فجأة وبدون أي مقدمات توقفت يدي اليمني عن الحراك والعمل والكلام فلم تعد تحاكيني كسابق عهدنا ...لا أعلم لماذا؟! هل هي مريضه أم غاضبه .لا أدري، كل ما أشعر به الآن هو الألم...نعم الألم الشديد الذي كان يصعقني كالتيار الكهربائي كلما أردت تحريكها أو تهديدها بنقل كافة أعمالها وحقوقها إلي اليد أليسري إذا لم ترجع إلي نشاطها المعهود. بعد محاولات كثيرة معها والتي باءت كلها بالفشل أدركت أن الأمر ليس بالهين فتركتها لتستريح ولأفكر ما الذي يجب أن أفعله، وأثناء هذا الوقت دارت بمخيلتي الذكريات وكأنها أتت لتذكرني كيف كانت اليد اليمني هي ملاذي الأول والأخير في كثير من الأمور، فهي اليد الرقيقة الحانية التي كانت تمتد لي وقت الشدة والقوية الباطشة ضد أي خطر...يا لا قسوة قلبي، في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بالحب أحتفل أنا بقهر من أحب، لم أجد سوي أن أحملها علي الفور بيدي اليسرى وأخذت أقبلها وأهمس إليها بصوت رقيق "ماذا بك يا صاحبة القلم؟ أتذكرين هذا الاسم التي كنت تحبين سماعه دائما قبل أن نبدأ في الكتابة معا وكنت دائما تقولين لي "إن كنت أنا صاحبة القلم فأنت صاحبتي"، ألم نعد أنا وأنت والقلم أصدقاء بعد اليوم، وان كنت أنا من أغضبك فما هو ذنب القلم.." لم تنطق اليد بكلمة واحدة ولكن يالا العجب لم يعد الألم شديد كما سبق وبدأت اليد في التحرك، الأمر الذي جعلني أطمع في أكثر من ذلك وأقول "أنا والقلم كنا نود أن نهديك شيئا في عيد الحب" وكانت لهذه الكلمات واقع السحر، فقد تحدثت اليد لأول مرة بعد غياب طويل وبصوت باكي قالت "عيد الحب...نعم لابد أن يكون للحب يوم يحتفل به الجميع حتى لا يأتي يوم افتقاده".عندما حاولت الكلام أشارت ألي لكي أصمت وعاودت الحديث"الآن تذكرتي صاحبة القلم أين كنت طيلة هذا الوقت، أتعتقدين أن الحياة السعيدة تحتاج يوم واحد من الحب!. لقد أخذتك عجلة الحياة المسرعة دون أن تدركي أن الحب هو الحبل السري الذي يربطك بالحياة السعيدة ويمدك بوقود الأمل لتحلقي في سماء النجاح....أنا لم يعد عندي وقود لكي أعطي، افتقادي لحبك أهلكني ، لم يعد باستطاعتي تقديم يد العون لك أو لغيرك حتى القلم لم يعد بوسعي أن أحتضنه من دون حب...فاقد الشيء لا يعطيه." لقد تخلي عني الكلام ولم أعد أملك سوي الدموع التي انهمرت كأمطار الشتاء علي يدي لتطلب منها الغفران، لأجد يدي الرقيقة كعادتها تمسح دموعي وتهمس ألي بحنان" لا تخافي لن تتخلي عنك صاحبة القلم لأنها تحبك"...وعند هذه الكلمة إذا بصوت أمي يأتي من بعيد "ما كل هذا النوم استيقظي يا حبيبتي، هل لتزال يدك تؤلمك ؟" ألقيت نظرة سريعة علي يدي وهي نائمة بجانبي علي الوسادة وأجبت ضاحكة "لا لقد بدأت أتعافى". كل عيد ونحن للحب أقرب ...