فى أول لقاء من نوعه منذ تشكيل التحالف الدولى العربي بقيادة الولاياتالمتحدة في سبتمبر الماضى، اجتمع الرئيس الأمريكى باراك أوباما مساء أمس مع ممثلين عسكريين من نحو 20 دولة من بينها مصر والسعودية وتركيا في قاعدة »أندروز« التابعة للسلاح الجوى الأمريكى خارج العاصمة واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة لاستراتيجية حرب داعش. وقد بدأ الاجتماع فى الحادية عشرة من مساء أمس - بتوقيت القاهرة - بالتزامن مع الضغوط المتزايدة على التحالف لوقف تنظيم »داعش« الإرهابى الذي يواصل تقدمه فى سورياوالعراق. وقال البيت الأبيض: إن الاجتماع برئاسة مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة والجنرال لويد أوستن رئيس القيادة الأمريكية الوسطى للشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وأكد أن اللقاء سيوفر فرصة لأعضاء الائتلاف لاستعراض الوضع الراهن على صعيد العمليات العسكرية الجارية ودراسة خيارات استراتيجية أخرى. ونقل البيت الأبيض عن الكولونيل إدوارد توماس المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي قبل بدء الاجتماع قوله: إن ممثلى حكومات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وأستراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وهولندا ومصر والسعودية والبحرين والإمارات والعراق والأردن والكويت ولبنان وقطر سيبحثون جهود الائتلاف في الحملة الجارية حاليا ضد داعش ، ولكن دون الإعلان عن أبرز القضايا التي سيتم بحثها ولا القرارات التي قد تصدر عن الاجتماع. وأشار دبلوماسي في وزارة الخارجية الأمريكية الي أنه من غير المتوقع صدور »إعلانات« في ختام هذا الاجتماع..ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المسئول قوله »هؤلاء قادة عسكريون وليسوا صناع سياسات، و يجب الا يتوقع أحد بيانات جديدة عن هذا الاجتماع. من جانبه، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكي إن الرئيس باراك أوباما يعتزم بحث تدابير إضافية يمكن للائتلاف اتخاذها لإضعاف تنظيم داعش وفي نهاية المطاف تدميره ، لكنه لم يتطرق إلى نقاط الخلاف بين الشركاء في الائتلاف. ومن نقاط الخلاف هذه مسألة إقامة منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا، وهو ما تطالب به أنقرة بدعم من باريس ، إلا أن واشنطن تعتبر أنه غير مطروح على جدول الأعمال حاليا. وفى الإطار نفسه، أكد الكولونيل جيل جارون المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن باريس تعتزم الاسهام في وضع خطة عمل مشتركة ذات أبعاد إقليمية والاتفاق على الأوجه الاستراتيجية الكبرى في الحملة ضد التنظيم الإرهابى . من جانب آخر، ذكرت وكالة «رويترز» أن اجتماع التحالف الدولى يأتى قبل نحو ثلاثة أسابيع من انتخابات الكونجرس الأمريكي التي تعتبر بمنزلة استفتاء على زعامة الرئيس الأمريكي ليظهر للرأي العام الأمريكى والحلفاء في الخارج التزامه بخطة »لإضعاف« و«تدمير» التنظيم الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراقوسوريا.