قبل مجرد مشاهدة هذا العرض الذى حضرته هذا الأسبوع... كان تفكيرى كله منصبا أساسا ليس على العرض وليس على أبطاله ولامسرحه ولكن على أنه العرض الوحيد للقطاع الخاص لدينا هذه الأيام. إنه عرض »دنيا حبيبتي« الذى أخرجه وأنتجه القدير جلال الشرقاوى ليقدم على مسرحه مسرح الفن. والمهم هنا ليس فى الإخراج ولا فى نفس العرض ولكن فى إنتاجه.. كيف يقدم أى شخص على إنتاج عمل للمسرح الخاص الذى يعانى ليس الضمور ولكن لنقل الإفلاس .. الإفلاس من جانب الجماهير التى كانت تملأ مقاعد اكثر من 5 دور عرض فى وقت واحد لهذا القطاع الذى نطلق عليه المسرح الخاص. مصر التى بدأ فيها المسرح من خلال القطاع الخاص قبل أن تدخل الدولة لتقيم العديد من المسارح وتعرض عليها إنتاجها. هل معنى وجود أو عرض هذه المسرحية دنيا حبيبتى أن يعود المسرح الخاص مرة أخري؟ الواقع يقول لنا إن هذا المسرح يحتاج إلى المنتج الفنان المحب بل المولع بالمسرح وهذا المنتج لم يعد موجودا للأسف. قبل مشاهدة العرض أقدم تحية للفنان جلال الشرقاوى الذى يحاول أن ينير المسرح المصرى ويقدم له ربما بداية لعودته مرة أخرى إلى جانب مسرح الدولة. أقدم له تحية لأنه ربما يضحى بأمواله لهذا العرض... والتضحية بالمال ليست سهلة بل هى شبه مستحيلة، حتى لو كان من يضحى بها يملك المليارات. ربما البداية صعبة وهى بالفعل صعبة لعدة أسباب منها عدم وجود الفنان الممثل النجم الذى يستطيع أن يتنازل عن مكسب السينما أو التليفزيون فى سبيل مسرح لايمكن أن يقدم مايحصل عليه الفنان من هذه الجهات. وهنا أعنى الفنان صاحب الشهرة والذى يجتذب مجرد اسمه عودة الجماهير لمشاهدة العرض الذى يقدمه. أيضا لدينا التكلفة الكبيرة لإنتاج عمل فنى للمسرح الخاص بداية من إعلاناته . أعود إلى العمل الذى يقدمه جلال الشرقاوى حاليا من خلال مسرحية تحمل اسم »دنيا حبيبتي« وأقول إن النص للكاتب أيمن الحكيم ولكنه يجنح إلى العمل التسجيلى التوثيقي... يسجل ماتم خلال السنوات الماضية من أحداث كانت ضحيتها الأولى هى مصر... مصر بأهلها وتاريخها وكل مايتعلق بها حينما سطى عليها الإخوان. لكن باعتبار أننا أمام مسرح فكان لابد من إضافة لمسة أو لمسات من الكوميديا وأيضا إضافة الاستعراض للتخفيف من الأحداث التى نعرفها جميعنا . عن المخرج أقول إنه حرك الشخصيات بصورة حرفية يجيدها جلال الشرقاوى بالإضافة إلى استخدامه لديكور بالغ الروعة كخلفية للعديد من المشاهد. عموما عرض قدم فيه الشرقاوى نسمة محجوب كبطلة تؤدى وترقص وتغنى وإلى جانبها رضا إدريس وقدم البسمة والضحكة من خلال أدائه المتفوق... وكان معنا أيضا سيد جبر أمام بطل العمل الفنان كمال أبورية صاحب الرصيد الكبير والذى أعتقد أنه ازداد قيمة لدى بعد أدائه بطولة هذا العمل فى دور فارس... الى أنقذ مصر وأنقذنا نحن المصريين.