يرتبط عيد الأضحى فى أذهان الأسر المسلمة بالنحر على نهج سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما فدا إبنه إسماعيل عليه السلام بذبح كبش عظيم، ولكن ما تفعله بعض الأسر المصرية هو عكس ذلك تماما، وذلك حين ارتبط فى أذهاننا مفهوم عيد الأضحى والنحر بمفهومه خاطئا أنه مجرد إلتهام اللحم بصورة مرضية مما يسبب المتاعب الصحية التى نحن بالتأكيد فى غنى عنها، وقد تناسى البعض أن عيد الأضحى «هو عيد الأضحية» والعطف على غير القادرين. وبدلا من الاستمتاع بالعيد بالعطاء للآخرين والتواصل العائلى وصحبة الأصدقاء، أصبحوا يكثرون من تناول اللحوم لدرجة المرض. وحتى لا يحدث ذلك وحتى لا نكون من أكثر شعوب العالم استهلاكا للطعام ويصبح العيد فرحة لنا ولمن حولنا فعلينا أن نراعى هذه المحاذير التى يقدمها لنا د. محمد الحسانين إستشارى الكبد ومناظير الجهاز الهضمى موضحا أنه على المريض المصاب بتليف الكبد غير المتكافىء أى المريض الذى يعانى الاستسقاء أو لديه بوادر غيبوبة أو دوالى بالمرىء أو بالمعدة عرضة للإصابة بمضاعفات عند الإسراف فى تناول اللحوم وخاصة لحوم الأضحية مثل الكبدة والفشة فى عيد الأضحى، حيث يزيد الاستسقاء وتقل الاستجابة لمدرات البول خاصة إذا كان طهى هذه اللحوم بملح زائد. وتتضاعف خطورة تناول اللحم لدى المصابين ببوادر غيبوبة كبدية ونستطيع معرفة هذه الحالات إذا ما لاحظنا رعشة فى اليدين أو قلة فى التركيز أو زيادة فى عدد ساعات النوم بالنهار وقلة النوم ليلا، أو عند التحدث بلهجة غير مفهومة، وهؤلاء يكونوا عرضة للدخول فى غيبوبة كبدية تامة إذا تناولوا أى كمية من اللحوم حتى ولو كانت صغيرة وهو ما يمنع تناولهم أى نوع من اللحم. قليل منها يكفى أما مريض دوالى المرىء أو المعدة فهو عرضة لحدوث نزف فى الدوالى إذا ما أفرط فى تناول اللحوم أيام العيد، كذلك مريض إلتهاب الكبد المزمن (سى أو ب) أما أولئك المصابون بتليف كبدى متكافىء فلا يوجد مانع من تناول اللحم فى عيد الأضحى باعتدال كما يؤكد د. محمد الحسانين. ولا يفوتنا هنا أن نحذر مرضى القولون العصبى وعسر الهضم وارتجاع المرىء وقرحة المعدة والإثنى عشر من الإكثار من تناول اللحوم فى عيد الأضحى والامتناع عن تناول الشوربة الدسمة (خاصة الضانى أو الممبار وغيرها) خاصة وأن هذه الأطعمة بها الكثير من التوابل والثوم وتضر بصحة هؤلاء المرضى وتزيد من الأعراض التى يشكون منها. وفى النهاية كل عام والجميع بخير وصحة وسعادة.