رغم قسوة التداعيات السلبية علي النفس العربية والمصرية من جراء الهزيمة الخاطفة في حرب يونيو1967, ثم عودة سريان مناخ اليأس والإحباط بسبب حالة اللا سلم واللا حرب التي فرضت نفسها بعد توقف حرب الاستنزاف طبقا لترتيبات مبادرة روجرز وزير الخارجية الأمريكي, والتي قبل بها الرئيس جمال عبد الناصر حتي يحقق هدف تحريك حائط صواريخ الدفاع الجوي إلي قرب حافة قناة السويس مساء ليلة8 أغسطس1970 والذي بمقتضاه أصبح ممكنا تحييد الطيران الإسرائيلي تماما ومنعه من الاقتراب لمسافة20 كيلو مترا علي الأقل شرق القناة مما ييسر عملية العبور عند اتخاذ قرار الحرب في التوقيت المناسب, وهو ما تحقق بالفعل في6 أكتوبر1973 بقرار الرئيس الراحل أنور السادات. كان حائط الخوف والإشفاق من مخاطر المجهول إذا تمت المجازفة بعبور القناة أو اقتحام خط بارليف واردة في الحساب! وكان هناك شبه إجماع بين معظم الخبراء العسكريين في العالم بأن عملية العبور شبه مستحيلة إلا إذا قامر المصريون بعشرات الألوف من الضحايا! وسط هذا الظلام الدامس واليأس الخانق اتخذت مصر قرار الحرب وصنع المقاتل المصري ملحمة شجاعة وتضحية, وتم العبور المستحيل, فكان أكبر مفاجأة استراتيجية وتكتيكية في العصر الحديث..فهل كان ذلك الذي جري يوم6 أكتوبر73 مجرد مصادفة أو ضربة حظ أم أنه تخطيط علمي بامتياز؟ وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: إذا طعنت في الخلف فاعلم أنك في المقدمة! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله