مريض فيروس سي يدفع الثمن مرتين عدم اكتشافه المرض مبكراً وفوضي العلاج بالمستشفيات حتي تتدهور حالته ويصاب بالسرطانات ويدخل في دوامة الحقن حتي ينتهي به المطاف عند ضرورة إجراء عملية زرع كبد وفي بعض الاحيان تكون غير مجدية ويلقي المصير المحتوم. بركات سيد يقول اكتشفت إصابتي بفيروس سي منذ 5 سنوات بعد ان شعرت بآلام بالقولون وذهبت إلي أحد الأطباء وطلب مني إجراء تحاليل وبعد إجرائها أكد إصابتي بالفيروس وقام بإعطائي بعض المسكنات والمقويات وظللت طوال الخمس سنوات اتابع مع الطبيب شهرياً ومنذ فترة شعرت بآلام شديدة وأكد الطبيب ضرورة ذهابي إلي معهد الكبد بالقاهرة لأخذ حقن الانترفيرون وهناك وبخني الطبيب بسبب اعتمادي علي المسكنات والمقويات طوال هذه الفترة. الإنترفيرون ضعيف وتكشف صفاء شعبان عن معاناتها قائلة بعد إصابتي بالفيروس قرر الأطباءالعلاج أخذ عقار الإنترفيرون وبدأت في أخذ العقار المصري وبعد 12 حقنة قمت بعمل تحليل وفؤجئت بعدم تقبلي للعلاج. أحلام مسعد تحكي تجربتها قائلة: منذ 3 سنوات شعرت بآلام شديدة بالبطن واخبرني الطبيب إنني مصابة بحصاوي بالمرارة وبعد إستنصال الحصاوي هاجمتني الآلام مرة أخري واكتشفت بعدها إصابتي بفيروس سي وبسبب عدم إكتشافه مبكراً أصيبت بتليف مزمن وبعد عملية الحقن النصف شهرية بالإنترفيرون اكتشفت انها غير مؤثرة وتدهورت حالتي أكثر. ويحدثنا عمرو عبد المعطي عن وجه آخر للاهمال الذي يعاني منه مرضي الكبد في مصر فيقول بعد إكتشاف إصابتي بفيروسات كبدية أخذ المنشطات والمقويات وبعد فترة تقرر لي الإنترفيرون ولم أجد أي تحسن بحالتي ذهبت إلي أحد الأطباء الكبار وأوقف الحقن وبدأت في كورس علاج آخر ولكن أصيبت بعد فترة بإستسقاء وتليف بالكبد ودخلت العناية المركزة وأكد الأطباء أن كثرة الأدوية التي أخذتها هي السبب في تدهور حالتي. أدوية محظورة محمد علي يقول لجأت إلي أحد المراكز الخاصة بالهرم بعد أن عرفت من تجارب الأخرين أن العلاج بالمستشفيات الحكومية غير مجد ومرهق وأن الإنترفيرون المصري غير فعال فذهبت إلي أحد المراكز التي تعلن عن علاج الفيروس من خلال كورس معين وللأسف خلال فترة العلاج إكتشفت إصابتي بورم سرطاني واخبرني الطبيب أن الدواء الذي كنت أتناوله غير مصرح به وضار جداً بالكبد. آحمد حسني يقول كنت اتابع مع أحد الأطباء بعد أن علمت بإصابتي بإلتهاب كبدي وبائي وكنت اخذ عقار "اورجينال بركة" إلا انني عرفت بعد ذلك من أحد الصيادلة إنه صدر منشور من وزارة الصحة بحظر استخدامه وسحبه من الأسواق وإعدامه لما له من تأثير خطير ومضاعفات لمرضي الكبد. زهيرة محمد تحكي لنا عن سبب إصابتها بفيروس سي انها كان تعاني من البلهارسيا وتسببت في حدوث فيروس سي ولكني لم اكتشفه مبكراً بسبب إهمالي في الذهاب إلي الطبيب لأننا في منطقة ريفية وبسيطة ولم أكن أعرف خطورة ما أعاني منه إلي أن أصيبت بإستسقاء وجئت إلي معهد الكبد بالقاهرة وأخذت أدوية للتخلص من المياه الزائدة ولكن الكبد أصبح متليفاً. نقص الألبومين سعد عرابي يشير إلي أن والده يعاني من ورم سرطاني بالكبد ولا بد أن يأخذ الألبومين إلا أننا لا نجده وحالة والدي تتدهور يومياً. الدكتور محمد كمال شاكر أستاذ الكبد بطب عين شمس وسكرتير الاتحاد الأفريقي لدراسة أمراض الكبد لا نستطيع أن نقول اننا نعاني من فوضي في علاج مرضي الكبد ولكن قد تحدث بعض الاخطاء من الطبيب أو المريض تؤدي إلي تأخر حالة المريض منها عدم دراية الطبيب بكيفية العلاج أو أن يذهب المريض إلي الطبيب في مرحلة متأخرة أو يكتشف حدوثه بعد فترة خاصة أن المراحل الأولية للفيروس غير معلومة لكثير من لأفراد. وليس كل من يعاني من الفيروس معرض لحدوث التهاب مزمن أو إصابة بأورام سرطانية فهذه النسبة لا تزيد علي 25 % والعلاج الوحيد في مصر لمرضي الكبد هو الإنترفيرون ويتم إعطاءه للمريض بعد تقييم الحالة من خلال التحاليل بأحد مراكز علاج الكبد ولكن إذا وصل لحالة متأخرة تتم دراسة حالة المريض وعلاجها علي هذا الأساس والدولة تعالج مرضي الكبد من خلال 23 مركز علي مستوي الجمهورية. لكن الدكتور أحمد عزام نائب مدير مركز الأورام بمعهد ناصر يري أننا نعاني من اهمال مرضي الكبد وسبب تدهور بعض الحالات مؤخراً وإصابتها بآورام سرطانية هو أن الإنترفيرون لم يكن يتحمله التأمين الصحي في البداية وكان كثير من المرضي لا يستطيعون تحمل تكاليفه فيعتمدن علي المنشطات والمسكنات. حتي تتدهور حالة الكبد ويحدث التليف ثم السرطان وكثير من الحالات تنتهي لمرحلة متأخرة لا يجدي منها الزرع. التوعية الصحية يشير إلي أن في بداية الإصابة بفيروس سي يشعر المصاب بإضطرابات في الجهاز الهضمي ثم تبدأ الآلام. وهناك مصري يعاني من فيروس سي بين كل خمسة مواطنين واحد مصاب بأمراض الكبد المختلفة بين كل ثلاثة بمعني أن ثلث المصريين يعانون من مشاكل الكبد المختلفة سواء الفيروسات الكبدية أو التدهن أو أمراض المناعة أو البلهارسيا ولذا يجب أن تكون هناك توعية.