البترول تناشد المواطنين الإبلاغ عن أي شكوى تخص سلامة الوقود    الحوثيون: لن نتراجع عن إسناد غزة وردنا سيكون مؤلما    من هو المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس؟    سفير مصر في اليونان: أثينا تقدر دور القاهرة في غزة والعلاقات بين البلدين نموذجية واستراتيجية    منى الشاذلي تحتفي بأبطال الجودو المصريين بعد التتويج الإفريقي غدا    رئيس البنك الأهلي: طارق مصطفى مش مضايق بعد فشل انتقاله لتدريب الزمالك    20 سبتمبر 2025 بدء العام الدراسى الجديد.. أبرز قرارات وزير التربية والتعليم    وزير الثقافة والسياحة التركي يزور منطقة أهرامات الجيزة    حكيم ينضم إلى روتانا.. تعاون جديد وحفلات خارج مصر    مركز السينما العربية ينظم ندوة عن ازدهار السينما المصرية في مهرجان كان السينمائي    البابا تواضروس أمام البرلمان الصربي: إخوتنا المسلمون تربطهم محبة خاصة للسيدة العذراء مريم    تحديد جلسة طعن سائق أوبر على حكم حبسه في وفاة حبيبة الشماع    وزير الأوقاف: المسلمون والمسيحيون في مصر تجمعهم أواصر قوية على أساس من الوحدة الوطنية    وفد من طالبات "عين شمس" يشارك في فعاليات مؤتمر منظمة المرأة العربية    بيسيرو لم يتم إبلاغه بالرحيل عن الزمالك.. ومران اليوم لم يشهد وداع للاعبين    ارمِ.. اذبح.. احلق.. طف.. أفعال لا غنى عنها يوم النحر    أمين الفتوي يحرم الزواج للرجل أو المرأة في بعض الحالات .. تعرف عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية لم تأتِ لتكليف الناس بما لا يطيقون    الأول من نوعه في الصعيد.. استخراج مقذوف ناري من رئة فتاة بالمنظار    الصحة العالمية: التدخين في مرحلة المراهقة يسبب الإصابة بالربو    اليوم العالمى للربو.. مخاطر تزيد أعراضك سوءاً وأهم النصائح لتجنب الإصابة    هل يجب على المسلمين غير العرب تعلم اللغة العربية؟.. علي جمعة يُجيب    الوزير: تطوير الصناعات الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتى    هل تحاول إدارة ترامب إعادة تشكيل الجيش الأمريكي ليخدم أجندتها السياسية؟    كراسي متحركة وسماعات طبية للأطفال من ذوي الإعاقة بأسيوط    «الخارجية» تصدر بيانا بشأن السفينة التي تقل بحارة مصريين قبالة السواحل الإماراتية    الأمطار تخلق مجتمعات جديدة فى سيناء    طلاب جامعة طنطا يحصدون 7 مراكز متقدمة في المجالات الفنية والثقافية بمهرجان إبداع    بدون الحرمان من الملح.. فواكه وخضروات لخفض ضغط الدم    البنك الإسلامي للتنمية والبنك الآسيوي للتنمية يتعهدان بتقديم ملياري دولار لمشاريع التنمية المشتركة    "ثقافة الفيوم" تشارك في فعاليات مشروع "صقر 149" بمعسكر إيواء المحافظة    جولة تفقدية لوكيل مديرية التعليم بالقاهرة لمتابعة سير الدراسة بالزاوية والشرابية    وفد البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية في زيارة لمنشآت صحية بأسيوط    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    من منتدى «اسمع واتكلم».. ضياء رشوان: فلسطين قضية الأمة والانتماء العربى لها حقيقى لا يُنكر    رئيس الوزراء الهندي: حصتنا من المياه كانت تخرج من البلاد سابقا والآن نريد الاحتفاظ بها    النائب العام يشارك في فعاليات قمة حوكمة التقنيات الناشئة بالإمارات    السعودية.. مجلس الوزراء يجدد التأكيد لحشد الدعم الدولي لوقف العنف في غزة    ظافر العابدين مفاجأة فيلم "السلم والثعبان" .. أحمد وملك"    رئيس "شباب النواب": استضافة مصر لبطولة الفروسية تعكس مكانة مصر كوجهة رياضية عالمية    منها إنشاء مراكز بيع outlet.. «مدبولي» يستعرض إجراءات تيسير دخول الماركات العالمية إلى الأسواق المصرية    رئيس شركة فيزا يعرض مقترحًا لزيادة تدفق العملات الأجنبية لمصر -تفاصيل    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 في مصر والدول العربية    تأجيل محاكمة 7 متهمين في خلية "مدينة نصر" الإرهابية ل 16 يونيو    تأجيل محاكمة نقاش قتل زوجته فى العمرانية بسبب 120 جنيها لجلسة 2 يونيو    بعد رحيله عن الأهلي.. تقارير: عرض إماراتي يغازل مارسيل كولر    نائب وزير الصحة: تحسين الخصائص السكانية ركيزة أساسية في الخطة العاجلة لتحقيق التنمية الشاملة    كريم رمزي: الأهلي سيخاطب اتحاد الكرة بشأن علي معلول لتواجده في قائمة كأس العالم للأندية    ضبط محل يبيع أجهزة ريسيفر غير مصرح بتداولها في الشرقية    الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري    الكرملين: كييف تواصل استهداف منشآت مدنية.. وسنرد إذا تكررت    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    لينك طباعة صحيفة أحوال المعلم 2025 بالرقم القومي.. خطوات وتفاصيل التحديث    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    رحيل بيسيرو يكلف خزينة الزمالك 7 ملايين جنيه ومفاجأة حول الشرط الجزائي    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 6 مايو في مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيدة الإسبانية «1»

العزيزان هوج ومرجريت خلدت إلي نفسي فترة لا بأس بها خلال الاسابيع المنصرمة. مما أتاح لي فرصة التفكير في حالنا جميعا ولقد توصلت إلي خلاصات عديدة قد تكون ممتعة إلا أنها ليست مبتكرة.
1) الزواج الأحادي ليس حالة طبيعية للرجال والنساء.
2) إن ما يجعلنا نشعر بالغيرة هو شعورنا بالهجران. وهذا شيء غريب لأنني إنسانة ناضجة قادرة علي العناية بنفسي.
انا لا أستطيع ببساطة, تحمل الهجران. كذلك نحن نشعر بالغيرة. انا اشعر بالغيرة لأنني استنتج ان هوج في حبه لمرجريت إنما يأخذ شيئا مني ويعطيه لها. ليس الأمر كذلك فهو إما أن يعطيها قدرا أكبر من حبه لي او أنه لا يشعر بحب نحوي ولكنه يشعر نحوها. وحتي لو كانت الفرضية الأخيرة حقيقية فهذا لا يعني انني غير جديرة بالمحبة. وإذا ما كنت أشعر أنني قوية وسعيدة في نفسي فإن حب هوج ليس ضروريا لاحترامي لذاتي.
وإذا كان هو يجب مارجريت فعلي أن أسعد بذلك, إليس علي أن أفعل لكونه يملك مثل هذه السعادة في حياته؟ أو ألا أستطيع طلب أي شيء منه..
العزيزان هوج ومارجريت,
ما يعذبني ليس فقط كونكما أقمتما علاقة بل أنكما بهذه العلاقة خدعتماني بمهارة.
شيء فظيع أن يكتشف الإنسان عن ان فكرته عن الحقيقة هي ليست الحقيقة الحقة. لا شك أن وجود مارجريت في المنزل كل الوقت وكوننا نخرج ثلاثتنا معا وتظاهر مارجريت بأنها صديقتي لهو خيانة غير ضرورية؟ كم من المرات كنتما تسخران مني وأنتما تتبادلان نظراتكما الحذرة عديمة الإحساس عندما نكون معا. كان هذا كله مشهدا تمثيليا وضع من أجل متعتكما الغرامية. أنا أحتقركما كلاكما. لا أستطيع أن أفعل ما فعلتماه. ليس باستطاعتي أبدا أن أسخر من إنسان أحببته في يوم من الأيام وتزوجته أو من تلك التي كانت طيبة معي وكانت صديقتي.
مزقت هذه الرسائل ورميتها بعيدا بعد أن كومتها ووضعتها في صفيحة الزبالة.
كل ما في المقطورة مخطط بشكل جيد وكاف. في هذا المكعب من المعدن والفرش المنجد يمكن لإنسان أن يقضي حياته بلا أية عقبات أو إزعاجات. اتجه القطار غربا من مدينة كالجري.
جلست أراقب أمواج المحيط البنية في الأرض الجافة وهي ترتفع نحو سفح التلال. أنا أبكي برتابة المصابة بدوار البحر. الحياة ليست كالقصص الكئيبة المتهكمة التي أحب قراءتها, إنها كالمسلسلات اليومية في التليفزيون. تفاهة تجعلك تبكي مثل اي شيء آخر.
صديقة. عشيقة. لم يعد أحد أعرفه يقول عشيقة بعد الآن. الصديقه تبدو علاقة هشة ومع ذلك ففيها براءة غير حقيقية وغموض فضولي.. فإمكانيات الغموض والعذاب التي كانت تدور حولها الكلمة القديمة قد اختفت كليا فيوليتا, لا يمكن لها أن تكون صديقة أي إنسان. ولكن نيل جوين باستطاعتها أن تكون كذلك, فهي اكثر عصرية.
اليزابيث تايلر: عشيقة
ميا فارو: صديقة
هذا بالضبط هو نوع اللعبة التي مارسناها ثلاثتنا هوج ومارجريت وأنا في أمسياتنا الفائتة معا, أو بشكل أقرب مارجريت وأنا اتخذناها للتسلية ثم لإزعاج هوج باندماجنا الكلي بها.
لا تنطبق أي من هاتين الصفتين بصورة مرضية علي مارجريت.
ذهبنا في الربيع الماضي إلي السوق لنشتري لها ثوبا جديدا. سعدت وتأثرت باقتصادها وذوقها الحذر. إنها فتاة غنية, تسكن في المرتفعات مع والدتها المسنة, ولكها تسوق سيارة رينو عمرها ست سنوات, تميل إلي جانب واحد, وهي تحمل الشطائر إلي المدرسة, تتمني ألا تثير الإنتقادات.
حاولت إقناعها بشراء فستان طويل قطني اخضر اللون مطرز بالفضة والذهب.
قالت لي إنه يعطيني الإحساس بأنني من الحاشية الملكية أو بأنني انسان يحاول تقليد أفراد الحاشية الملكية وهذا أسوأ
تركنا المكان وذهبنا إلي متجر ضخم حيث اشترت فستانا من الصوف بأكمام ثلاثة أرباع له أزرار وحزام, نفس الثياب التي ترتديها حيث تظهر طولها وصدرها المسطح كالعادة جافا خجولا متمنعا. ثم ذهبنا إلي مكان كتب مستعملة, وقررنا ان نشتري هدايا لبعضنا البعض. اشتريت أنا لها لا لا روك واشترت هي لي نسخة من الأميرة حيث بدأنا نقرأ منه ونحن في الطريق:
أيتها الدموع, الدموع الخاملة, لا أدري ماذا تعني.
في كثير من الأحيان كنا طائشتين مثل فتيات المدارس الثانوية هل كان هذا شيئا طبيعيا, لو أخذنا نفكر به؟ ألفنا قصصا عن أناس رأيناهم في الشارع.. ضحكنا ضحكا شديدا كان علينا ان نجلس علي مقعد بانتظار الحافلة, وجاءت الحافلة, وما زلنا نضحك ونحن نلوح بأيدينا.
علي حافة الهستيريا. جذبنا إلي بعضنا بسبب الرجل أو جذبنا إلي الرجل بسبب بعضنا. كنت اصل إلي المنزل مستهلكة بسبب كثرة الكلام والضحك واقول لهوج, إنه لشيء سخيف انني لم أحظ بهكذا صديقة منذ سنين.
***
قالت لنا وهي تجلس إلي مائدة الغداء في مقعدها المعتاد إنها تريد أن تدعي مارجريت وليس مارج بعد الآن. مارج هذا الاسم الذي يدعوها به معظم الناس والذي يدعوها به المعلمات الآخريات. إنها تعلم الانكليزية والتربية الرياضية في مدرسة هوج. المدرسة التي يديرها هوج.
يقولون إن مارج هونيكر فتاة رائعة عندما تعرفها جيدا, حقا إن مارج شخص رائع, وتعرف من الطريقة التي يقولون بها ذلك أنها ليست جميلة.
مارج خرقاء جدا غير لبقه, إنها في الواقع مثلي. أعتقد أن مارجريت تجعلني أشعر أنني أكثر رشاقة من الحقيقة. قالت هذا علي مائدة الغذاء وقد فاجأتني بأمل متواضع مختفي وراء النغمة التهريجية. كنت مهتمة بها كما لو كانت إبنتي وكنت دائما أتذكر فيما بعد أن أقول مارجريت. ولكن هوج لم يكن يعبأ, كان يقول مارج.
مارجريت لها سيقان جميلة. كان عليها ان تلبس ثيابا أقصر من التي تلبسها.
قوية العضلات رياضية البنية.
عليها أن تطيل شعرها.
هنالك شعر ينمو علي وجهها.
من الحقارة ان اقول هذا.
انا لا أصدر حكما عليه, أنا أقر حقيقة
إنها حقيقة. فمارجريت لها منبت ناعم أمام أذنيها, وفي زوايا فمها. ولها وجه صبي في الثانية عشرة أشقر طائش. متقدة. ذكيه ذات وجه بارز العظم بشكل لطيف وكثيرا ما تبدو خجلي. هنالك شيء شديد الجاذبية عند مارجريت, هذا ما أقوله دائما, ويقول هوج نعم, إنها ذلك النوع من النساء الذي يعتبره النساء الآخرون يمتلك شيئا جذابا جدا. ولماذا قالوا هذا؟ يتساءل. لأنها لا تشكل تهديدا لهم.
لا تهديد.
لماذا تفاجئنا قدرة الأناس الآخرين, سوانا علي ترديد الأكاذيب؟
***
كنا نقوم بالترفيه عن المدرسين الشباب. الرجال الشباب الذين يرتدون الجينز وكذلك الفتيات الشابات اللواتي يرتدين سراويل مماثلة واللواتي تلبسن التنانير الجلدية الصغيره, شعورهن طويلة, كلامهن لطيف, سلبيات إلا انهن يمتلكن القدرة علي النقد. لقد تغير المدرسون, لبست مارجريت ثوبها الصوفي الوردي المتدلي إلي ركبتها, تجلس علي وسادة حيث بدت سيقانها أطول منها, ساعدت في صنع القهوة, ولم يخرج من فمها ما يزيد علي عشرين كلمة. كنت أنا ارتدي أحد أثوابي الطويلة الطاووسيه, الذي ارتديه لكونه ملائما. لم اتردد في تهنئة نفسي بقدرتي علي التأقلم ومجاراة الجو, نعم, أسلوبي الذي يتنافي مع مرحلة منتصف العمر. كنت أتباهي بنفسي أمام شخص ما. مارجريت؟ هوج؟ سعادة هوج الحقيقية جاءت من مارجريت, عندما غادر الجميع.
المشكلة أنني لا أدري إن كنت فعلا أربط الأحداث. لا أدري إن كنت اربط ذهنيا كل هذه العلاقة المتبادلة بين الأشخاص. ما أعنيه انني اعتقد أحيانا أن كل ما أنا عليه هو محض خيال.
ضحكت عليها أنا ايضا, كنت فخورة بها كما يفخر الأهل بابنهم الوقور الذي يقوم بتقليد ضيوفهم المهمين بعد أن يغادروا المنزل. ولكن الأمر كان بين هوج ومارجريت, حقا, وبدأت تهب وتظهر, مثل هذه الأجواء الحميمة والشك الذي لا حدود له. لقد أحبها من أجل ذكائها, وسخريتها ومخادعتها. هذه الأشياء تبدو لي الآن أقل من أن تكون مدعاة للحب. هوج ومارجريت كلاهما خجول وغير لبق اجتماعيا, يحرج بسهولة. إلا أن في اعماقهما برودة داخلية وهذا مؤكد, اكثر برودة من المنطلقين أمثالنا بما لنا من سحر وغزوات. إنهما لا يظهران ما في نفسيهما. لا يتركان مجالا لأي شيء, غير مضطرين إطلاقا للكلام عن اي شيء, كلا, فقد أنشب اظافري في جلدهما وأجد اصابعي نفسها هي التي تنزف. أستطيع أن أصرخ في وجههما حتي تنفجر حنجرتي, ولا أحرك مطلقا تمالكهما لنفسيهما أو أبدل نظرتهما الخادعة من وجوه تشيح بنظراتها. كلاهما أشقر وكلاهما يتورد وجهيهما بسهوله وكلاهما ساخران ببرود.
يكنان لي الازدراء.
هذا شيء تافه طبعا. لا شيء يخصني. كل شيء بينهما سوية. حب.
أنا عائدة من زيارة أقارب لي في أجزاء مختلفه من البلاد. تربطني بهؤلاء القوم روابط جارفة أكاد لا أستطيع تفسيرها, روابط تعاطف تجعلني اخشي موتهم كما أخشي موتي تقريبا.
ولكنني لا أستطيع أن اقول لهم شيئا وهم ليس في وسعهم فعل أي شيء من أجلي. اصطحبوني في رحلة صيد سمك وكذلك لتناول عشاء في الخارج لكي أري المنظر من الأبنية العاليه. ماذا يمكنهم أن يفعلوا أكثر من ذلك؟ هم لا يرغبون في الاستماع إلي اخبار سيئة عني. انهم يقدروني لروحي المعنوية العالية ومظهري الطيب ونجاحي المتواضع الملموس فلقد قمت بترجمة مجموعة من القصص القصيره وبعض كتب الأطفال من اللغة الفرنسية إلي الإنجليزيه, وباستطاعتهم الذهاب إلي المكتبات ليجدو أسمي علي اغلفة الكتب ويشعر الكبار منهم والأقل حظا بصورة خاصة بأن علي واجب إحضار هذه الأشياء لهم. فحظي وسعادتي هما من الإشارات القليلة لديهم الآن بأن الحياة ليست كلها منزلق إلي أسفل التل.
ينتهي دور الأقارب وتنتهي الزيارة.
لنفترض أنني عدت إلي المنزل وكان الاثنان هناك, أدخل فاجدهما في السرير, تماما مثل رسائل العزيزة آبي في الصحيفة( والتي لا أنوي بعد اليوم اتخاذها مادة للتنكيت)؟
اذهب نحو الخزانة وأخرج ما تبقي من ثيابي, وابدأ في توضيب حقيبتي, أتحدث بدبلوماسية إلي السرير.
هل تريدان فنجانين من القهوة, أظن انكما متعبان إلي أبعد الحدود؟
لأجعلهما يضحكان. لأجعلهما يضحكان وكأنهما يمدان ذراعيهما نحوي. يدعوانني للجلوس علي السرير.
ومن ناحية أخري ربما أذهب إلي داخل غرفة النوم ودون أن أنطق بكلمة, التقط كل ما بوسعي أن أجده زهرية, زجاجة, مرهم لترطيب الوجه, صورة من علي الحائط, أحذية, ملابس آلة تسجيل هوج واقذف بهذه الاشياء نحو السرير أو النافذه أو الحائط ثم التقط أغطية السرير وأمزقها وأدفع بقدمي المرتبه واصرخ وأصفع وجهيهما واضرب جسديهما العاريين بفرشاة الشعر. كما فعلت الزوجة في قصة أرض الله الصغيرة وهو كتاب كنت اقرأه بصوت عال لهوج, بلهجة فكاهية, خلال رحلة مغبره في السيارة عبر البراري.
قد نكون ذكرنا لها هذا, فالعديد من الاحداث التي مررنا بها خلال فترة تعارفنا وحتي خلال شهر العسل كانت تروي لها. كنت اتفاخر آنذاك. لابد كنت كذلك. ما الذي يفعله هوج ولا سبيل لي لمعرفته.
تصدر صرخة قوية مني معبرة عن احتجاج مذهل. أضع ذراعي علي فمي المفتوح وحتي أوقف الألم أقوم بعضه. اعض ذراعي, ثم انهض واخفض الحوض الصغير, وأغسل وجهي عليه وأمسح وجهي بفرشاة البودرة الملونة وأمشط شعري وأسوي حواجبي وأخرج.
تسمي المقصورات في القطار باسماء المكتشفين او الاشجار او البحيرات. كثيرا ما كنت أسافر بالقطار عندما كان الاولاد صغارا لأنني انا وهوج كنا فقراء والقطار كان يسمح للأولاد دون السادسة بالركوب مجانا. اذكر الاسماء المكتوبة علي الابواب الثقيلة وكيف كنت ادفع الأبواب واتركها مفتوحة وأدفع بالأولاد شديدي الحركة عبرها. كنت دائما عصبية المزاج وانا بين المقطورات وكأنما الأولاد سيسقطون بشكل ما, رغم انني كنت أعرف انهم لن يفعلون. كان علي ان أنام ملتصقة بهم في الليل واجلس معهم وهم يتسلقون حولي في ضوء النهار, لقد تقرح جسدي بفعل ركبهم ومرافقهم وأقدامهم. عندئذ اخذت أفكر كم سيكون شيئا رائعا لو كنت امرأة تسافر بمفردها قادرة علي الجلوس بعد تناول وجبة طعام لتناول القهوة والنظر عبر النافذه, قادرة علي الذهاب إلي النادي لتناول كأس من الشراب. والآن فإن احدي بناتي تسافر( مجانا) في أوروبا, والأخري مرشدة في مخيم للمعاقين من الأطفال, وكل هذا الوقت من الإهتمام والفوضي والذي كان يبدو وكأنه لن ينتهي أصبح وكأنه لم يكن.
وبشكل ما ودون أن أدري دخلنا إلي الجبال. طلبت كأسا من الجن والتونيك. يلتقط الكأس ضوء الشمس عاكسا دائرة من الضوء علي البساط الأبيض. وهذا يجعل المشروب يبدو صافيا ومعافيا مثل مياه الجبل اخذت أشربه بعطش.
ومن مقطورة النادي يصعد سلم نحو القبة حيث كان الناس يجلسون بلا ريب منذ كالغاري ينتظرون رؤية الجبال. والقادمون المتأخرون يأملون في ايجاد مقاعد فيصعدون إلي أعلي السلالم, ويرفعون أعناقهم ويعودون ساخطين.
اولئك الجالسون في الأعلي سيبقون لمدة أسبوع, قالت سيدة سمينة تضع علي رأسها عمامة, وتستدير لتنادي مسيرة ممن قد يكونون أحفادا لها. ضخامتها تملأ كل السلم. يبتسم العديد منا, وكأنما ما نراه من الحجم وارتفاع الصوت والعظمة البريئة لهذه السيدة الكبيرة كانت بمنزلة حافز لنا.
