أجرى سامح شكرى وزير الخارجية الذى يرأس وفد مصر خلال اجتماعات الدورة الخامسة للجنة المصرية الاثيوبية المشتركة التى تعقد اليوم بأديس أبابا على المستوى الوزارى مباحثات رسمية مع نظيره الاثيوبى تاوضروس ادهانوم بحضور وفدى وسفيرى البلدين، حيث قام شكرى فى بداية اللقاء بتسليم نظيره الإثيوبى رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسى الى رئيس وزراء اثيوبيا الموجود حاليا فى زيارة خارج البلاد. وتضمنت الرسالة تأكيدا أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين وتكثيف اللقاءات والاتصالات بين المسئولين فى مختلف المجالات والقطاعات التجارية والسياسية والاقتصادية والفنية بما يحقق تطلعات وآمال الشعبين الشقيقين. وبعد انتهاء اللقاء أعرب وزير الخارجية سامح شكرى عن شكره وامتنانه نيابة عن الوفد المصرى على حفاوة الاستقبال ودفء اللقاء مع المسئولين الاثيوبيين وقال اننا نشعر هنا اننا وسط اخواننا عند زيارة اثيوبيا. ووصف مباحثاته مع نظيره الاثيوبى بانها كانت فرصة طيبة للقائه مرة اخري، مشيرا الى انه منذ توليه مهام منصبه يلتقى مع نظيره الاثيوبى كل شهر تقريبا. واوضح ان هذه اللقاءات تسهم فى تنفيذ التوجيهات التى صدرت من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس وزراء اثيوبيا هيلا ميريام ديسالين بتكثيف العمل المشترك حتى تعود العلاقات الثنائية الى مستواها الذى كان يربط دائما بين الشعبين وان تحقق للشعبين المصرى والاثيوبى مصالحهما فى التنمية والتواصل فى مواجهة التحديات العديدة التى تواجهها قارتنا الافريقية. واضاف الوزير ان مباحثاته الثنائية مع نظيره الاثيوبى قبل انعقاد اللجنة المشتركة على المستوى الوزارى اليوم كان من المهم ان نطمئن على العمل الذى اضطلع به كبار المسئولين من الجانبين فى اعدادالملفات المختلفة والاتفاقيات التى سيتم التوقيع عليها والاطار السياسى والاقتصادى والثقافى المرتبط بانعقاد اللجنة المشتركة. ايضا تم تناول بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك فى النطاق الاقليمى وسبل دعم العلاقات الثنائية سياسيا وتم التطرق الى قضايا مياه النيل وتبادل الزيارات رفيعة المستوى خلال الفترة القادمة حتى يظل التواصل والتفاعل على هذا المستوى القوى الذى يعكس الرغبة والارادة الاكيدة بين القيادتين والشعبين لتوثيق العلاقات فيما بينهما ومن جانبه قال وزير الخارجية الاثيوبى تاوضروس ادهانوم ردا على أسئلة الصحفيين حول الغرض من زيارة وزير الخارجية المصرى وما تم مناقشته خلال لقائهما الثنائي، إنه يرحب بصديقه العزيز وأخيه وزير الخارجية المصرى سامح شكري، وان الغرض من هذه الاجتماعات هو عقد الجولة الخامسة من اللجنة الوزارية المشتركة وكانت الدورة الرابعة قد عقدت عام 2011، وأضاف أنه وكجزء من اجتماعات اللجنة المشتركة بدأ اليوم منتدى رجال الاعمال المصرى الأثيوبى المشترك وانه تم بالفعل تحضير العديد من الاتفاقيات فى مختلف المجالات لتوقيعها اليوم خلال اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة . وأضاف تاوضروس خلال لقائنا الثنائى قمنا بمراجعة اعمال وتوصيات لجنة كبار المسئولين والخبراء التى بدأت اعمالها امس الاول ووجدنا انهم قاموا بجهد كبير وقمنا من جانبنا بابداء بعض الملاحظات على ما تم الاتفاق عليه وعلى بعض مذكرات التفاهم التى