احتفالنا بأعياد أكتوبر هذا العام شكل تانى.. ليس هو الاحتفال الرسمى الروتينى الذى كان يتم على مدى سنين طويلة، وليس هو الاحتفال البائس الذى شهدناه فى العام الماضى، والذى أهان فيه المعزول مرسى مصر كلها، حين ذهب ليحتفل مع الأهل والعشيرة ومع قتلة السادات وقيادات الإرهاب، فى غياب جيش مصر وشعبها.. وكأنه يقول: إن كل شىء فى مصر أصبح فى حوزتنا.. الدولة والتاريخ، والحاضر والمستقبل، ومن يعترض فعليه أن يواجه إرهابنا إن كان يستطيع!! أين هم الآن؟! مرسى وجنرالات الإرهاب بين سجين ومطارَد. جيش مصر العظيم يسحق عصابات الإرهاب ويطهر سيناء من دنسها. شعب مصر الذى أحس بالإهانة تحت حكم مرسى، وأدرك حجم الخطر من فاشية تتاجر بالدين.. يشعر اليوم بأنه قد تحرر من الكابوس، واستعاد الثورة، وأنقذ الوطن. يعرف أن الطريق ما زال طويلا لكن الروح التى أنجزت 30 يونيو قادرة على صنع المعجزات. حين استعدنا الثورة استعدنا معها كل شىء جميل فى حياتنا. قهرنا الجهالة والكآبة وخفافيش الظلام.. أوقفنا سرقة الحاضر والمستقبل وأنهينا مخطط تزييف التاريخ. كأنها مصر أخرى تحتفل هذا العام بنصر أكتوبر وهى تدرك أنها على أبواب عبور جديد نحو مستقبل يليق بمصر ويستحقه شعبها بكل جدارة. احتفالنا بأكتوبر هذا العام شكل تانى. ليس احتفال عصابات القتلة بالاستحواذ على مصر كما حدث فى العام الماضى، وليس احتفال مصر المأزومة كما كان الحال من سنوات.. إنه احتفال مصر المنتصرة بأحد أكبر انتصاراتها.. الملايين التى ستخرج للميادين لا تحتفل فقط بالتاريخ.. إنها تقول إن أربعين عاما من التآمر على مصر ومحاولة حصار دورها وكسر إرادتها لم تنجح. وها هى مصر تستعيد جوهرها الحقيقى. تمسك بإرادتها المستقلة. تسقط استبداد الفساد ثم تسقط فاشية الإخوان وتنطلق لصنع مستقبلها كما يريد شعبها.. وشعبها وحده!! احتفالنا بأكتوبر هذا العام شكل تانى.. نقاتل لتطهير سيناء من إرهاب أسود وجد الرعاية فى ظل حكم المعزول مرسى، ووجد الدعم والتمويل من أعداء مصر فى المنطقة والعالم. نواجه إرهاب «الإخوان» ومحاولاتهم اليائسة ليقولوا لمن دعموهم وراهنوا عليهم وصدموا لفشلهم إنهم ما زالوا قادرين على فعل شىء.. حتى ولو كانوا يعرفون جيدا أن القصة انتهت، وأنهم يلعبون فى الوقت الضائع!! الملايين ستخرج إلى الميادين لتحتفل بجيشها الذى انتصر فى أكتوبر والذى انحاز لإرادة الشعب وحمى ثورته، والذى يقاتل الآن لاستئصال الإرهاب من جذوره واستعادة سيناء إلى أحضان الوطن. الملايين ستخرج إلى الميادين لتقول إن إرادتها هى التى تكتب التاريخ فى هذا الوطن. قرار حرب أكتوبر اتخذته الجماهير فى 9 و10 يونيو حين رفضت الهزيمة وطالبت بالثأر. ثورة يناير فجرتها الملايين وحماها الجيش. سقوط فاشية الإخوان قرره الشعب فى 30 يونيو قبل أن يتحول إلى قرار رسمى بعد أيام. مستقبل مصر لم تعد فيه كلمة واحدة لغير أبنائها. احتفالنا هذا العام هو احتفال بإرادة الانتصار لدى شعب مصر وجيشها الوطنى. نفرح ونغنى ونسعد كما يفعل المنتصرون. نترك الكآبة لأصحابها. نترك الإحساس بالعار لمن خانوا الوطن وتآمروا عليه.. يقول «الإخوان» إنهم سيلبسون الأسود فى يوم انتصارنا (!!).. يليق بهم أن يفعلوا ذلك، ليس فقط لأنهم يعرفون أن أياما أسود من قرن الخروب -كما يقال- فى انتظارهم، ولكن لأن من صلَّت قياداتهم شكرا لله على هزيمة 67 لا يمكن أن يكونوا جزءا من انتصارات الوطن.. ولا أفراحه!! فلتحزن خفافيش الظلام كما شاءت، لكن عليها أن لا تلعب بالنار، وعليها أن تدرك أن صبر الناس على تصرفاتها المنحطة قد نفد، وأن أى خطأ فى الحسابات عليها أن تتحمل وحدها نتائجه!! فليفهموا جيدا أن أحدا لن يستطيع حمايتهم إذا انفجر بركان الغضب فى صدور الناس!! أكتوبر والخيانة «دونت ميكس»!!