من فشل إلى فشل آخر يمضى الإخوان وحلفاؤهم من جماعات الإرهاب فى الداخل ومن القوى المعادية لمصر وثورتها فى الخارج، مع إعلان مشروع الدستور الجديد يدرك هؤلاء جميعا أن رهاناتهم قد خابت، لكنهم- فى الوقت نفسه- يستعدون لمحاولة يائسة لتعطيل ووضع العراقيل أمام استكمال مصر خطة المستقبل. لا أعرف إن كان من الصواب الاستمرار فى تركيز الأضواء الإعلامية على مظاهرات الإخوان، التى أصبحت لا تتجاوز العشرات أو المئات من الأنصار الذين يمارسون أعمال البلطجة، والذين يسارعون بعد ذلك بالفرار من مطاردة المواطنين الغاضبين من هذه البلطجة.. لكن الجديد الذى ينبغى الانتباه إليه هو أن الإخوان يكشفون الآن عن وجههم الحقيقى.. حتى قناع «السلمية» الذى كانوا يلبسونه خلعوه، تنزل المظاهرات الهزيلة لتبدأ من اللحظة الأولى أعمال الشغب، وتطلق الخرطوش والرصاص فى محاولة يائسة لإثبات الحضور، ولو من باب الإجرام، وفى استفزاز المواطنين.. لعل وعسى!! يتزامن ذلك مع تصريح مستشارة الأمن القومى الأمريكى سوزان رايس، والتى أعربت عن قلق أمريكا من انضمام الإخوان للجماعات المتطرفة!! والنبى إيه؟! ومتى كانت الجماعة فى صف الاعتدال إلا عند الإدارة الأمريكية، وهى تساندها للوصول إلى الحكم؟! وهل كانت واشنطن لا تعرف أن قيادة الجماعة قد أعلنت علنًا وبكل وضوح أنها من «القطبيين» أى أتباع سيد قطب، الذى رعته أمريكا بنفسها وعلى أرضها ليعود لتكفير المصريين جميعا، والدعوة لقتالهم؟! وهل كانت واشنطن تتصور أننا سنصدق دعواها الكاذبة بأن علينا أن نقبل «الإرهاب المعتدل» لننجو من الإرهاب المتطرف؟! واشنطن كانت تعلم من البداية أنها تدعم تنظيما متطرفا ليحكم مصر، والإخوان كانوا من البداية يعرفون شروط «المقاولة» والثمن المطلوب.. ففتحوا سيناء أمام عصابات الإرهاب وأنصار القاعدة، ولم يخجلوا من إعلان النية فى التخلى عن أجزاء من مصر، من حلايب، إلى رفح.. مرورا بقناة السويس التى كانوا يستعدون لإخراجها من سيادة الدولة، لولا ثورة الشعب وموقف جيش مصر الوطنى الذى تصدى للمخططات ومنع الكارثة وانحاز للثورة التى أسقطت حكم الإخوان، وأسقطت معه كل القيود على إرادة مصر المستقلة. لهذا لم أكن سأتوقف عند التصريح الأمريكى عن القلق من انضمام الإخوان لجماعات التطرف، لولا أنه فى اليوم التالى كنا أمام بيان من الإخوان وباقى جماعات الإرهاب فى ما عرف ب«تحالف دعم الشرعية»، يهدد فيه -للمرة الأولى- بتعليق المصريين على المشانق!! يسير الإخوان وحلفاؤهم إلى النهاية المحتومة بإصرار منقطع النظير، يعرفون أن المشانق كانت تعلق «باسم القانون» لمن يخونون الوطن ويسعون لدماره.. يعرفون العواقب الوخيمة التى جنوها منذ بدؤوا- قبل سبعين عاما- طريق الإرهاب والاغتيالات.. وتعرف الجماعات التى تخرجت فى مدرستهم الإرهابية وترعرعت فى أحضان أجهزة المخابرات الأجنبية، إلى أين قادها إرهابها؟! بيان تحالف الخيانة عن تعليق المشانق يعنى أنهم قد فقدوا ما تبقى من عقل.. التزامن مع التصريحات الأمريكية لا يعنى إلا أن طريقهم لن يمضى إلا إلى الفشل.. نعرف من البداية أنهم سيحاولون المستحيل لمنعنا من استكمال طريقنا نحو المستقبل، لكننا نعرف أكثر أن مصر «شعبا وجيشا ودولة» سوف تسحق المؤامرة.. ألم يفعلوا ذلك قبل «30 يونيو» فداسهم الشعب؟! ألم نسمع مثل هذه الأصوات القبيحة من على منصة رابعة، ثم كان مصيرها أن تهربت فى زى المنتقبات، أو فى عربات نقل الموتى؟! مصر تمضى فى طريقها، بينما الإخوان وحلفاؤهم يهددون بتعليق المشانق للمصريين.. يعرف المصريون أن المشانق تعلق لمن يخون الوطن أو يمارس الإرهاب ضد الشعب.. نحن أمام إقرار بالانتحار من ناس فقدوا العقل حين فقدوا السلطة، وباعوا الدنيا والآخرة حين ارتضوا أن يكونوا رأس الرمح فى التآمر ضد مصر وشعبها وثورتها.