عادت من جديد نغمة «تهور المشاغبين» فى الملاعب المصرية، فى أول ظهور لهم خلال مباراة مصر مع بتسوانا فى الجولة الرابعة لتصفيات الامم الافريقية، فقد جاء تساقط الشماريخ بعد احراز الفراعنة الهدف الاول ليضع علامة «خطأ» على سلوك هذه القلة، والتى تدفع ثمنها الكرة المصرية من خلال الغرامات المالية المقررة من الاتحاد الافريقى بالاضافة الى التلويح بنقل اى مباراة خارج مصر. وعلى الرغم من الاجراءات الامنية المشددة، وايضا العقوبات المتتالية على الاندية لكبح جماح هذه الفئة الخارجة على النص، فإن كل ذلك لم يردعها، وبات من الافضل ان تقام المباريات بدون جماهير لمنع اى تصرفات غير لائقة تدفع بكرة الفراعنة الى اتون العقوبات القاسية. ويبدو ان الصوت العالى لهذه النوعية من الجماهير دفع العالم الى التفكير بشكل أكثر اتساعا لضمان القبضة الامنية القوية ضدهم، وهو ما فعلته ايطاليا بإصدار قانون جديد يلزم الاندية المالية بمنح جزء من عائدات ايرادات مبارياتها لوزارة الداخلية ممثلة فى قوات الامن حتى تتمكن من استغلال كل الوسائل لايقاف المشاغبين. وشمل القانون الجديد ذى جرى تمريره عبر تصويت للثقة فى مجلس الشيوخ إيضا استخدام الصواعق الكهربائية ضد مثيرى الشغب من الجماهير، و سيتم توفير هذه الصواعق لرجال الشرطة علما بأنه سيتم حرمان المشاغبين من دخول الاستاد لمدة ثلاثة اعوام على الاقل، وسيتم فرض ضريبة بنسبة تتراوح بين 1 و3 بالمائة على تذاكر الأندية المحترفة للإسهام فى تدبير نفقات الشرطة لتأمين الأوضاع خارج الملاعب. ويرى الخبراء ان التجربة الايطالية تمثل تحولا مهما لمواجهة هذا الوباء فى الملاعب على جميع المستويات، لانها من ناحية توفر كل الاجراءات اللازمة لحضور الجماهير الملتزمة، التى باتت فى الفترة الاخيرة تخشى التواجد فى المدرجات، وبالتالى عودة الالتزام الى محراب الساحرة المستديرة بعد سنوات من الانفلات الاخلاقى اتى بإثاره السلبية على جميع الحياة وليس الرياضية فقط . واضاف الخبراء ان تطبيق هذه النظرية الجديدة من شأنه ان يحمى الاندية والمنتخبات المصرية من اى عقوبات من الاتحاد الافريقى او الدولي، لإنه يضمن لها ان تمر مبارياتها فى هدوء وبعيدا عن حالات الشغب الصادرة من بعض الروابط، بالاضافة الى انها ستتجنب شبح نقل مبارياتها الى الخارج او بعيدا عن استاد القاهرة لاسيما فى المواجهات المهمة. وكانت السنوات لماضية قد شهدت سلسلة من العقوبات القاسية على الاندية المصرية الممثلة فى بطولتى افريقيا مثل الاهلى والزمالك وصلت الى حد الغرامة المالية الضخمة بسبب الشماريخ وعدم التزام فئة من الجماهير بالسلوك الرياضى فى التشجيع سواء من خلال الهتافات او اللافتات المسيئة، و الشيء نفسه عانى منه المنتخب فى مبارياته الدولية، مما جعل من الافضل ان تقام لقاءات الدورى على مدى اكثر من موسم دون جمهور.