عزيزي القارئ قبل أن تقرأ سطوري القادمة وتتسأل هل هذه قصة ام مقال أم ماذا؟!..إليك الجواب هذه ليست سوي ورقة من كتابي، وربما كتابك انت ايضا... مرت الأيام وأنا لا أفعل شيئا سوي الغوص في بحر القراءة، تأخذني الكلمات من هنا لتتلقاني أجمل العبارات هناك كالأمواج تحول بيني وبين الوصول إلي شط أوراقي لأتكئ عليها بأمان أنا وأقلامي ونزرع من جديد ما لدينا من أحلام بين سطور الواقع....تري ما حال أصدقائي الأوفياء كم أنا مشتاقة إليهم، لقد مر الوقت سريعا دون أن يجمعنا لقاء، هل انشغالي بالقراءة هو السبب الحقيقي أم أنني ارتميت بين أحضان الكتب لأختبئ من أوراق أحلامي؟! رافقتني التساؤلات في طريق العودة إلي مكتبي العزيز حتى تسلمت ذكريات ما حدث أخر مرة كنت أجلس فيها هنا أمامي ...نعم تذكرت وكأن ما حدث أمس أراه اليوم أمام عيني...أرق الأوراق بين يدي جريحة ممزقة السطور، بعد أن توقف شريك أحلامها القلم الأحمر عن الكتابة توقفت كل أحلامها في أن يصبحا معا جزء لا يتجزأ من كتابي، توقف القلم ليزيد الورقة ألما، وبدلا من أن تضيء حروفه نور أحلامها البيضاء أخذت رتوشه الحمراء تمزق سطورها الرقيقة. احتضنت ورقتي الجريحة بين يدي وأنا لا أدري ما الذي أفعله حتى سمعتها تهمس بكل ما تبقي لها من قوة "أنا بخير ..اتركيني وامض، أكملي المسيرة من دوني، استمري يا حبيبتي في تحقيق حلمك فهناك الكثير من الأوراق في انتظارك" حاولت مرارا أن ألبي طلبها لكني فشلت حتى في أن أرسم ولو كلمة واحدة علي ورقة أخري، لقد كانت صورة الورقة الجريحة تطاردني وتحول بيني وبين أفكاري، فكانت القراءة هي ملاذي الوحيد. أفقت من هذه الذكري الأليمة علي أصوات كثيرة تهنئ بعضها البعض بفرحة العودة من جديد... إنهم أصدقائي...أوراقي وأقلامي، الكل جاء ليصافح معاتبا من طول الغياب، وبين هذا وذاك كانت عيني تبحث في كل مكان عن الجارح والمجروح، أخذت أبحث وأبحث حتى سمعت صوتا ضاحكا يناديني "أتبحثين عن شيء" وقبل أن أجيب تجمعت كل من الأقلام والأوراق لتعلن أن صديقتهم الورقة بخير ولا تريدني أن أبحث عنها فكلا منا سيجد الآخر مادام الحلم واحد، لا مجال للوقوف إن كنت أريد أن أراها. كان لهذه الكلمات مفعول السحر الذي أبطل تعويذة رتوش القلم الأحمر الذي لم اكترث كثيرا في البحث عنه فلم يعد هناك حلما يجمعنا، بمجرد أول لمسة لأول قلم علي ورقة أخذت الكلمات ترتمي بين أحضان السطور من شدة الاشتياق لتشكل أعذب العبارات التي باتت أشبه باللؤلؤ المنثور ولكن هذه المرة في بحري أنا....أخذت أكتب وأكتب دون توقف أو ملل، ما أجمل أن يحقق المرء أحلامه مع من يحب، الحب هو وقود الحلم للوصول إلي أرض الواقع بسلام . لقد تعلمت الكثير من ورقتي الوفية، تلك الورقة التي بين يديك الآن وتستمتع بقراءتها، لقد أسرت جراحها وحولت رتوش القلم إلي نقوش زادتها جمالا وصلابة عن غيرها وجاء من جمع بيننا من جديد وحقق حلمنا في أن تصبح ورقة من كتابي ...