يجلس رجل لوحده بعيدا عند أسفل المقطورة وظهره نحو النافذة ينظر إلي ويبتسم. وجهه يذكرني بوجه نجم سينمائي من فترة سابقة. وسامة تجاوزها الزمن ذات سحر ملموس ومرغوب, ولكن تسهل هزيمته. دانا اندروز.. شخص كهذا.
لدي انطباع غير سار عن الملابس الخردلية اللون.
إنه لا يأتي ويجلس بالقرب مني, ولكنه لا ينفك ينظر إلي بين الفينة والأخري. عندما أنهض واترك القاطرة اشعر أنه يراقبني اتساءل إن كان سيتبعني. ماذا سيحصل إن فعل ذلك؟ ليس لدي وقت له, ليس الآن, ليس باستطاعتي منحه اي اهتمام. كنت دائما جاهزة لأي رجل. عندما كنت دون العشرين من عمري, وفيما بعد أيضا, عندما كنت زوجة صغيرة. أي رجل ينظر إلي ضمن مجموعة, اي مدرس يترك عينيه تراقبانني في غرفة صف, غريب في حفلة ما, قد يتحول, احيانا عندما أكون لوحدي, إلي الحبيب الذي دائما أبحث عنه شخص ما عاطفي, ذكي, قاس, لطيف صنع ليقوم بالدور أمامي في هذه المشاهد البسيطة والمتفجرة التي ترضيني ومشاهد يعرف عنها الجميع. فميا بعد, بعد بضع سنوات من الزواج, اخذت خطوات لتثمين خيالاتي. في الحفلات, وانا ألبس حمالة صدر ترفع صدري, وتسريحة شعري الإيطالية المنكوشة وفستاني الأسود بشرائط الحذاء المربوطة, أبقيت النظرة التي تغري رجلا ما بأن يقع في غرامي ويشاركني في علاقة بركانيه.
هذا ما حدث كثيرا أو قليلا. كما تري فهو ليس بسيطا, وليس قضية مبسطة كمثل حزني الآن, وشعوري المؤكد بالخيانة والذي يقود اي إنسان لتصديقي. كلا. لقد ترك الرجال علامات علي جسدي لم أكن قلقة بشأن إخفائها عن هوج, لأن هنالك أجزاء من جسدي لم ينظر إليها مطلقا. لطالما كذبت وكذب علي. لقد عبر الرجال عن إعجابهم القاتل بصدري وندبة الزائدة الدودية والشامة الموجودة علي ظهري وقد قالوا لي كما هو لائق بهم أن يفعلوا والآن لا داعي لتضخيم هذا الموضوع.
ومع ذلك, فأنا فعلا أحب زوجتي وبعد فترة من الزمن فلقد توقفت عن مثل هذه الأشياء وذهبت خفية لرؤية طبيب نفساني والذي أوصلني لفكرة انني بما أفعله أحاول جذب انتباه هوج. وقد أقترح أن أتوصل إلي جذبه عن طريق اللطف واللباقة وايجاد الاجواء الجنسية حول المنزل. لم أكن قادرة علي مجادلته ولم يكن باستطاعتي ايضا مشاركته في تفاءوله. لقد بدا لي أنه لم يكن متمكنا من معرفة شخصية هوج, مفترضا أن بعضا من رفضه كان ببساطة نتيجة أنه لم يسأل بشكل لبق, بالنسبة لي كان هذا أساسيا ومطلقا ولم أتخيل اي انواع من الخطط يمكنها تبديل ذلك. ولكنه كان ذكيا بشكل كاف. قال إنه يعتقد أنني ارغب في البقاء مع زوجي. كان علي حق; لم اكن لأفكر بل لم أكن أتحمل شيئا بديلا.
البقية الاسبوع المقبل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.