الآن تتضح الصورة، ونفهم لماذا كان هذا الإصرار المجنون من جانب «الإخوان» على ما فعلوه فى 6 أكتوبر، كانوا بالقطع يدركون أنهم لن يدخلوا «التحرير»، وكانوا يعرفون أنهم لو دخلوا لكانت نهايتهم. ومع ذلك كان الإصرار على استفزاز الناس واستجداء الدم. لم يكن الهدف فقط هو إفساد الاحتفالات، وإنما كانوا يبدؤون مرحلة جديدة من مؤامرتهم القذرة ضد شعب مصر. بعيدًا عن الدين وعن الأخلاق كانوا ينتقمون من وطن رفض فاشيتهم وهزم مشروعهم لكسر مصر وتحويلها إلى قندهار جديدة. نزلوا فى 6 أكتوبر بتعليمات تنظيمهم الدولى الذى يقدم خدماته «الجليلة!!» لكل مخابرات الأعداء. جمعوا الأنصار والمخدوعين والمأجورين لكى يبدؤوا المحاولة الجديدة للإضرار بأمن مصر وزرع الخراب فيها وتوسيع نطاق الإرهاب الأسود. فى 6 أكتوبر كان المطلوب عند الإخوان هو الدم بأى طريقة وبأكبر قدر. وكان المطلوب هو التخريب ونشر الفوضى. وكان المطلوب -قبل ذلك كله- استنزاف جهد الدولة وإنهاك رجال الأمن لفتح الطريق أمام الخطوة التالية التى لم تتأخر طويلًا، فكانت تفجيرات جنوبسيناء، وكان اغتيال جنودنا الشهداء فى الصالحية، وكان استهداف القمر الصناعى.. فى إشارة واضحة إلى أن المخطط واحد، والهدف هو نقل الإرهاب من الأطراف إلى قلب الدولة. ربما لم يكتمل المخطط كما أرادوا.. فقد واجهوا الشعب الذى خرج ليقاتلهم ويمنع جرائمهم المنحطة. واستبقت أجهزة الأمن تآمرهم بالقبض على عدد من خلايا الإرهاب، والإجهاز على عدد آخر، وضبط ترسانات من الأسلحة الحديثة والثقيلة، وإفشال محاولات حقيرة مثل محاولة اقتحام المترو بفصائل مسلحة بالقنابل اليدوية وزجاجات المولوتوف وغيرها من الأسلحة التى أصبح وجودها فرضًا واجبًا فى مظاهراتهم.. السلمية جدًّا!! والآن.. يعلنون أنهم سيعاودون محاولة اقتحام ميدان التحرير يوم الجمعة القادم!! وليس لذلك وقت إلا أنهم ماضون فى تنفيذ مخططاتهم لإحراق مصر ونشر الفوضى فيها والتمادى فى الإرهاب حتى النهاية. وليس لذلك معنى أيضًا إلا أنهم متمسكون بتصوّرهم المجنون أنهم قادرون على تحويل مصر إلى سوريا أخرى!! هذا التصوّر الذى كانوا يعدّون له وهم فى الحكم بتحويل سيناء إلى مأوى لجماعات الإرهاب لتكون سندهم فى جر مصر إلى جحيم الحرب الأهلية. لقد قطع شعب مصر عليهم هذا الطريق.. بإسقاط حكمهم الفاشل والفاشى، ثم بخوض جيش مصر الوطنى معركته الحاسمة لتحرير سيناء والوطن كله من هذا الإرهاب الأسود. لكنهم ما زالوا يحاولون، وما رأيناه فى 6 أكتوبر وبعدها يقول إن الخطر ما زال ماثلًا، والمؤامرة ما زالت مستمرة، والمواجهة لا بد أن تكون حاسمة. لم يعد هناك مجال للتهاون مع هذا الفصيل الخائن وحلفائه فى الخيانة والإرهاب. عندما تعلن جماعة أن هدفها هو التخريب والتدمير واستباحة الدماء وضرب الاقتصاد والسياحة وقطع أرزاق الناس، فإنها تعلن نفسها بكل وضوح جماعة خارج الوطن وضد الشعب بأكمله. المطلوب الآن قرارات حاسمة تمنع المظاهرات التى تعلن على «سلميتها» باستخدام القنابل والمدافع الرشاشة!! والمطلوب أن يدرك الإخوان أن أى محاولة لتعطيل المرافق أو اقتحام المؤسسات سوف تواجه بكل قوة. والمطلوب أن يردك الجميع أن معركتنا ضد الإرهاب ليست مجالًا للمساومة، وأن أى محاولة لتشتيت الانتباه أو استنزاف جهد الدولة كما يفعل الإخوان الآن هى خيانة لم يعد ممكنًا التهاون معها. يصدّع الإخوان رؤوسنا بأن تجربة 54 لن تتكرر، ونحن نوافقهم على طول الخط.. ففى 54 وعلى مدى ما يقرب من ستين عامًا بعدها، كان هناك بصيص من أمل بإمكانية أن تراجع الجماعة مواقفها، وأن تعترف بخطاياها، وأن تعتذر عن جرائمها، وأن تعود -بعد التطهر- إلى صفوف الجماعة الوطنية. الآن نعرف جيدًا أن هذا مستحيل. وندرك أن الخروج على الوطن طريق بلا عودة. ويتأكد اليقين بأنه لا يوجد إرهاب متطرف وإرهاب معتدل. هناك إرهاب واحد يهدّدنا، وهناك طريق واحد لمواجهته وهو أن نستأصله من جذوره.. وسنفعل بكل تأكيد، ولكننا نريد قرارًا سياسيًّا حاسمًا يقول إن التهاون مع إرهاب الإخوان وحلفائهم هو جريمة فى حق الوطن لا يمكن السماح بها أو التسامح معها!!