زينب هاشم منذ أيام قليلة كشف أعضاء الجمعية الأمريكية لأمراض الكبد فى مؤتمرهم الأخير، النقاب عن دواء جديد لعلاج فيروس الكبد الوبائى، بنسبة شفاء تصل إلى 90 %.. وهذا الخبر تحديداً ربما يكون الوحيد القادم من الغرب الذى أفرح نحو 10 ملايين مصرى مصابون بهذا المرض.. لكننا لم نر تحركًا ملموسًا من المسئولين عن صحة المصريين، ونحن أولى بالسعى وراءه وجلبه إلى مصر بأسرع وقت.. لكن هناك من العقبات ما يقف ضد وصوله لمصر فى أقل وقت ممكن، وهى تكلفته العالية، التى تصل إلى 80 ألف دولار للجرعة العلاجية لكل مريض. يذكرنا ذلك الموقف بظهور علاج فاعل لعلاج الإيدز منذ سنوات، وكانت تكلفته باهظة، فقامت دولة جنوب إفريقيا - إحدى الدول الإفريقية الموبؤة بالإيدز - بجلب المادة الفاعلة وقامت بتصنيع هذا الدواء محليًا ووزعته على المرضى بالإيدز لديها. نحن بحاجة إلى تكرار هذه التجربة مع علاج فيروس سى الذى تم الإعلان عنه، خصوصًا أننا نأتى على رأس الدول الأكثر إصابة بهذا المرض، حيث يحمل العقار الأمريكى الجديد ويعرف ب«سوفو سبريفير» طاقة نور تحمل كثيرا من الأمل للمرضى، فعلى حد خبراء الجمعية الأمريكية لأمراض الكبد، تصل نسبة نجاح فى علاج المصابين بفيروس «سى» إلى 90 %، وهو عبارة عن أقراص يتناولها المريض لفترة معينة تتوقف على مدى استجابة المريض للعلاج. فكرة فى رأس مخترع طرحنا تجربة دولة جنوب إفريقيا مع الإيدز، وإمكانية تكرارها فى مصر مع علاج فيروس "سى"، وعما إذا كانت هناك عقبات تقف أمام تطبيق ذلك، على الدكتور أحمد كامل، المستشار الإعلامى لوزارة الصحة قائلا: هذا العقار الجديد لعلاج فيروس" سى" لم يتم طرحه للتداول بعد، وما حدث أنه حصل على الموافقة الطبية، ولم يتم تصنيعه بعد فى أمريكا، وكل ما تم هو أبحاث سريرية، ولم يتم تسجيله فى مصر بعد كدواء، فضلا عن أنه دواء حديث الاختراع، وطرحه كعلاج لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، وقد يستغرق تصنيعه شهورًا وليس أياما، وهنا فى مصر لا يمكن تصنيعه أو تقديمه لأنه مازال فكرة فى رأس مخترع.. وبالتالى ما معنى أن نصنعه فى مصر وبلد منشأه لم تصنعه بعد؟ ويضيف الدكتور أحمد كامل: ما حدث فى تجربة جنوب إفريقيا هى أن الدواء كان مصنعا ومتداولا بالفعل منذ فترة ونحن بإمكاننا أن نكرر التجربة، لكن بعد طرح العقار الأمريكى فى الأسواق وسقوط حقوق الملكية الفكرية بعد خمس أو عشر سنوات على حسب العقار، ولكن حتى الآن مازال العقار اختراعا جديدا، وكلاماً جيدا لا يمكن تصديقه إلا بعد أن نرى نتائجه، نحن لدينا فى مصر أكثر من 9 ملايين مواطن مصابين بهذا الفيروس، ولن نتأخر فى حالة إيجاد وسيلة علاج مناسبة لهم مثلما سبق وفعلنا مع عقار الإنترفيرون من قبل. توفيره بسعر مناسب على الجانب الآخر يرى الدكتور وحيد دوس، رئيس المعهد القومى للكبد، وعضو اللجنة العليا لمكافحة الفيروسات الكبدية، وعضو لجنة منظمة الصحة العالمية، أن هذا العقار الذى يجرى حاليًا ويجرى عدد من الجهات الأمريكية بحثه، هو عقار يفيد كثيرين من مرضى الكبد الوبائى المزمن المعروف بفيروس "سى"، وأعتقد أن نسبة نجاحه الكبيرة التى تتجاوز 90 % تعطى بريق أمل لكثير من المصابين بهذا الفيروس الخطير، وما نقوم ببحثه حاليا هو كيفية تقديم هذا العقار للمصابين بسعر يتناسب مع حالتهم المادية خاصة وأن هناك شريحة كبيرة من المرضى لهذا الفيروس تبحث عن الحصول عليه تحت مظلة نفقة الدولة، ومن حقنا تصنيعه بسعر مخفض فى حالة إعلان المرض كحالة وبائية، وقد نجحنا من قبل عندما قمنا بتوفير عقار الإنترفيرون وهو ليس بعقار مصرى ووفرناه للمرضى مجانًا، الذين وصلت نسبتهم إلى 10 % من المجتمع المصرى، أى نحو عشرة ملايين مصاب حيث يتوافد علينا سنويا ما يقرب من ألف شخص مصاب بمرض الكبد الوبائى المزمن وهم المرضى الذين ينقسمون بين مريض لا يعانى من تليف الكبد ونعتبره فى أولى مراحل العلاج، وآخر سبق له أن تناول العلاج بعد إصابته بتليف الكبد، لكن العلاج لم يخدمه كثيرًا ولم يستطع معه الشفاء من هذا الفيروس، لأن فى بعض حالات قد يتحول الفيروس ويصبح علاجه أمراً صعباً، وآخرون لديهم تليف لكنه لم يحصل على العلاج وحالات لديهم تليف فى الكبد وحصلوا على الإنترفيرون، لكنه لم يحدث أن تم شفاؤهم من الفيروس فنجرى حاليا أبحاثا لإعطائه هذا العقار الجديد مع عقار الإنترفيرون. ويضيف الدكتور دوس: خطتنا حاليا تقوم على استخدام هذا العقار فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وتسجيله، ثم قيامها بإنتاجه فى شهر فبراير المقبل، وسنحاول بعدها تقديمه مباشرة للمرضى، بمجرد دخوله مصر، لكن بطبيعه الحال ومثلما حدث أيضا من قبل مع عقار الإنترفيرون سوف يكون غالى الثمن فى البدايات ثم تنخفض أسعاره فيما بعد، لأن هذا العقار مكلف جدًا حاليًا وقد تصل تكلفة العلاج به إلى 80 ألف دولار، وهو نفس السعر فى أوروبا التى ترى أن سعره حاليًا مرتفع جدًا . وما نسعى إليه حاليا هو التعاقد مع عشر شركات دولية فى إنتاج الدواء ونبذل قصارى جهودنا لتوفيره بشكل أفضل ويخدم المواطن المصرى، خصوصًا أننا فى خلال ثلاثة أشهر مقبلة ستكون لدينا قائمة نهائية بأسعار عشرة عقاقير جديدة، تفيد كثيرًا فى علاج هذه الحالات وهناك عشر شركات للأدوية منها سبع شركات تتنافس على السوق المصرى، وأتوقع نجاح التجربة بشكل كبير، يسير على درب ما سبق فى تجربة جنوب إفريقيا بالتعامل مع الإيدز. انتظار النتائج أما الدكتور سعيد سرحان، أستاذ الأمراض المستوطنة بجامعة القاهرة، فيقول إن هذا العقار جديد لم يثبت حتى الآن مدى فاعليته، وأعتقد أن نتيجة الأبحاث التى يتم إجراؤها الآن على هذا العقار، لم تظهر بعد بشكل نهائى، وما زلنا فى انتظارها، ونتمنى أن يثبت نجاحه. ويقول الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد، بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث، إن هذه الأدوية من الأجيال الحديثة التى أنهت الدراسات الإكلينيكية المرحلة الثانية وبدأت المرحلة الثالثة، مثل «دكلاتو سفير وإسنابروفير واليسوبوفير وميرافيرس، ونالبيروفير، وفانبيو مفيروب سى» وتتميز هذه الأجيال الجديدة بقدرتها على منع تكاثر الفيروس فى مراحل تكاثره المختلفة، ومنع استقبال «الفيروس» داخل الخلية الكبدية بغلق مستقبلاته، بالإضافة لقلة أعراضها الجانبية وفاعليتها الفائقة فى مقاومة الفيرس وإمكانية إعطائها بدون الإنترفيرون وقلة حدوث مقاومة لها من الفيروس خاصة إذا تم استخدامها مع بعضها، وذلك عكس الجيل الأول من الأدوية التى تعطى بالفم مثل البوسيبرفير والتليبرفير اللذين تم طرحهما فى الأسواق الأمريكية والأوروبية، والتى تعطى مع الإنترفيرون ولا تعطى بدونه ولها بعض الأعراض الجانبية ويتحور الفيروس ضدها فتفقد فاعليتها ونسب نجاحها مع إعطاء الإنترفيرون تصل إلى 80 ٪ فقط، رغم أن هذا الرقم كان حلماً ولكن أصبح بالإمكان فى المستقبل القريب جداً إعطاء أدوية بالفم وأعراضها الجانبية قليلة تصل إلى 95 ٪. أما مى الإتربى مسئولة بإحدى شركة الدواء العالمية فى مصر فتقول: حتى الآن لم تعرض علينا أى من الجهات عقارات جديدة لخدمة مريض فيروس سى، لكن بشكل عام نحن دائمًا فى حالة بحث ودأب لاكتشاف عقارات جديدة خاصة فى مجالات الفيروسات وفيروس الكبد المدمرة. من ناحية أخرى يقول الصيدلى أحمد جاب الله: نحن نترقب وصول هذا العقار الجديد الذى تم اكتشافه ولدينا معلومات منذ فترة عنه، لكن الجهة التى قامت باكتشافه مازالت فى مرحلة اعتماده حاليًا وترخيصه أيضا، وهو ليس الاكتشاف الأول من نوعه لعلاج هذا الفيروس، فقد سبق أن تمت مناقشه عقار آخر ألمانى منذ عامين، وذكروا أن موعد نزوله مصر سيكون فى 2014 وحتى الآن نحن بانتظاره.