وصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس إلى العاصمة الأردنية عمان، وذلك بعد ساعات من زيارته غير المعلنة مسبقاً للعاصمة العراقيةبغداد لتقديم دعمه للحكومة العراقية الجديدة فى معركتها ضد جهاديى «داعش»، والتقى «كيرى» بصورة خاصة رئيس الوزراء حيدر العبادى فى إطار الجولة التى يقوم بها بالشرق الأوسط لتشكيل ائتلاف من أكثر من 40 بلداً للتصدى لتنظيم «داعش». من جانبه، أكد وزير الخارجية سامح شكرى أنه سيشارك اليوم فى اجتماع الدول الإقليمية بحضور وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، لوضع تصور متكامل للتعامل مع ظاهرة الإرهاب التى انتشرت فى المنطقة، حسب قوله. وأوضح «شكرى»، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره البوركينى جبريل باسولى أمس، أن تنظيم «داعش» يسعى للاستيلاء على قطاعات كبيرة من العراق بما يهدد وحدة أراضيه وسلامته، ما يجعل التكاتف بين كل الشعوب ضرورة لمواجهة هذا الخطر والقضاء عليه. وخلال خطاب أدلى به مساء أمس، وضع الرئيس الأمريكى باراك أوباما الخطوط العريضة للأمريكيين فيما يتعلق بالجهود العسكرية والسياسية الموسعة لمواجهة «داعش»، وحث «أوباما» الكونجرس على منحه سلطة لتسليح قوات المعارضة السورية بشكل سريع. وقال مسئولون فى الإدارة الأمريكية إن «أوباما» تحدث عن عناصر أخرى فى خطته دون طلب سلطة من المشرعين، وتضمن ذلك شن غارات جوية فى العراق وربما سوريا. وتتضمن العناصر الأخرى فى خطة «أوباما» زيادة الدعم لقوات الأمن العراقية، وكذلك الوفاء بالالتزامات العسكرية والدبلوماسية من شركائها فى أوروبا والشرق الأوسط ومناطق أخرى. وأبلغ «أوباما» زعماء الكونجرس أن لديه السلطة اللازمة لتنفيذ استراتيجيته لمحاربة «داعش»، واجتمع «أوباما» مع زعيمى الديمقراطيين بمجلسى الشيوخ والنواب هارى ريد ونانسى بيلوسى ونظيريهما الجمهوريين ميتش مكونيل وجون بينر أمس الأول لمناقشة المرحلة التالية من حملته فى العراق. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» و«واشطن بوست» أن «أوباما» مستعد لتوسيع حملة الضربات الجوية إلى سوريا بعد بدئها فى العراق ضد «داعش»، ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسئول حكومى رفيع تأكيده ذلك. وقال جون باينر، رئيس مجلس النواب الأمريكى، إن مسلحى «داعش» يشكلون تهديداً جدياً ينبغى التعامل معه فى العراقوسوريا أو حيثما كان، وأصر فى حديثه للصحفيين، أمس، على أنه لن يتم اتخاذ قرار بشأن التصويت فى «الكونجرس» حتى يضع «أوباما» استراتيجيته لهزيمة المتشددين، فيما قال الناطق باسم البيت الأبيض جوش أرنست إن أوباما يريد من خطابه أن يبحث مع الشعب الأمريكى التهديد الذى يشكله تنظيم «داعش» ويضع استراتيجية الولاياتالمتحدة لإضعاف المجموعة الإرهابية وعلى المدى الطويل القضاء عليها. وعلى صعيد آخر، أعلنت الرئاسة الفرنسية، فى بيان لها أمس، عن تنظيم مؤتمر دولى فى باريس تحت عنوان «السلام والأمن فى العراق» فى منتصف الشهر الحالى بمشاركة الدول التى تتعاون فى مواجهة «داعش»، وسيفتتح الرئيسان الفرنسى والعراقى المؤتمر. وأوضحت الرئاسة أنه «تمهيدا لهذا المؤتمر سيقوم رئيس فرنسا بزيارة