إذا لم نصب بالصدمة والذهول والغيرة مما حققته الصين على مدى ال 30 عاما الماضية أى عهد مبارك فقط فإننا نكون بلداء الأحاسيس والمشاعر، ولا نسعى إلى تطوير بلدنا ولن تتطور مصر طالما فيها مسئولين من نوعية من قابلتهم فى اليابان، الذين يشاهدون التطور المذهل ثم يقولون.. يا عمي.. ما هى دى اليابان.. وياسيدى ما هى دى الصين، وهو أحنا زى اليابان أو الصين؟!! مثل هؤلاء المسئولين وتلك العقليات تقود مصر إلى الهاوية لا قدر الله.. وقد عرفت مصر السكك الحديدية قبل اليابانوالصين ودول أخرى، وكانت ثانى دولة فى العالم تعرف السكة الحديد بعد بريطانيا «العظمى» فى عام 1852، ولكن ماذا حدث، لدينا أسوأ سكك حديدية فى العالم وأكثرها تخلفا، ولا نفكر فى تطويرها إلا اذا كانت مصلحة «فساد» لشخص ما.. ولكن تعالوا نعرف ماذا فعلت الصين فى السكك الحديدية وكيف طورتها مثل مجالات أخرى. كانت السكة الحديد فى الصين من المجالات التى تأخرت قليلا فى مسيرة التطوير، بعد إصلاحات حكيم الصين دينج شياو بنج فى عام 1979، إذ أنها تحتاج إلى استثمارات ضخمة وكانت الصين تركز فى البداية على الاستثمارات التى تدر عائدا كبيرا حتى تتمكن من تمويل المشروعات الكبرى التى بدأتها. ومع بداية 1990 بدأت الصين فى تطوير مذهل للسكك الحديدية، ففى عام 1980 كان لديها نحو 20 ألف كيلومتر سكك حديدية يعمل معظمها بالفحم والديزل، مع ملاحظة أن مساحة الصين نحو 9 مرات ونصف مساحة مصر، حاليا لديها 170 ألف كيلومتر سكة حديد، ولديها خطة لوصولها إلى 270 ألف بحلول عام 2050، بل إنها الآن تشيد خطوط سكك حديدية عالية السرعة فى بريطانيا ذاتها التى اخترعت القطارات، وفازت مؤخرا بمناقصة لبناء خطوط سكة حديد عالية السرعة فى الولاياتالمتحدة بطول 13 ألف كيلومتر! ولدى الصين حاليا شبكة من القطارات عالية السرعة، يصل طولها لأكثر من 11 ألف كيلومترا وهى أكبر شبكة قطارات عالية السرعة فى العالم، أى تجاوزت اليابانوالولاياتالمتحدة فى القطارات فائقة السرعة، وتنقل السكة الحديد فى الصين حاليا نحو مليارى نسمة فى العام، مقابل نحو 5 آلاف كيلومتر سكة حديد فى مصر تنقل نحو مليون و400 ألف نسمة! ونعرف جميعا الكوارث التى تحدث عادة فى الأعياد والمواسم فى السكة الحديد وتتكرر بنصها كل عام!! والمذهل فى تطوير الصين للسكة الحديد، أنها ودعت تقريبا الفحم والديزل، وطورت استخدامها للطاقة الكهربائية بشكل رائع فى هذا المجال، ومازلنا محلك سر.. نتخبط وليس لدينا رؤية واضحة لأولويات الدولة والتقدم، وتذهب كل مخصصات التطوير إلى «جيوب الفساد»! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم