رئيس الوزراء الباكستاني يدعو الأمن القومي إلى اجتماع عاجل والأمم المتحدة تعرب عن قلقها    أول زيارة له.. الرئيس السوري يلتقي ماكرون اليوم في باريس    ملف يلا كورة.. الزمالك يشكو الأهلي.. مصير بيسيرو.. وإنتر إلى نهائي الأبطال    فيديو خطف طفل داخل «توك توك» يشعل السوشيال ميديا    «كل يوم مادة لمدة أسبوع».. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي 2025 بمحافظة الجيزة    عاجل.. الذهب يقفز في مصر 185 جنيهًا بسبب التوترات الجيوسياسية    شريف عامر: الإفراج عن طلاب مصريين محتجزين بقرغيزستان    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأربعاء 7 مايو 2025    مستقبل وطن يطالب بإعادة النظر في مشروع قانون الإيجار القديم للوحدات السكنية    "اصطفاف معدات مياه الفيوم" ضمن التدريب العملي «صقر 149» لمجابهة الأزمات.. صور    د.حماد عبدالله يكتب: أهمية الطرق الموازية وخطورتها أيضًا!!    المؤتمر العاشر ل"المرأة العربية" يختتم أعماله بإعلان رؤية موحدة لحماية النساء من العنف السيبراني    متحدث الأوقاف": لا خلاف مع الأزهر بشأن قانون تنظيم الفتوى    الجيش الباكستاني: مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة 12 آخرين في الهجوم الهندي الأخير    التلفزيون الباكستاني: القوات الجوية أسقطت مقاتلتين هنديتين    ترامب يعلّق على التصعيد بين الهند وباكستان: "أمر مؤسف.. وآمل أن ينتهي سريعًا"    في يومها ال578 .. أبرز تطورات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة    الهند: شن هجمات جوية ضد مسلحين داخل باكستان    مسيرات أوكرانية تعطل حركة الملاحة الجوية في موسكو    الذكرى ال 80 ليوم النصر في ندوة لمركز الحوار.. صور    بيسيرو يكلف محاميه الخاص بملف فسخ عقده مع الزمالك ويرفض طلب ميدو    موعد مباريات اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. إنفوجراف    سيد عبد الحفيظ يتوقع قرار لجنة التظلمات بشأن مباراة القمة.. ورد مثير من أحمد سليمان    موعد إجازة مولد النبوي الشريف 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    حبس المتهمين بخطف شخص بالزاوية الحمراء    السيطرة على حريق توك توك أعلى محور عمرو بن العاص بالجيزة    قرار هام في واقعة التعدي على نجل حسام عاشور    ضبط المتهمين بالنصب على ذو الهمم منتحلين صفة خدمة العملاء    ارتفاع مستمر في الحرارة.. حالة الطقس المتوقعة بالمحافظات من الأربعاء إلى الاثنين    موعد إجازة نصف العام الدراسي القادم 24 يناير 2026 ومدتها أسبوعان.. تفاصيل خطة التعليم الجديدة    سحب 45 عينة وقود من محطات البنزين في محافظة دمياط    "ماما إزاي".. والدة رنا رئيس تثير الجدل بسبب جمالها    مهرجان المركز الكاثوليكي.. الواقع حاضر وكذلك السينما    مُعلق على مشنقة.. العثور على جثة شاب بمساكن اللاسلكي في بورسعيد    ألم الفك عند الاستيقاظ.. قد يكوت مؤشر على هذه الحالة    استشاري يكشف أفضل نوع أوانٍ للمقبلين على الزواج ويعدد مخاطر الألومنيوم    «أنتم نادي غير ملتزم».. الغندور يكشف رد مدرب الترجي الصادم على عرض الزمالك    من هو الدكتور ممدوح الدماطي المشرف على متحف قصر الزعفران؟    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الأربعاء 7 مايو 2025    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 7 مايو 2025    بدون مكياج.. هدى المفتي تتألق في أحدث ظهور (صور)    نشرة التوك شو| الرقابة المالية تحذر من "مستريح الذهب".. والحكومة تعد بمراعاة الجميع في قانون الإيجار القديم    حسك الفكاهي الساخر سيجلب المشاكل.. برج الجدي اليوم 7 مايو    لحظات حاسمة لكن الاندفاع له عواقب.. حظ برج القوس اليوم 7 مايو    كندة علوش: الأمومة جعلتني نسخة جديدة.. وتعلمت الصبر والنظر للحياة بعين مختلفة    سيصلك معلومات حاسمة.. توقعات برج الحمل اليوم 7 مايو    بعد نهاية الجولة الرابعة.. جدول ترتيب المجموعة الأولى بكأس أمم أفريقيا للشباب    معادلا رونالدو.. رافينيا يحقق رقما قياسيا تاريخيا في دوري أبطال أوروبا    رحيل زيزو يتسبب في خسارة فادحة للزمالك أمام الأهلي وبيراميدز.. ما القصة؟    أطباء مستشفى دسوق العام يجرون جراحة ناجحة لإنقاذ حداد من سيخ حديدي    طريقة عمل الرز بلبن، ألذ وأرخص تحلية    ارمِ.. اذبح.. احلق.. طف.. أفعال لا غنى عنها يوم النحر    أمين الفتوي يحرم الزواج للرجل أو المرأة في بعض الحالات .. تعرف عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية لم تأتِ لتكليف الناس بما لا يطيقون    وزير الأوقاف: المسلمون والمسيحيون في مصر تجمعهم أواصر قوية على أساس من الوحدة الوطنية    جولة تفقدية لوكيل مديرية التعليم بالقاهرة لمتابعة سير الدراسة بالزاوية والشرابية    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية: ثورات الربيع العربى فشلت فى إقامة نظم ديمقراطية
نشر في الأهرام اليومي يوم 14 - 09 - 2014

«داعش» تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، ذلك المصطلح الذى أصبح يسمع ويقرأ عنه الجميع، حتى إن رجل الشارع البسيط بات يردد هذا المصطلح وهو يتناول قهوته صباحا على أحد المقاهي.
داعش تلك الكلمة، التى أصبحت تتسيد مانشيتات الصحف، والنشرات التليفزيونية ومحطات الراديو وصولا الى مواقع التواصل الاجتماعي، الجميع يتحدث عن »داعش« ويبادر بمشاهدة آخر فيديو مصور لهم ويتابع بشغف اخر المدن التى استولوا عليها وآخر التصاريح التى يدلون بها واخر الفتاوى التى يصدرها زعيمها «أبو بكر البغدادى»
وقد نشط التنظيم هذه الأيام الى درجة خشى كثير من البلدان أن يحكم هذا التنظيم العراق بالكامل ويعلنها إمارة إسلامية، لنتعرف اكثر على ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية قمنا بمحاورة الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية والمدير التنفيذى لمركز شركاء التنمية والبحوث، حول نشأة هذا التنظيم ومجابهة خطره والعوامل التى ادت لنشاطه وشهرته وكيفية التعامل معه اقليميا وعربيا ودوليا ومن أى جهة يتم تمويله، وهل هناك أخطار على مصر من قبل هذا التنظيم ، والى نص الحوار:
لماذا ترى أن معظم ثورات الربيع العربى جاءت بحكم إسلامى؟
ثورات الربيع العربى تشترك فى عدد من الخصائص منها انه ليست لها قيادة موحدة وليست لها ايديولوجية محددة، ونداؤها بالحرية والعدالة ودعوتها الى اسقاط النظم السلطوية، بالاضافة الى انه لا يوجد وراءها تنظيمات سياسية واسعة ومع ذلك نجحت فى اجتذاب عدد كبير من المواطنين لتأييدها وبعد ان سقطت النظم السلطوية ظهرت مشكلة اخرى وهى كيف ستدار الامور بعد ذلك، فهذه الدول التى استطاعت إسقاط حكامها السابقين ,وكثير من الاحيان يكون السبب فى نجاح ذلك إما القوات المسلحة التى ساهمت فى اسقاط رئيس الدولة الذى كان يتبع سياسات سلطوية أو من خلال تنظيمات الاخوان المسلمين المنتشرة فى بعض الدول وعلى الرغم من حظرها فى الدول التى قامت فيها الثورات ,الا ان هذه التنظيمات نجحت بسبب وجودها بين المواطنين او بسبب شبكات الخدمات الاجتماعية التى تقدمها ونجحت فى ان يكون لها عدد كبير من الاعضاء والكثير من المتعاطفين معها، فنجحت فى ان تملأ جانبا كبيرا من الفراغ الذى أحدثه سقوط النظم السلطوية.وفى حالة مصر فعقب سقوط الرئيس الاسبق حسنى مبارك ظهر المجلس العسكرى والاسلاميون الذين كانوا القوى الرئيسية والمتحكمة فى مجرى الاحداث فى الشارع, فى الوقت الذى توارت فيه التنظيمات الشبابية التى دعت الى الثورة.أما تونس فكان من حسن حظها ان قيادات قواتها المسلحة لم تشأ أن يكون لها دور سياسى ولذلك انفتح الباب امام حركة النهضة ونجاحها فى ان تكون القوى السياسية الاولى فى تونس.ومرورا بليبيا فالقوى الوطنية لم تكن جيدة التنظيم على عكس القوى الاسلامية ولذلك نجحت القوى الاسلامية بفضل قوة تنظيمها واصبحت القوى السياسية الاولى فى البلاد.اتجاها لليمن، كان هناك حزب اسلامى كبير«حزب الاصلاح« قبل الاتفاق الذى تم بموجبه انتهاء حكم على عبدالله صالح وكان هناك بجانب هذا الحزب تنظيمات مسلحة تابعة للقاعدة بالاضافة الى تنظيمات الحوثيين والتى استطاعت بقوة السلاح ان تفرض ارادتها فى العديد من المواقف على الشعب اليمني.وبالنسبة لسوريا كان تنظيم الاخوان المسلمين هو الاقوى بين التنظيمات التى تصدت لإسقاط حكم بشار الاسد ومع تحول الانتفاضة السورية الى ثورة مسلحة لم تكن التنظيمات الليبرالية من البراعة فى استخدام السلاح على عكس الاسلاميين فتمت السيطرة على المشهد من قبلهم.وهذه الظاهرة لها أبعادها فى الموقف السياسى العربى حيث ان القوى الليبرالية واليسارية لم تعد تتمتع بتواجد كبير بين المواطنيين لأن المناخ العام الثقافى السائد فى الوطن العربى يسهل على هذه التنظيمات ان تنشر فكرها بين المواطنين وايضا بسبب تعقد الازمة الاجتماعية والاقتصادية المنتشرة فى عدد كبير من الدول العربية يجعل هذه التنظيمات عاجزة عن ان تقدم حلولا لها، بالاضافة إلى ذلك انها فقدت اللغة والقدرة على ان تتواصل مع المواطنين ولذلك فإن فوز الاسلاميين كقوى سياسية أولى على المشهد السياسية لا يقتصر فقط على الدول العربية التى قامت بها ثورات ولكننا نجد ذلك أيضا فى المغرب وعدد من دول الخليج العربي.وهذه الظاهرة ظهرت منذ سبعينيات القرن الماضى عندما ظهر الاسلام السياسى كقوى سياسية فاعلة فى كثير من الدول العربية والاسلامية.
لماذا ظهر داعش الآن واصبح أكثر نشاطا وشهرة على الرغم من وجوده منذ 2001 ؟
ظهور ما يسمى الدولة الاسلامية فى العراق وبلاد الشام التى تسمى نفسها فقط الدولة الاسلامية يعود الى ظروف خاصة فى كل من العراق وسوريا ، اولا الانقسام الحادث فى العراق بين الاقليم الكردى فى الشمال والاقليمين السنى والشيعى فى الوسط والجنوب وضعف قدرة الدولة العراقية على ان تفرض ارادتها فى كل اراضى العراق، وفقدان الحكومة العراقية للشرعية من وجهة نظر المواطنين الذين يرون ان حكومة نورى المالكى السابقة تميل إلى الشيعة وتمارس التمييز بالإضافة إلى الفساد الذى أصاب مؤسسات الدولة العراقية وخصوصا الشرطة والجيش ولهذا السبب بدأت تظهر تنظيمات مثل الدولة الإسلامية وبدت قادرة على اجتذاب المواطنين باعتبار انها التى تقوم بحمايتهم ضد الانتهاكات التى تقوم بها الشرطة وقوات الجيش فى العراق التى يهيمن عليها ضباط من الشيعة. وبالنسبة لسوريا، فالحكومة السورية عجزت عن ان تفرض سيطرتها على كل انحاء سوريا وعدم تمكن الحكومة من وقف بعض الانتفاضات الشعبية والتى تحولت فيما بعد الى انتفاضة مسلحة مما أعطى الفرصة للتنظيمات الاسلامية المسلحة ان تتوسع فى وجودها هنا ومن ثم فتوسع ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» يرجع فى جانب منه الى عجز الدولة أن تفعل سلطتها على جميع أنحاء اقليمها فى كل من العراق وسوريا.وهناك سبب اخر وهو شعور المواطنين خاصة فى العراق بأن الحكومة تميّز ضدهم,و لابد أن نذكر أيضا أن هذا التنظيم نجح فى زيادة موارده المالية واستطاع ان يستفيد من سقوط الجيش العراقى لكى يحصل على قدر كبير من عتاد وذخيرة منه، فضلا عن ان عددا كبيرا من هذا التنظيم كانو فى الأساس ضمن القوات العراقية التى دربتها القوات الامريكية اثناء فترة الاحتلال الامريكى للعراق.
يقول البعض إن ما يحدث هو نتاج لسياسات حكومتى الأسد والمالكى الطائفيتين ، وان الحل هو اقامة حكومة مركزية قوية فى دمشق وبغداد بدعم إقليمى ومن الولايات المتحدة، والغرب عموما ، هل تتفق مع هذا الرأى ؟
ليس من السهل اقامة مثل هذه الحكومة، حتى عندما تتم اقامة مثل هذه الحكومة, فإمكانية سيطرتها على كافة انحاء الاقليم فى العراق سيستغرق وقتا كبيرا لأن مجرد وجود الحكومة فى حد ذاته لا يكفى وانما لابد ان تكون لديها قوات شرطة وجيش تستطيع مجابهة تنظيم داعش ولابد ايضا ان تحظى بتأييد المواطنين وهذا لن يحدث الا اذا اتبعت سياسات وتنفذ برامج تؤكد من خلالها انها ابتعدت عن الطابع الطائفى الذى كان يميز بين المواطنين وكل ذلك سوف يستغرق وقتاً لتكون لمثل هذه الحكومة انعكاساعلى الأرض فى العراق.اما فى سوريا فتكوين مثل هذه الحكومة فهو أمر صعب للغاية لأن الرئيس بشار الاسد يعتبر أن قوى المعارضة ما هى الا عميلة وتخدم مخططات خارجية، ونحن نعرف ان مفاوضات جنيف2 التى كانت تهدف الى اقامة مثل هذه الحكومة قد فشلت بسبب رفض الحكومة السورية ان تدخل فى شراكة سياسية مع قوى المعارضة.
هل تعتقد أن ينجح التحالف الدولى الذى تتزعمه الولايات المتحدة لمناهضة الارهاب ؟
أولا نحن لا نعرف القسمات الاساسية لهذا التحالف، والرئيس اوباما يلقى خطابا الان لتحديد رؤيته فى كيفية مواجهة ما يمثله »داعش« من خطر على المصالح الامريكية والدول الصديقة للولايات المتحدة ولكن التقارير الصحفية تشير الى أن دور الولايات المتحدة سيكون فى صورة دعم جوى من القوات الامريكية على هيئة غارات على مواقع تمركز افراد »داعش« فى العراق واعتقد فى سوريا أيضاً. وربما ستقوم الولايات المتحدة بتدريب الدول التى تواجه خطر هذا التنظيم وربما ايضا تقوم بتوفير السلاح للجيش العراقى فى ظل الحكومة الجديدة والاقليم الكردى لقوات البشمركة بشمال العراق. وبالنسبة لتعامل القوات الامريكية مع داعش سوريا، فالأمر ليس واضحا حتى الان، لأن من ناحية الولايات المتحدة لا تريد أن تبدو وكأنها تأخذ جانب الرئيس بشار الأسد ومن ناحية اخرى الولايات المتحدة حريصة على ان تقضى على «داعش» فى سوريا .
هل مصر تعتبر من الدول المهددة من قبل تنظيم داعش ؟
مصر تواجه خطر هذه التنظيمات المسلحة وإن كانت هذه التنظيمات لا تنتمى لداعش ومعظم هذه التنظيمات مستقل عن داعش ولكن ما حدث فى شرم الشيخ منذ سنوات ومات فى تلك الاحداث أكثر من 88 من السائحين يشير الى ان ما فعله والمسئول عنه هو من تنظيم الدولة الاسلامية. اما الان لا توجد دلائل تشير الى ان داعش لها تواجد قوى على الاراضى المصرية والولايات المتحدة ربما تمدنا بمساعدات لمكافحة الارهاب.
لماذا لم توافق تركيا على التحالف الدولى لمجابهة داعش وتزويد الأكراد بالأسلحة ؟
من المعروف أن عددا من المتطوعين الأجانب أمريكيين وبريطانيين فى صفوف ما يسمى الدولة الاسلامية جاءوا الى سوريا تحديدا من خلال تركيا، وبعضهم تم تدريبه فى تركيا قبل ان يذهب الى سوريا ووجهة نظر الحكومة التركية انها بذلك كانت تساعد الانتفاضة المسلحة فى سوريا ضد الحكومة السورية.ومعظم قوى المعارضة فى سوريا يجتمع داخل اسطنبول وله تواجد داخل تركيا وتشمل هذه التجمعات ايضا أفرادا من تنظيم الاخوان المسلمين.فتركيا تعتبر فى موقف حرج للغاية لأنها تؤيد بعض فصائل المقاومة المسلحة ضد الرئيس بشار الاسد، ولذلك هى تعترض ان تعمل الولايات المتحدة تحالفات لمواجهة هذه التنظيمات فى سوريا.
هل ستكون »داعش« قنطرة تبرر رجوع القوات الامريكية الى العراق مرة اخرى خوفا من سيطرة قوات داعش عليها ؟
سياسة الرئيس اوباما واضحة فى رفض ارسال قوات برية امريكية لخوض معارك خارج حدود الولايات المتحدة، والجمهوريون بأمريكا كانوا يتهمون الرئيس أوباما بأنه يتردد فى مجابهة ما يمثل خطرا على المصالح الامريكية فى الشرق الاوسط وانه لم يجهز خطة بديلة عندما سحب القوات الامريكية.والرئيس أوباما لم يستجب لذلك الا عندما تحركت قوات الدولة الاسلامية وهاجمت قوات كردية ومن ثم اصبحت تمثل تهديدا للإقليم الكردى بشمال العراق والذى يتمتع بعلاقات طيبة مع الولايات المتحدة الامريكية ومع ذلك الرئيس الامريكى يصر على انه لن يرسل قوات مقاتلة إلى الشرق الاوسط ولكنه سيكتفى فقط بإرسال قوات جوية وربما مستشاريين وخبراء ومدربين الى الدول الحليفة للولايات المتحدة.
