- لم تفلح عقوبات وغرامات لجنة المسابقات باتحاد الكرة في إيقاف حالات الشغب في الملاعب وأصبحت إدارات الأندية هي الضحية لأنها هي التي تكبد خزائنها هذه المبالغ الطائلة وآلاف الجنيهات أسبوعيا دون أن ترتكب جريرة أو جريمة بل هي تدفع ثمن تهور مشجعيها في المدرجات وإصرارهم علي إلقاء الشماريخ والهتاف والسباب ضد الحكام. لا أدري هل هذه الجماهير المشجعة حقا تحب أنديتها أو تنتمي اليها بقلبها وعقلها وإذا كان هناك حب حقيقي فما الدافع إذن الي ارتكاب هذه الحماقات في الملاعب وهي تعلم أنها تضر أنديتها التي من المفترض أن تساهم في إنهاء أزماتها بدلا من أن تصدر اليها المشاكل؟! أحيانا أعتقد أن هناك فئة محرضة داخل المدرجات تسعي الي إشعال حماس الشباب الصغير وتفعهم الي مزيد من الشغب وأن من مصلحة هؤلاء أن تظل الأمور غير مستقرة وأن تظهر أمام العالم كله أننا بلد غير آمن.. شيء غريب ما يحدث فعلا.. أنت تحب فلابد أن تحمي من تحبه لا أن تؤذيه وتتسبب له في أضرار، والغريب أن ذلك يتكرر في كل مباراة.. إن ما يحدث يحتاج الي كبار الأطباء النفسيين لتحليله لنفهم ونعرف لماذا نحب ونقتل من نحب أو نتلذذ بعذاب من ننتمي إليهم ونشجعهم.. أنا مع لجنة المسابقات في تشديد العقوبات ووصول الأمر الي منع الجماهير من حضور المباريات رغم أن ذلك سيتسبب أيضا في إفلاس الأندية الكبيرة التي تعتمد علي الجماهير في الحصول علي موارد مالية ولكن يجب أن تتعظ الجماهير حتي تصل الي مرحلة الالتزام وحب أنديتها بحق وحقيقي.. إن ما يحدث هو الحب القاتل مثل الدبة التي قتلت صاحبها عندما أرادت أن تدافع عنه. مباراة الزمالك وأتليتكو مدريد هي إنقاذ للمئوية التي ضاعت احتفالاتها في زحمة الأحداث التي مرت بها مصر بالإضافة الي عدم جدية الشركة الراعية التي تم الاتفاق معها قبل ثورة 25 يناير، والحقيقة أن الجميع تفاءل خيرا مع نجاح إدارة الزمالك في التعاقد مع شركة راعية جديدة يقودها شاب واعد هو شريف خالد حيث نجحت في وقت قصير في إنهاء الاتفاق مع نادي أتليتكو مدريد للعب في القاهرة يوم 10 نوفمبر ثم الاتفاق علي إقامة حفل فني يحييه كبار المطربين من عشاق الفانلة البيضاء ثم إقامة ندوة كبري بدار الأوبرا يحاضر فيها العالم المصري الكبير أحمد زويل وسيتم خلالها تكريم 250 شخصية رياضية وسياسية زملكاوية.. ففي عدة أسابيع تم تنفيذ برنامج أعلن عنه منذ عام تقريبا وتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد فشل إداري بالتعاقد مع شركة أرادت التربح من اسم الزمالك دون أن تفعل شيئا وبقي فقط أن تنجح مباراة المئوية في تعويض ما فات.