للعراق غداً حيث سيؤكد للسلطات العراقية دعم فرنسا للتصدى بفعالية لداعش وحماية السكان المدنيين وإعادة إرساء دولة القانون على كل التراب الوطنى». وبحسب وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، فإن هذا المؤتمر سيسمح ب«اتخاذ سلسلة من الإجراءات فى مجال الاستخبارات وفى المجال العسكرى واتخاذ تدابير لتجفيف موارد تنظيم داعش». من جانبه، أكد السفير ضياء الدباس، سفير العراق بالقاهرة، ل«الوطن»، أنه من المنتظر تشكيل تحالف عربى لمواجهة «داعش» الإرهابى بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب مع «كيرى»، وقال «الدباس»: «اجتماع جدة اليوم تحت عنوان (تحالف عربى ضد داعش)، جاء نتاجاً للقناعات التى تولدت لدى المسئولين العرب بضرورة التعاون والعمل المشترك باعتبار أنه لا مناص من التصدى لهذا الخطر»، معرباً عن أمله فى أن ينتج عن الاجتماع مقررات واتفاقات واضحة لمكافحة الإرهاب. وحول إمكانية الاتفاق على مشاركة قوات مسلحة عربية فى مواجهة «داعش»، قال: «أعلنا أننا لا نحتاج إلى مقاتلين أو قوات أجنبية، فالجيش العراقى بعد أن استوعب الصدمة الأولى، بدأ فى استعادة المبادرة وبدأ يحرر مناطق مهمة من أيدى داعش، ولكننا نحتاج إلى الدعم الجوى». وحول إمكانية مشاركة قوات جوية عربية فى الإسناد الجوى للقوات البرية العراقية، قال: «هذا الأمر متروك للاجتماع، ونحن بحاجة لدعم جوى متطور جداً، بسبب تغلغل الجماعات الإرهابية فى المناطق السكنية، حتى لا يتعرض المدنيون إلى الخطر، وهذا أمر لا نقبله». وقالت صحيفة «حرييت» التركية، نقلاً عن مصدر مسئول، إن تركيا حريصة على عدم المشاركة فى أى عملية عسكرية نشطة فى الوقت الراهن لكن قاعدة «إنجرليك» متاحة للاستخدام للعمليات الإنسانية واللوجستية. وأضافت الصحيفة أن تركيا تُعد مشاركة فى التحالف الدولى ضد «داعش» ب3 طرق وهى استخدام قاعدة «إنجرليك» وغيرها من القواعد العسكرية التركية للأغراض الإنسانية واللوجستية، وفتح المجال الجوى التركى أمام الرحلات الجوية الإنسانية واللوجستية لدعم مكافحة «داعش» فى العراق، وأخذ تدابير أمنية إضافية على الحدود التركية. ورحبت الحكومة الإسرائيلية، أمس، بجهود واشنطن لتشكيل تحالف واسع للتصدى ل«داعش»، معربة عن تخوفها إزاء تقارب محتمل بين أمريكا وإيران. وأعلن وزير الدفاع البريطانى مايكل فالون، أمس الأول، أن الحكومة البريطانية ستبدأ فى تسليح القوات الكردية فى العراق، فيما أعلنت الخارجية الفرنسية أنها سترسل خلال الأيام المقبلة 18 طناً من المواد الغذائية إلى العراق. ونشرت وكالة «أسوشييتدبرس» مشروع قرار مقترح أمام الأممالمتحدة حول المقاتلين الأجانب مع «داعش»، مشيرة إلى أن «أوباما» يأمل أن يحظى بالموافقة بالإجماع. وحذر وزير الداخلية الإيطالى أنجلينو ألفانو من التهديد المحتمل الذى يشكله «داعش» أمام إيطاليا وأوروبا ككل، وقال إن تنظيم «داعش» لديه الطموح والتمويل والطاقة البشرية التى تؤهله لنشر الإرهاب. فيما أعلنت جماعة «الإخوان» فى سوريا معارضتها لأى تحالف دولى ضد «داعش» ووصفت التحالف الذى يتم تشكيله حالياً وعدم قيام الغرب بإجراء مماثل مع النظام القائم فى دمشق بأنه «نفاق غربى».