تم اعدادها للتعاون فى مختلف المجالات. ونحن بالفعل كجزء من شراكتنا لدينا تجارة مشتركة واستثمارات وهى فى ازدياد مستمر ولكننا نتفق على ان ما تم ليس كافيا وانه يجب ان نعمل جاهدين لازدياد حجم الاستثمارات والتبادل التجارى بين البلدين، كما تناولت مباحثاتنا الوضع الاقليمى خاصة منطقة القرن الافريقى والوضع فى الصومال وجنوب السودان وأيضا فى بوركينا فاسو وليبيا وغيرها من الدول وانه يجب أن نعمل معا من أجل مساعدة قارتنا، كما قمنا أيضا بمناقشة التطورات الاخيرة فى مناقشات مستوى اللجنة الثلاثية الخاصة بسد النهضة التى عقدت ثلاث جولات بالفعل فى الخرطومواديس ابابا ثم مؤخرا فى القاهرة واللقاء القادم سيكون فى الخرطوم فى بداية شهر ديسمبر القادم، ونستطيع ان نقول ان اللقاءات الفنية لوزراء المياه تسير بشكل جيد واتفقنا على الاستمرار بهذه الروح الطيبة والايجابية فى المباحثات والتى بدأها رئيسكم عبد الفتاح السيسى مع رئيس وزرائناخلال لقاءيهما السابقين، وكذلك تسود هذه الروح خلال لقاءاتى الدورية مع أخى وصديقى سامح شكرى وأيضا نجرى اتصالات تليفونية بشكل منتظم، واتمنى ان تدوم هذه الروح الايجابية من أجل تعميم الفائدة وتحقيق المصلحة للجميع. وقد كشف محمد ادريس سفير مصر لدى اديس أبابا ومندوب مصر الدائم فى الاتحاد الافريقى عن زيارة مرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسى الى اديس أبابا، مشيرا الى انه لم يتم تحديد موعدها حتى الان هل ستتم خلال مشاركته فى اعمال القمة الافريقية ام ستكون منفصلة، لافتا الى انه يجرى العمل عليها حاليا وسيتم الإعلان عن جميع تفاصيلها عندما يتم الاتفاق بين الجانبين. وكان شكرى قد أكد فور وصوله الى العاصمة الإثيوبية أمس فى تصريحات خاصة ل«الأهرام» ان اللجنة المشتركة محصلة لجهد بذل على مدى الشهور الماضية، وتتضمن العديد من الفاعليات على المستوى السياسى والثقافى والاقتصادى والتعليمى للارتقاء بالعلاقات الثنائية، وتعد دليلا على اهتمام الجانبين بتوثيق العلاقات فى المرحلة القادمة. وفيما يتعلق بالتنسيق المصرى الاثيوبى حيال القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بالتطورات التى تشهدها ليبيا، اوضح وزير الخارجية ان كل القضايا التى تخص القارة الافريقية ستكون محل تناول فى اطار الشق السياسى للاجتماعات، مشيرا الى ان التحديات كثيرة ولكن التعاون المصرى الاثيوبى مع باقى الاشقاء فى القارة هو ما سيمكننا من مواجهة تلك التحديات. وعما اذا كان سيتم التطرق الى مشروع سد النهضة خلال اعمال اللجنة المشتركة، قال شكرى انه سيتم عقد لقاء ثنائى سيتم خلاله بحث معمق بالنسبة لجميع اوجه العلاقات المصرية الاثيوبية، بما فى ذلك التطورات الاخيرة بالنسبة لاعمال اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية وما اسفرت عنه من انجازات وتطور ايجابى وبحث الخطوات المقبلة. ويضم الوفد المصرى عددا من الوزراء، هم منير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة والدكتور السيد أحمد عبد الخالق وزير التعليم العالى والدكتور عادل العدوى وزير الصحة وعدد من كبار المسئولين يمثلون وزارات الكهرباء والثقافة والتربية والتعليم والزراعة والاستثمار والاتصالات والمجلس القومى للمرأة. وصرح السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأنه تم عقد مباحثات ثنائية تحضيرية أمس بين وزيرى الخارجية سامح شكرى ونظيره تواضروس ادهانوم بمقر الخارجية الإثيوبية، وسيصدر بيان مشترك اليوم بعد الانتهاء من أعمال اللجنة الوزارية. واشار المتحدث إلى أن الوزير تواضروس حرص على استقبال نظيره المصرى مع كبار المسئولين بوزارة الخارجية الإثيوبية رغم وصوله فجرا مما يؤكد عمق الروابط والعلاقات التى تربط بين الشعبين الشقيقين. وأضاف أن هناك تعاونا على المستوى القطاعي، بمعنى أنه سيكون هناك مشاورات بين الوزراء من الجانب المصري ونظرائهم من الجانب الإثيوبي، وكذلك بين ممثلى الوزارات ونظرائهم الإثيوبيين. وهذه المشاورات تتعلق بالموضوعات ذات الأولوية مثل الصحة والكهرباء والاستثمار والتعليم العالى والتربية والتعليم والثقافة. واضاف المتحدث أن الهدف من ذلك هو الارتقاء بالعلاقات إلى مرحلة أرفع لأن ذلك تجسيد لما تم الاتفاق عليه بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلا ميريام ديسالين على هامش قمة مالابو فى شهر يونيو الماضي، حيث تم الاتفاق على مراجعة شاملة لكل ما يخص العلاقات الثنائية. وهذا ما يقوم الجانب المصرى بتنفيذه حاليا، والاطلاع على جميع العقبات والمعوقات واعطاء التعليمات اللازمة لازالتها لتحقيق المصلحة المشتركة للشعبين واقرار مبدأ المكسب للجميع. وصرح الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالى والبحث العلمى على هامش اجتماعات اللجنة بانه سيتم اليوم توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة فى مجال التعليم بصفة عامة والتعليم الفنى وقال ان متابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات يقع على عاتق الجانبين. وان الجانب الإثيوبى لديه اهتمام خاص بالمجال الطبى والتدريب الفني. وأضاف انه هناك العديد من الاتفاقيات بين الجامعات المصرية والأثيوبية مثل بروتوكول التعاون المشترك بين جامعة اديس ابابا وجامعتى الاسكندرية وقناة السويس، وبروتوكول التعاون المشترك بين جامعة بحر دار وجامعة المنصورة. وأكد الوزير ان التعاون فى هذا المجال يسير بشكل جيد وانه تم تقديم 17 منحة للجانب الإثيوبى فضلا عن علاج العديد من الحالات بمستشفى المنصورة الجامعى مثل نقل وزرع الكلى بمركز الكلى والمسالك البولية. وقال الوزير أن الجانب الإثيوبى طلب بشكل خاص أساتذة من كليات الطب، والتمريض والهندسة والتعليم الفنى بمختلف مجالاته. وانه جاء بعشرات المنح من جميع الجامعات المصرية والتخصصات، وانه حاليا يوجد 4 منح للحصول على شهادة الدكتوراه للجانب الإثيوبى تقدم سنويامن الجامعات المصرية، إلى جانب 15 منحة تقدمها وزارة الخارجية المصرية للجانب الأثيوبى من بينها10منح للتعليم الجامعى و5 منح للدراسات العليا. واكد انه لا يوجد لدى مصر سقف محدد لتقديم المنح للجانب الأثيوبى وأن الأمر مفتوح من حيث الكم والكيف. وقد افتتحت امس بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا أعمال منتدى رجال الاعمال المصري- الاثيوبى الذى يعقد فى اطار اعمال الدورة الخامسة للجنة المصرية - الاثيوبية المشتركة، وشارك فى افتتاح المؤتمر وزير الخارجية سامح شكرى ووزير التجارة والصناعة منير فخرى عبد النور وكذلك وزير الخارجية الاثيوبى تواضروس ادهانوم ووزير الصناعة سيساى جيموشي، ووزير التجارة وعدد من كبار المسئولين المصريين ورجال الاعمال.