أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن مصر حققت نجاحات مهمة فى حربها ضد الإرهاب, مما كان له أثره الإيجابى محليا وإقليميا. وقال: إن دحر هذا الخطر فى مصر، وفى كل البلدان التى أطل عليها الإرهاب بوجهه القبيح, يتطلب دعم الحلفاء والأصدقاء، وأوضح أنه ليس منطقيا حشد الموارد لهزيمة تنظيم «داعش»، بينما تحجب هذه الموارد عن مصر وهى تخوض معركة ضد العدو المشترك نفسه على أراضيها. وجاءت تحذيرات وزير الخارجية، فى كلمته أمام مؤتمر جدة أمس، الذى دعت إليه السعودية، بهدف تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية فى الشرق الأوسط. وقال شكرى: إن مصر بدأت نجاحها ضد الإرهاب بالإطاحة بحكم جماعة الإخوان، ووصفها بأنها العباءة الأيديولوجية التى خرجت من تحتها الجماعات الإرهابية على مختلف مشاربها، وأشار إلى أنه منذ 30 يونيو 2013 سقط من المصريين عشرات الضحايا من جراء الإرهاب. وشارك فى مؤتمر جدة وزراء خارجية مصر، ودول مجلس التعاون الخليجى الست، والعراق، وتركيا، والأردن، ولبنان، والولاياتالمتحدة. وقبل ساعات من بدء أعمال مؤتمر جدة، وجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطابا إلى الأمة أعلن فيه عن توسيع نطاق القصف الجوى لمواقع تنظيم «داعش» الإرهابى فى العراق، وضرب مواقعه فى سوريا، فيما وصف بتحول جذرى فى مواقف أوباما تجاه الحرب الأهلية السورية، وتعهد أوباما بملاحقة مسلحى «داعش» أينما كانوا بهدف القضاء على هذا التنظيم فى نهاية المطاف، ومن خلال إستراتيجية شاملة ومستديمة للتصدى للإرهاب. وأكد أوباما فى كلمته التى استغرقت 13 دقيقة أنه لن يتردد فى إصدار الأمر بالتحرك ضد «داعش» فى سوريا، ولكنه استبعد أدنى إمكان للتعاون مع الحكومة السورية، ووصف الرئيس السورى بشار الأسد بأنه فاقد للشرعية. وقال أوباما: إن الحملة التى تعتزم الولاياتالمتحدة تنفيذها ستتم من خلال جهد راسخ لا هوادة فيه لمهاجمة مسلحى «داعش» باستخدام القوات الجوية، ودعم قوات الشركاء على الأرض. وطلب من الكونجرس الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار لأغراض تدريب من وصفهم بمقاتلى المعارضة المعتدلين فى سوريا. كما أكد موافقته على إرسال 475 عسكريا أمريكيا إضافيا للعراق كمستشارين للقوات المسلحة العراقية دون المشاركة فى أى مهام قتالية. وسارع ما يعرف بالائتلاف الوطنى للمعارضة السورية إلى الترحيب بقرارات الرئيس الأمريكى، بينما حذرت الحكومة السورية من عواقب أى حل عسكرى دون موافقة مسبقة من دمشق. وأصدرت الخارجية الروسية بيانا حذرت فيه من ضرب مواقع «داعش» فى سوريا دون موافقة الحكومة الشرعية فى دمشق. وطالب البيان باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولى فى هذا الصدد، مشيرا إلى أنه فى غياب مثل هذا القرار يصبح الأمر عملا عدائيا ضد سوريا، وخرقا فاضحا للقانون الدولى.