بتنصيب الدبلوماسى المخضرم كونغ شياو شنغ مبعوثا خاصا صينيا جديدا إلى الشرق الأوسط تؤكد الصين مجددا سعيها المتواصل إلى المشاركة مع المجتمع الدولى فى دفع عملية السلام قدما بالمنطقة واستعدادها لبذل المزيد من الجهود الحثيثة فى هذا الصدد. المبعوث الصينى الذى حل ضيفا على القاهرة مؤخرا فى جولة شملت 5 دول هو الرابع فى ترتيب المبعوثين فى خلال 12 سنة هى عمر المنصب الذى استحدث فى عام 2002 للتعامل مع القضايا الساخنة فى المنطقة وتكمن أبرز مهامه ومسئولياته فى الاضطلاع نيابة عن الحكومة الصينية بدور وساطة فى دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط بما يفيد باتجاه التوصل إلى تسوية نهائية. ويلخص المبعوث الصينى جوهر مهمته فى إظهار مدى اهتمام الصين بقضايا الشرق الأوسط والاستماع إلى الآراء ووجهات النظر المختلفة من دول المنطقة حول الأوضاع الراهنة، بما يساعد جهود عملية السلام فى الشرق الأوسط وإعادة المفاوضات السلمية والحل السياسي. ويرى أن “هذه الجهود يجب ان تكون شاملة ومتوازنة وتأخذ بالاعتبار المسائل السياسية والانسانية والاقتصادية للتخفيف من حدة الأوضاع المتوترة وكذلك الأوضاع الانسانية فى المنطقة وإدراج مسألة إعمار غزة على جدول أعمال المجتمع الدولي. الصين الدولة العضو الدائم فى مجلس الأمن والتى تتمتع بعلاقات جيدة مع الدول العربية وإسرائيل تحدد موقفها من التسوية السلمية فى اقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل الرابع من يونيو 1967 مع مراعاة الاعتبارات الأمنية لإسرائيل. اهتمام الصين بتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة ظهر واضحا فى الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزارى السادس لمنتدى التعاون الصينى - العربى الذى عقد فى الخامس من يونيو الماضي، حيث أبرز الخطاب الذى ألقاه الرئيس الصينى شى جين بينغ الرغبة الشديدة لدى الطرف الصينى فى تعزيز وتوطيد علاقاته مع العالم العربى وطرح مبادرة “الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن ال21”، التى يؤمل أن تسهم فى ترسيخ أواصر العلاقات بين الجانبين. السلام فى منطقة الشرق الأوسط هدف تبذل الصين جهودها الحثيثة لتجسيده على أرض الواقع ضمن مسئولياتها فى الحفاظ على السلم والاستقرار الدوليين،وانعكس مدى حرص بكين على الاسهام فى إحلال السلام وتسوية القضايا المهمة بالمنطقة من خلال الزيارات المتكررة والمكوكية التى قام بها دبلوماسيون صينيون بارزون إلى الشرق الأوسط ، وخاصة بعد التغيرات التى شهدتها عدة دول بالمنطقة. ورغم التحديات والصعوبات التى تهدد الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط وتحول دون إحراز تقدم ملموس فى حل قضايا المنطقة، إلا أن الصين لن توقفها هذه الصعوبات عن مواصلة جهودها للدفع من أجل إيجاد تسوية للقضايا الساخنة فى المنطقة ويقف مبعوثها الخاص الجديد قونغ مستعدا لتعزيز التعاون والتنسيق مع الأطراف المعنية والاستماع إلى تطلعات شعوب المنطقة، من أجل تحقيق علاقات أوثق وأرحب بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط والمساهمة فى التوصل إلى حل دائم وشامل المبعوث الصينى الرابع اكتسب خبرة واسعة من عمله الدبلوماسى الذى تدرج فيه من سكرتير ثم مستشار حتى بلغ درجة سفير بأربع دول فى منطقة الشرق الأوسط وهى مصر وفلسطين والأردن وتركيا على التوالي، وكذا بما يملكه من تجربة غنية مكنته من الحصول بشكل مباشر على تصور للوضع الحقيقى والأحوال المعيشية فى دول المنطقة. “الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط معقدة ونحن فى الصين نعرب عن قلقنا الشديد ازاء هذه الاوضاع ونحرص على بذل الجهود المطلوبة لإيجاد حل سياسى لكافة القضايا فى المنطقة” هكذا يلخص مبعوث الصين الى الشرق الأوسط مهمته التى تعكس صبر الصينيين بجمتهم التى ترى أن الفشل للمرة الألف لا يستوجب توقف المحاولة.