فى الوقت الذى يمضى فيه «الإخوان» فى طريق الانتحار السياسى والسقوط الأخلاقى حتى نهايته.. يمضى شعب مصر فى تحقيق أهداف ثورته، وفى بناء دولته التى يريدها عنوانًا للعدل والديمقراطية وكرامة الإنسان. بموقفهم فى 6 أكتوبر يؤكد «الإخوان» بأنفسهم الحقيقة التى حاولوا الهرب منها طوال تاريخهم، وهى أنهم فصيل خارج الجماعة الوطنية!! هكذا كانوا دائمًا وعلى مدى أكثر من ثمانين عامًا خنجرًا يطعن الحركة الوطنية ويتحالف مع أعداء الشعب فى الداخل والخارج.. من ملوك فاسدين إلى حكام مثل إسماعيل صدقى، ومن تمويل الإنجليز والفرنسيين فى ظل الاحتلال، إلى الارتماء تحت أقدام الأمريكان من أجل الحكم!! الآن تسقط كل الأقنعة.. فإذا بنا أمام فصيل يستدعى التدخل الأجنبى ضد الشعب، ويمارس الإرهاب علنًا، ويعلن أن هدفه هو تعطيل الحياة وتخريب الاقتصاد، ثم يوغل فى الخيانة بالتحريض ضد جيش الوطن وهو يخوض الحرب ضد الإرهاب، وبالصدام مع شعب منحهم الفرصة فخانوا العهد وأرادوا بيع الوطن. يكتب الإخوان لأنفسهم أسوأ النهايات. تقودهم الحماقة إلى حيث هم الآن.. ضد الشعب وخارج القانون.. يدركون أن الحساب قادم ويحاولون الهرب، فلا يفعلون إلا الانتقال من الخطأ إلى الخطيئة، ومن المتاجرة بالدين إلى خيانة الوطن. فى المقابل.. تمضى مصر فى طريقها. تضرب جماعات الإرهاب وفى مقدمتها «الإخوان»، تستعيد سيناء إلى أحضان الوطن، وتستعيد الوطن ممن حاولوا اختطافه، تضع دستور كل المصريين. توقف الكارثة الاقتصادية التى كان حكم الإخوان يقودنا إليها. تصمد فى وجه كل الضغوط وتفرض على العالم كله أن يحترم إرادة شعبها. يجىء 6 أكتوبر، فتقول لكل مَن يريد أن يرى وأن يفهم: إن شعب مصر على قلب رجل واحد ضد الإرهاب والفاشية. وإن الرهان على فتنة بين الجيش والشعب هو رهان خائب. فلا جيش مصر سيتخلّى عن واجبه فى حماية إرادة الشعب، ولا شعب مصر سيتعامل مع جيشه الوطنى إلا باعتباره جيش الشعب الذى لم يغيّر ولاءه عبر السنين لمصر وشعبها، ولم يترك مصير الوطن فى يد تنظيم دولى مشبوه أو مصالح أجنبية تتآمر على الوطن وتستخدم جماعات الخيانة فى تنفيذ مخططاتها، ثم ينتابها الجنون حين تنكشف المؤامرة ويسقطها الشعب مع الجيش، وينقذ الوطن ويستعيد للثورة مسارها الصحيح. لم يكن احتفالنا بأكتوبر هذا العام احتفالًا بانتصارات الماضى فقط، ولا تأكيدًا على سقوط جماعة خائنة وانكسار إرهاب حقير فحسب، ولكنه كان انتصارًا للمستقبل الذى نبنيه بعد اسقاط حكم الجهالة والفاشية، وبعد التصدى لمؤامرات الداخل والخارج التى توهّمت أنها قادرة على مصادرة إرادة الشعب وإعادة عقارب الزمن إلى الوراء. فى كلمته للأمة، أعلن رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور، عن مشروعين عملاقين للمستقبل.. مشروع إنشاء المحطة النووية فى أرض الضبعة التى استعادتها الدولة، ومشروع تطوير منطقة قناة السويس برؤية وطنية بعد أن كاد الأمر يتحوّل إلى كارثة حقيقية على يد الإخوان وهم ينزعون القناة من الوطن ليتصرّفوا فيها بمنطق الأهل والعشيرة، وعلى حساب أمن مصر واستقلال قرارها. ودماء آلاف الشهداء الذين سقطوا من أجل أن يستعيدوا القناة لمصر وينهوا السيطرة الأجنبية على هذا الجزء العزيز من الوطن. من حكم الجهالة إلى عصر الطاقة النووية. ومن التفريط فى الوطن إلى بناء المستقبل بأيدى المصريين ووفق مصالحهم. ومن أكتوبر الماضى الذى كان فيه رئيس الجمهورية يجلس مع القتلة ورموز الإرهاب.. إلى أكتوبر هذا العام والشعب يحتفل بجيشه، والجيش يحمى إرادة الملايين، والكل يتجه إلى المستقبل ليبنى مصر التى فى خاطرنا جميعًا. المجد للشهداء، والنصر للثورة، ولا عزاء لمَن اختاروا طريق الخيانة، وما زالوا مصرين على السير فيه حتى النهاية.