إن للمواطن العربي موطنين. أولهما موطن المولد وثانيهما موطن كل عربي وهو الإمارات باعتبارها وطن القلب والمشاعر والعروبة الصادقة. إن سياسة الإمارات الحالية ومواقفها المشرفة ودعمها المستمر لمصر، ما هي الا دلالات على أن حكومتها تدعم المواطن المصري قبل دعم أي نظام أو حكومة، وما هذه السياسة إلا استمرار لمنهج الشيخ زايد الذي لا يعبر إلا عن الضمير العربي الأصيل، وعن طموحات القومية العربية وعزة وكرامة العرب في كل زمان ومكان. إن ما قدمته الإمارات لمصر كان سبباً مباشراً في الحفاظ على استقرار مصر ودعم اقتصادها، في وقت كان ينظر إليها بعض المغرضين الشامتين منتظرين أن تسقط، لكن هيهات لهم ما أرادوا. فمصر بفضل شعبها الأبي واخوانها الأشقاء في مختلف الدول العربية، ستظل صامدة، ساعية إلى تحقيق تطلعات شعبها نحو الحياة الكريمة. فقد أصبحت الإمارات تمثل البيت الكبير للأشقاء العرب. الإمارات وقعت مع مصر اتفاقا إطاريا قدمت بمقتضاه حزمة مساعدات اقتصادية، أعقبته سريعا بتأسيس "المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر" برئاسة معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة، للوجود الدائم في ميادين تنفيذ هذه المشروعات، وحل جميع المشكلات التي تعترض سرعة إنجازها في وقت قياسي، وللتأكد من دعمها للمواطن المصري البسيط. الإمارات تقود دعم تشجيع السياحة في مصر وزيادة معدلاتها، حيث ارتفع عدد السائحين الإماراتيين خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الحالى إلى 10250 سائحا مقابل 7591 سائحا في الفترة نفسها من العام الماضي بنمو قدره 37%، فيما شهد شهرا أبريل ومايو الماضيان ارتفاعا متواصلا في عدد الإماراتيين الوافدين إلى مصر بزيادة 27% عن الفترة نفسها من العام الماضي. في ظاهرة أخوية صادقة دشنت مجموعة «مغردون للوطن» وهي تضم عددا من المدونين الإماراتيين هاشتاج "سأدعم سياحة مصر»". كما تواصل الامارات دعمها لمصر عن طريق اتفاق بينهما لتوفير جزء من احتياجات مصر البترولية لمدة عام بحوالي 9 مليارات دولار. في الوقت الذي يتزامن فيه مشروع تطوير وترميم متحف الفن الإسلامي مع حزمة المشاريع التي تنفذها الإمارات في مصر، ويستهدف الحفاظ على التراث الإسلامي وما يضمه المتحف من قطع فنية ومخطوطات. لا يخفي على الجميع دور الاعلام الإماراتي الذي يقف في خندق واحد وكتف بكتف مع الإعلام المصري لمواجهة الإرهاب، وكل دعاوى التكفير والعنف والتطرف التي تجتاح عالمنا العربي حاليا ونجحا في كشف الجماعات الإرهابية ومؤامراتها التي تستهدف تمزيق الشعوب العربية على أسس دينية وطائفية، وفضحا مخططاتها لهدم أوطان المنطقة لصالح ولاءات خارجية وأيديولوجيات ظلامية مريضة. وما هذا الاهتمام لمصر إلا تعبير عن مشاعر الإخلاص والشكر والوفاء نيابة عن كل اماراتي تجاه إخواننا في مصر. نقول لهم شكراً على صمودكم. فالامارات قيادة وشعبا ستستمر مواقفها النبيلة والمشرفة بجانب مصر. وتحمل قيم ومبادئ العروبة والأصالة والتي جسدها وعبر عنها ومارسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبوظبي قولاً وعملاً وقراراً حكيما وما اهتمامه الا دلالة واشارة إلى أن تلك القيم ذاتها حملها أبناء زايد وشعب الإمارات على عاتقهم لنصرة أرض الكنانة. لمزيد من مقالات مهره سعيد المهيرى