مازالت أيادي الإرهاب تحاول نشر الفوضي والاضطراب في البلاد بالسير علي نهج التفجيرات بالمواقع الحيوية والأماكن العامة مراهنة علي بث القلق في نفوس المجتمع، فتهتز ثقته في قدرة الأمن علي حمايتهم والسيطرة علي هذه العمليات التخريبية وفي سبيل ذلك تنوعت مخططات الجماعات الإرهابية لتطوير عملياتها لجني أكبر قدر من التأثير النفسي قبل البدني ليتحول المجتمع بأسره إلي هدف لأذناب الإرهاب. وآخر ما توصلت له مخططاتهم بعد تفجيرات أبراج الكهرباء مرورا بالأماكن الحيوية، ونهاية بتفجير ثان أمام جامعة القاهرة ، ليطلوا علينا هذه الأيام بوجه أكثر وقاحة من خلال زرعهم عبوات ناسفة وقنابل أمام عدد من المدارس، منها الابتدائية وسائر المراحل المختلفة ، فخرجت علينا الأنباء عن العثور علي قنبلة أمام مدرسة بمنطقة الهرم وأخري بالفيوم والشرقية ، وتحذيرات عن استهداف مدارس أجنبية بالمعادي، وبهذا التطور تكون العناصر الإرهابية قد ذهبت في استراتيجيتها السوداء بعيدا لتهدد الأسر في أعز ما تملكه وهم صغارهم. اللواء محمد نورالدين مساعد أول وزير الداخلية الأسبق نبه إلي أن ما تراه مصر خلال الأيام الماضية هو صنيعة جماعة الإخوان الإرهابية حتي وإن كان هناك مايسمي بأجناد مصر، أو أنصار بيت المقدس، أو ماشابه، فهم أنصارهم وأجنحة عسكرية تنفذ استراتيجية انتقامية من الشعب قبل الأمن منذ 30 يونيو 2013، وللأسف الشديد نواجه أغبي جيل قيادي لهذه الجماعة، فأفكارهم هي من أدت لسقوطهم وحدوث كراهية شديدة بينهم وبين الشعب، فمنذ عام 1928 ، الذي شهد نشأة الجماعة علي أيدي البنا كانت خصومتهم مع الأنظمة، ولكن اليوم أصبح صدامهم وعداوتهم للشعب، ودليل غباء قيادات الإخوان هو كلام محمد البلتاجي المتهم في العديد من القضايا وقت اعتصام رابعة العدوية "بأن مايحدث في سينا مرهون بعودة المعزول مرسي" وكأنه يبلغ عن نفسه ويجاهر دون حياء بضلوعه هو وباقي قيادات جماعته في تخريب مصر. وأضاف نورالدين لاشك أن المتطرفين من الإخوان وأنصارهم يحاولون إثارة الذعر في كل مكان وإغراق المواطنين في حالة من الخوف، بهدف إظهار الدولة بالضعف الأمني وعدم سيطرتها علي مجريات الأمور، فيترسخ في ذهن المواطن أنه لاحل سوي بالتصالح مع الإخوان، وهو أسلوب رخيص يستخدم لتحرير قيادتهم الفاشلة المحبوسة علي ذمة قضايا. ولأن الغباء هو كلمة السر في تصرفاتهم، لذا فقد جنوا ماهو غير متوقع لديهم بتعميق الكراهية مع الشعب عن طريق استهدافهم بزرع قنابلهم أمام المدارس التي يتلقي فيها أطفالنا العلم والتحصيل ،فانقلبت الآية من خوف علي الأبناء إلي تعاطف مع الجيش والشرطة لأن التهديد باستخدام الأبرياء من الأطفال والتلاميذ ترجمته لدي المصريين أنه عنوان للخسة والنذالة، ولعل في واقعة استشهاد الطفلة شيماء في التسعينيات بعدما تأثرت بإصابتها داخل فصلها بإحدي مدارس مصر الجديدة بعد تفجير إرهابي استهدف موكب رئيس الوزراء وقتها الدكتور عاطف صدقي عبرة، حيث تعاطف الشعب مع الضحية واستنكر المصريون أن يكون الأطفال في مرمي الإرهاب وكانت هذه الواقعة بالتحديد بداية سقوط شوكة الإرهاب ومحاصرته إلي أن تم القضاء عليه نهائيا قبل أن يعود ليطل علينا من الإخوان وأنصارهم. وأشار نورالدين إلي أن الإخوان اختاروا لأنفسهم شعار السيفين واتخذوا من القرآن آية " وأعدوا لهم مااستطعتم" وهي الآية التي طالبت المسلمين بالاستعداد للكفار لنصرة ديننا الحنيف، ومن ذلك نجد أن ثقافة الإخوان هي حتمية المواجهة مع الأغيار، وهم الأمن والشعب ولا مجال للاستغراب من استهدافهم التلاميذ في مدارسهم، فهم في النهاية أبناء للأغيار، الذين يتحتم الصدام معهم ، وهذا نوع آخر من الغباء يؤكد أنه لاعودة ولاتصالح مع الإخوان والإرهابيين لأن هناك دما بيننا وبينهم. ولعل رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي قد ذكر بأنه لو أدركنا حجم المخطط الذي أحيك لمصر لعرفنا أن ماتم تحقيقه إلي الآن هو إنجاز بمعني الكلمة ، وأضاف نورالدين أن جهاز الشرطة يعاني وسط هذه الظروف العصيبة من نقص عددي، فكم المدارس بمراحلها المختلفة علي مستوي الجمهورية كبير جدا، ولا أظن أن إدارة متخصصة لأمن المدارس كافية، فلابد من تعزيز قوات الأمن بإمكانيات جبارة، سواء تسليحا، أو سيارات، أو تدريبات وغيرها.