أنا عاشق قديم من عشاق رحلة نضال الشعب الجزائرى وكنت دائما أرى فى حياة الجزائريين ملحمة يجب أن يفتخر بها كل عربى .. كانت رحلة إصرار ونضال ودماء وتضحية .. وإذا كانت الأحداث قد شوهت أشياء كثيرة فى تاريخ العرب الحديث إلا أن ملحمة الشعب الجزائرى سوف تبقى من أنقى واطهر الصفحات فى تاريخ هذه الأمة. تحتفل الجزائر ويحتفل العالم العربى كله بذكرى مرور 60 عاما على الثورة الجزائرية ولا شك ان الشعب الجزائرى دفع ثمنا غاليا لاستقلاله ثم استطاع ان يقيم وطنا يفخر ويعتز به .. إن الجزائر الآن رغم ما عانته فى الحرب الأهلية تنطلق نحو مستقبل واعد مشرق . لم تكن معركة الاستقلال هى المعركة الوحيدة فى تاريخ الشعب الجزائرى فقد خاض معارك أخرى على المستوى الامنى والثقافى والقومى .. لقد عاشت الجزائر تجربة مريرة مع التيارات الدينية وشهدت حربا أهلية استمرت سنوات وقهرت فيها مواكب التخلف والإرهاب.. وخاضت الجزائر معركة ثقافية لاستعادة هويتها العربية الإسلامية وكانت برامج إنقاذ اللغة العربية فى الجزائر واحدة من المعارك الثقافية الكبيرة التى خاضها باقتدار الزعيم الراحل هوارى بومدين .. ولم تتخل الجزائر فى يوم من الأيام عن دورها العربى تجاه قضايا الوطن والأمة .. لقد قامت بدور مشهود فى حرب أكتوبر بالمال والسلاح وساندت بقوة الشعب الفلسطينى فى كل معاركه .. ولم تتراجع أمام مسئوليات قومية كبرى .. إن احتفال الجزائر بذكرى ثورتها واستقلالها يعيد للعرب ذكريات كثيرة عن تاريخ مضىء وأمجاد صنعتها إرادة الشعب فى لحظة تاريخية حاسمة يتذكر العرب فى هذه الأيام جميلة بوحريد وبن بيلا وبومدين وكل رموز الثورة الجزائرية كواحدة من ثورات النضال العربى من اجل الحرية والاستقلال .. يجب أن يحتفل العرب كل العرب بثورة الجزائر لأنها لم تكن انجازا للشعب الجزائرى وحده لكنها كانت انجازا تاريخيا للأمة العربية كلها .. تحية لدماء الشهداء الذين بلغ عدهم أكثر من مليون إنسان وهبوا حياتهم لحرية الوطن وكرامة الانسان . http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة