فى الوقت الذى كانت قوات الأمن تقوم فيه بتصفية الخلية الإرهابية الخطيرة فى قرية «عرب شركس» بالقليوبية، كانت جماعة الإخوان الإجرامية تدارى فشلها الذريع فى يوم 19 مارس، الذى توعدت فيه المصريين بأن يكون يوم الهول، فإذا به يوم لعار جديد يلحق بالإخوان وحلفائهم، حيث وجدوا أنفسهم منعزلين فى شوارع مصر، ولم يجدوا أمامهم إلا التصعيد فى الإجرام والتوغل والانحطاط بأن يزرعوا القنابل فى جامعة القاهرة، تأكيدا لإيمانهم بالسلمية وتمسكهم بها!! إجرام الإخوان يجرى أحيانا بصورة مكشوفة، ويتم فى أحيان أخرى تحت لافتات زائفة تبدأ من «تحالف دعم -لا مؤاخذة- الشرعية» إلى «أنصار بيت المقدس» أو «القاعدة».. وهم يثبتون الآن -أكثر من أى وقت مضى- أنه لا يوجد إرهاب متطرف وإرهاب معتدل، وأن من يبدأ بتكفير الناس ويدعى احتكار الإسلام، لا بد أن ينتهى فى أحضان المولوتوف وتحت أقدام أجهزة المخابرات المعادية، التى تتخذهم سلاحا ضد أوطان لم يؤمنوا بها يوما!! أحداث 19 مارس تؤكد عدة حقائق: ■ كل فصائل الإرهاب تعمل وفق مخطط واحد، والقرار لم يعد فى يد هذه الفصائل، وإنما فى يد من يحركونها من القوى الخارجية المعادية لمصر وثورتها، والداعمة لهذه الفصائل الإرهابية بالمال والسلاح لتنفيذ مخططاتها، أصبح الهدف واضحا.. إبقاء التوتر فى الشارع المصرى، ومحاولة تعطيل انتخابات الرئاسة بأى طريقة وبأى ثمن. الضجيج فى الجامعات وخارجها وسيلة مطلوبة لتغطية العمليات الإرهابية، التى تعتبرها قيادة الإخوان.. أقصى درجات السلمية!! ■ على مدى تاريخ «الإخوان» كانوا يواجهون الفشل بمزيد من العنف.. الآن فى ظل قيادة «القطبيين» للجماعة تزول الفوارق بينهم وبين «القاعدة» وباقى التنظيمات الإرهابية، ويرفع أنصار الجماعة شعار «آسفين يا بن لادن»!! وبعد وضع المتفجرات بجوار المدارس، ومحاولة تفجير أبراج الكهرباء، ها هم يضعون القنابل داخل جامعة القاهرة.. وأظن أن تأمين أبنائنا وبناتنا فى الجامعات أصبحت له الأولوية فوق أى اعتبار، وأنه أصبح ضروريا أن لا يكون هناك مكان لإرهابى واحد داخل الجامعة، خصوصا بعد أن وجدنا مدرسين بالجامعات يقومون بتهريب المولوتوف إلى داخل الجامعة فى سياراتهم، وبعد أن أصبح حرق الجامعات هدفا استراتيجيا لجماعة لم تعرف طوال تاريخها إلا التدمير والإرهاب. ■ فشل الإخوان وحلفاؤهم فى 19 مارس، كما فشلوا فى كل موعد حددوه للانتقام من الشعب منذ 30 يونيو وحتى الآن.. لا يريدون الاعتراف بأنهم أصبحوا جزءا من ماض لن يعود.. يهربون من كراهية الشعب لهم بالانغماس فى مزيد من الإرهاب الذى يقودهم إلى نهايتهم المحتومة، مثل أى عصابة إجرامية مرت فى تاريخ الوطن. لعل هذا الفشل الإخوانى المتكرر يعطى لمنابرنا الإعلامية فرصة المراجعة حتى لا تجرى وراء مخططات «الإخوان» للبقاء فى المواجهة الإعلامية، فلا نرى بعد ذلك التهويل فى قدرات هذا التنظيم الإرهابى، أو شغل الناس بمظاهرات لا تضم إلا العشرات من الصبية المخدوعين أو المستأجرين. ■ مع الفشل الإخوانى المتكرر يتم الكشف عن رفض واشنطن تسليم طائرات الأباتشى، وهى سلاح أساسى فى مطاردة عصابات الإرهاب فى سيناء وغيرها!! إنها رسالة جديدة تكشف حرص أمريكا على دعم عصابات الإرهاب من «الإخوان» إلى «القاعدة»، فى محاولة لاستنزاف قوى مصر العسكرية، وضرب أمنها واستقرارها. أما الطائرات.. فالبدائل متوافرة وستحصل عليها مصر لتواصل معركة لا خيار فيها إلا الانتصار.. وأما الإرهاب الإخوانى بكل فصائله وتنوعاته، فلا مصير له إلا الاستئصال الكامل مهما تلقى من دعم أمريكا وحلفائها وأذنابها فى المنطقة.. وأما الرهان الأمريكى المعادى لمصر وثورتها فسوف يكون ثمنه غاليا.. ليس فقط باستئصال الإرهاب الإخوانى الذى تدعمه واشنطن، ولا بسقوط الحكومات العميلة التى تدعم إرهاب الإخوان فى المنطقة، وإنما -قبل ذلك وبعده- بهزيمة شاملة للسياسة الأمريكية فى المنطقة.. وهى هزيمة تعرف واشنطن جيدا آثارها المدمرة على مصالح أمريكا فى المنطقة.. وفى العالم كله.