تريث، والتأكد من عوامل الأمان لأن الوصول إلى التأثير المطلوب بدون عامل الأمان غير مطلوب، وأى دواء بعد أن يُكتشف وينزل إلى السوق لابد من متابعته والدواء المتاح لفيروس سى حتى الآن هو حقن الأنترفيرون، وأضاف الشاذلى أن ظهور ما يسمى بمستودعات الأدوية هى التى أدت إلى وجود من 10 إلى 15٪ أدوية مغشوشة بالسوق المصرية ولا أحد يستطيع كشف الدواء المغشوش من السليم.
فالمغشوش إما أنه لا يعطى الأثر المطلوب، فبالتالى يظل المريض كما هو دون تحسن أو يتفاقم المرض أو قد يكون الدواء ضارا.