لم يكن الطريق إلى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 مجرد نزهة، وإنما كان تدريبا مكثفا على مدى 6 سنوات تفصل بين ظلام الهزيمة عام 1967 وتباشير الفجر عام 1973 بينما كان العقل المصرى يواجه اختبارا غير مسبوق من أجل وضع تصور أمثل لمعركة ناجحة فى ضوء إمكانياتنا المتاحة من خلال ابتكار واستحداث آليات وبدائل لا تخطر على بال أحد لقهر كافة الصعاب. لقد ذهبت مصر إلى الحرب وهى لم تبرأ بعد من جراح الهزيمة القاسية عام 1967 تحت أقصى درجات استشعار المسئولية بعد أن فرض المناخ العام «داخليا وعربيا» حقيقة لم يكن بمقدور أحد أن يتجاهلها أو أن يتهرب منها وهى أن المعركة لم يعد ممكنا تأخيرها أكثر من ذلك لأننا إذا تأخرنا فلربما لا تتاح لنا الفرصة قبل عشرات السنين.. وقد أكد الرئيس السادات هذا المعنى فى اجتماع قرار الحرب الذى عقد بمنزله بالجيزة مساء 30 سبتمبر 1973 والذى سجل محضره الدكتور عبدالهادى مخلوف مدير مكتب حافظ إسماعيل مستشار الرئيس للأمن القومى وقام بالكشف عنه الوزير أحمد أبوالغيط فى كتابه «شاهد على الحرب والسلام» حيث كرر الرئيس السادات على الحاضرين مقولة هنرى كيسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى بأن قضية الشرق الأوسط أصبحت جثة هامدة، وأن العرب غير قادرين على إثارة الاهتمام العالمى بها... ومن ثم والكلام للسادات فان علينا أن نرد على كيسنجر فى الميدان! والحقيقة أن حالة اللا سلم واللا حرب التى بدأت فى إطار ترتيبات مبادرة وليم روجرز وزير الخارجية الأمريكى اعتبارا من ليلة 7 8 أغسطس 1970 وحققت مصر من خلالها كسبا تكتيكيا كبيرا بتحريك حائط الصواريخ إلى حافة قناة السويس كانت قد استنفذت أغراضها فى نظر الرأى العام المصرى وبدأ الناس يتململون ويرون أن هذه الحالة قد طالت بأكثر مما ينبغى، وأن استمرار هذه الحالة يوفر أفضل مناخ للطابور الخامس الذى يواصل دق أجراس الإيحاء بأن مصر ليس بإمكانها أن تقدم على قرار خطير بشن الحرب ضد عدو يتمتع بتفوق عسكرى وتكنولوجى هائل ومتطور، ويستند إلى دعم وتأييد مطلق من أمريكا. .. وغدا نواصل الحديث [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله