لا يمكن لأى خطة أو سياسة تتبناها الدولة النجاح إلا فى ظل وجود منظومة إعلامية متكاملة تسعى لحشد التأييد الشعبي، وتحجيم المعارضين فى الداخل والخارج، وترتكز على تقديم المعلومات ونشرها وشرحها ومناقشتها بموضوعية وإقناع المتلقي.ويجب أن تستند تلك المنظومة الإعلامية لرؤية إستراتيجية تكون (دائما) المرجعية لتقييم ما يقدمه الإعلام وتعديله ليكون متسقا معها. وهذه الرؤية الإعلامية الإستراتيجية لابدأن تضعها جهة إعلامية عليا بعد قراءة دقيقة لأوضاع البلاد، وتقوم بمتابعة تنفيذها بالتنسيق مع وسائل الإعلام المختلفة داخليا وخارجيا وكذلك مع مسئولى الإعلام فى الهيئات والوزارات المختلفة، وتتولى الإعداد المباشر وغير المباشر المواد الإعلامية خدمة للأهداف. والهدف الأعلى لهذه الرؤية الإستراتيجية هو (رسم صورة ذهنية حقيقية وإيجابية) عن مصر وقيادتها ومستقبلها والتحديات التى تواجهها. ويجب أن تسعى تلك الخطة لتأكيد أن (مصر دولة قوية ومحورية تعانى من مشاكل متراكمة ولكنها قادرة على النهوض مرة أخرى ولديها رؤية متكاملة لتحقيق ذلك وعليها التصدى للإرهاب مهما كان الثمن عبر تلاحم الشعب والجيش والشرطة تحت قيادة الرئيس.) وسيكون على الخطة الإعلامية شرح الواقع المصرى دون مواربة أو رتوش موضحة أن الأعداء يحاولون النيل من استقرار مصر عبر بث الفرقة بين الشعب والجيش والرئيس. وعلينا الانتباه لذلك ووأد الفتنة فى مهدها، وأن الإرهاب يهدف لتحويل مصر إلى عراق آخر أو ليبيا، والمعركة معه طويلة ولابد أن ندفع ثمن التصدى له من دماء الشهداء وهو ثمن باهظ. ولكن لا بديل له فى سبيل الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد. ما قاله الرئيس السيسى فى كلمته للشعب عقب هجمات سيناء الأخيرة هو خير مثال على الرسالة الإعلامية الواعية ولكن لابد من (مسئول علاقات عامة) للحكومة المصرية يتولى تأكيد الرسالة كل يوم بوسائل شتى وبمهنية عالية. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله