منذ عدة أيام عثر العاملون ببلدية الناصرة أو نتسيريت عيليت بالعبرية على 25 علما من الأعلام التى ترفعها حركة داعش داخل أكياس بلاستيكية فى المنطقة الصناعية بالمدينة, وعلى الفور فتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقا موسعا للوقوف على خلفية ما حدث وتتبع مصدر هذه الاعلام و من قام بجلبها. وأكثر ما يثير قلق إسرائيل حاليا هو ظاهرة التأييد والتعاطف مع داعش من جانب بعض عرب 48 فمنذ اسبوعين تم اعتقال مدرس من شمال إسرائيل وبحوزته علم لداعش وكتب عن الجهاد ، ومنذ حوالى ثلاثة أسابيع تم توجيه الاتهام لمواطن من عرب إسرائيل يقيم بمنطقة أم الفحم بالتوجه إلى سوريا بشكل غير شرعى والاشتراك فى تدريبات المنظمات الارهابية هناك .. وطبقا للائحة الاتهام التى قدمت أمام محكمة السلام بحيفا فقد شارك المواطن أحمد عماد شوربجى فى معسكر للتدريب العسكرى استمر لمدة اسبوع حيث تم تدريبه على كيفية استخدام البنادق الآلية والاسلحة الثقيلة مثل مدفع بى كيه سى وعلى إلقاء القنابل وتم رصده وهو يرتدى الزى العسكرى ومسلح بمدفع كلاشينكوف . يذكر أن نتسيريت عيليت أو مدينة الناصرة العربية تقع فى منطقة الجليل وتبعد عن مدينة القدس حوالى 105 كيلو متر ويبدو أنه ليست إسرائيل وحدها كما يقول الكاتب هي التي تدرك أنه يجب محاربة ارهاب يهدد حدودها ؛فالدول التي تنتقد إسرائيل ايضا تفعل الشيء نفسه بالضبط حينما يتم تهديدها. ومن اعتقد أن التنظيم سيهزم بضربة جوية خاطفة اخطأ. وقد كانت عملية الجرف الصامد خير برهان على ذلك. وقد برهنت السنوات الأخيرة على أن الغرب أخطأ في تقديرات مختلفة (مسيرة السلام وأبو مازن، وإيران ونواياها النووية، وداعش بالطبع وهي منظمة خطيرة نشأت تحت رادار الامريكيين). ويثبت الكلام الذي قالته وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا مي في مؤتمر لنشطاء في برمنجهام، وهي مدينة فيها عدد كبير من السكان المسلمين، يثبت فقط مدى خوف الغرب. فداعش لا تتورع عن قطع رءوس غربية أمام عدسات التصوير. فتخيلوا أن تصبح لهذه المنظمة غدا قدرات غير تقليدية. بل قالت مي وهي من كبار قادة الحزب المحافظين في بريطانيا إن داعش قد تحصل على سلاح نووى وبذلك سيشهد العالم ميلاد «أول دولة ارهاب حقيقي في العالم». ويضيف بوعز قائلا : إن شرقنا الاوسط اصبح أخطر مما كان في الماضى وتوجد بالطبع نقطة ضوء كالحلف العربي الذي انضم الى الغرب . أما المحلل السياسى اليعازر مروم فقد كتب فى صحيفة معاريف يقول : أعلن الرئيس اوباما أن المخابرات الامريكية أخطأت في تقديرها لتنظيم داعش بالتقليل من شأنه. القوة العظمى الوحيدة في العالم تخطيء المرة تلو الأخرى في تقديراتها في كل ما يتعلق بالشرق الاوسط، وتلخص الامر باعلان رئاسي .. المشكلة هي أنه على مدى العقد الاخير أخطأت الولاياتالمتحدة تقريبا في كل تقديراتها بالنسبة للشرق الاوسط. إسرائيل كما يقول اليعازر هي الوحيدة التى تدفع الثمن الباهظ للأخطاء الأمريكية، وذلك لانها توجد بالقرب من المعترك. ويضيف اليعازر انه لا يمكن لاسرائيل أن تسمح لنفسها بهذا الكم من الاخطاء في تقدير الوضع. فالاخطاء من النوع الذي ارتكبته الولاياتالمتحدة في العقد الاخير من شأنها ان تكلف اسرائيل ثمنا باهظا، وذلك لان الخطر هنا على الحدود وليس على مسافة آلاف الاميال.