ايران تدعم نورى المالكى ونظام الاسد، ولكن انهزمت قوات المالكى فى العديد من المناطق الهامة فى العراق وخرجت داعش عن طوع الاسد فى سوريا ، فهل ذلك الشعور بالخطر من قبل ايران سيقرب التفاهم بينها وبين السعودية والذى بدأ بالفعل بفتح قنوات اتصال لمحاولة التعامل مع الازمة؟
تنظيم داعش هو تنظيم سُنى وبدايات هذا التنظيم كانت بالهجوم على الشيعة فى العراق، وذلك عندما كان اسمه »قاعدة المجاهدين فى العراق« قبل ان يسمى نفسه داعش، وكان معاديا للشيعه ويتعرض لهم بالهجوم فى مناسباتهم ومن ثم فوقوف ايران ضد هذا التنظيم هو امر طبيعي.الجانب الاخر أن هذا التنظيم أصبح خطرا ليس فقط على الشيعة فى العراق ولكن اصبح يمثل خطرا على حكومة كانت تؤيدها ايران وبالتالى أصبح التنظيم خطرا على الحكومة العراقية التى تدعمه ايران، ولذلك الحكومة الايرانية اتبعت سياسة حكيمة بأنها وقفت ضد امتداد نفوذ هذا التنظيم وايضا مارست ضغوطا على نور الدين المالكى حتى يتخلى عن منصب رئيس الوزراء لقيادة اخرى تكون اكثر انفتاحا على السنة والاكراد فى العراق ومن ثم يتوافر لها قدر من الشعبيية يمكنها من حشد الرأى العام والمواطنين العراقين وتقوم بإصلاح جهازى الشرطة والقوات المسلحة حتى تتمكن من فرض سيطرتها على كافة الأراضى العراقية وفى نفس الوقت تحافظ على علاقة طيبة مع ايران، الحكومة الجديدة الان بالعراق تحظى بتأييد ايران لأن قيادتها شيعية ولأنها حكومة يمكن ان تحظى بتأييد المكونات المختلفة للمجتمع العراقى ومن ثم يكون نفوذ ايران فى العراق متعمقا أكثر.وانتقالا إلى سوريا فهذا التنظيم ايضا بات يمثل خطرا على نظام بشار الاسد.
هل المواجهة العسكرية بين السعودية وتنظيم داعش أصبحت وشيكة ؟
المملكة تخشى امتداد عمليات تنظيم داعش على أراضيها فى المستقبل خصوصا ان لها حدودا مع العراق، ولكن المخاطر التى تواجه السعودية حتى الان ليست مخاطر عسكرية، ليس هناك تنظيمات مسلحة من الممكن ان تهدد استقرار المملكة ولكن هى حريصة على توثيق التعاون العسكرى مع مصر والولايات المتحدة، ولا اعتقد فى الوقت الحالى ان يكون هناك وجود عسكرى مصرى بداخل المملكة .
ظهرت صور فى الاعلام منذ أيام لأفراد من تنظيم داعش فى ألمانيا. فكيف وصلوا الى هناك ؟
هذا جانب مهم فى تنظيم داعش، فهناك الكثيرون من تنظيم داعش هم فى الحقيقة من الاجانب واعداد هؤلاء الاجانب تصل الى الالاف من عدة دول مثل فرنسا والشيشان وروسيا وامريكيون وألمان، وإحدى المهام التى يفترض ان داعش تقوم بها هى الدعوة ولذلك فهؤلاء الاجانب فى كل دولة يدعون مواطنيهم المسلمين وغير المسلمين الى اتباع تعاليم الاسلام، واجتذاب تنظيم داعش عناصر أجنبية واوربية وامريكية يعتبر نجاحا له وجانب كبير من هؤلاء الاجانب هم من أبناء المسلمين الذين هاجروا الى هذه البلاد وهم من أصول عربية واسلامية يعانون من مشكلات الهوية فى المجتمعات الغربية، والبعض الاخر يتطلع بأن يكون له غاية من تحركه لذلك منهم من ذهب الى سوريا للاشتراك فى مقاومة نظام بشار.
من الذى يقوم بتمويل تنظيم داعش ؟
كان الاعتقاد الشائع فى البداية انه يعتمد على تبرعات من جانب شخصيات خليجية تتعاطف مع أفكاره التى تدعو الى الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة الاسلامية، لكن هناك تقارير قام بها مختصون بأجهزة المخابرات توحى بأن هذه التبرعات لا تمثل سوى 5% فقط من تمويل داعش، وبقية الدعم يأتى من خلال أموال عمليات الخطف والابتزاز، بالاضافية الى ان داعش استطاعت السيطرة على فرع البنك المركزى بالموصل الذى كان به كميات من الذهب، بالاضافة الى السيطرة على بعض حقول البترول ومواد أولية ومصافى نفط ويقال ان قيمة هذه الاشياء تقدر ب 2 مليار دولار، لذلك نستطيع ان نقول ان «داعش» من أثرى التنظيمات الارهابية فى العالم.
هل انت مع الآراء التى تقول بأن داعش صناعة أمريكية ؟
نحن مغرمون بأن ننسب الى امريكا كل المآسى التى تحدث فى الوطن العربي، فداعش تعتبر خطرا على الولايات المتحدة الامريكية وداعش تهدد سيطرة حكومات صديقة لأمريكا على بلادها، مثل حكومة الاكراد فى الشمال والحكومة المركزية ببغداد ، بل ان داعش قامت بذبح مواطنين امريكان مما كان لذلك صدى قوى داخل الولايات المتحدة الامريكية وأصبح الرئيس أوباما يوجه له اللوم داخل امريكا لأنه لم يقم بعمل كاف منذ البداية لدرء خطر داعش بعدم توجيه ضربة عسكرية لهم فى سوريا وبعدم ابقاء قوات امريكية برية فى العراق، لذلك استبعد اى ادعاءات تقول بأن الولايات المتحدة وراء تنظيم داعش.
هل تمثل داعش أخطارا مباشرة على مصر ؟
الخطر الاكبر فى مصر ليس داعش ولكن التنظيمات المسلحة الموجودة بالفعل فى سيناء وكانت لها امتدادات فى الدلتا وكان لها نشاط فى الصحراء الغربية فى الفرافرة، هذه التنظيمات موجودة بالفعل وحتى الان لم يثبت ان لها صلة بداعش وهذا هو الخطر الاكبر الذى يواجه الحكومة المصرية ومن الواضح ان الحكومة المصرية لم تنجح فى القضاء على هذا الخطر الذى مازال قائما والدليل على ذلك حادث مدرعة الشرطة الاخير والذى راح ضحيته أكثر من عشرة افراد، ربما يكون هناك عدد من افراد داعش بمصر ولكن لا يوجد تنظيم فاعل لها,وحدود الدولة الاسلامية التى يسعى اليها «ابو بكر البغدادي» الذى اعلن نفسه خليفة للمسلمين حتى الان هو يعتبر حدود هذه الدولة قاصرة على عدد من المحافظات فى العراق وسوريا وربما لبنان ايضا، ولكنه لم يضع مصر ضمن حدود هذه الدولة الاسلامية.
هل تعتقد أن تعود حقبة النظم الشمولية مرة أخرى فى المنطقة العربية ؟
فكرة النظم الشمولية انتهت فى العالم كله وأى محاولة لإحياء هذه النظم من جديد لن تنجح، لأن هذه النظم كانت تعتمد على صياغة عقول المواطنين من خلال التحكم فى افكارهم وتعتمد ايضا على جهل المواطنين، والنظم الشمولية حاليا هى فى أزمة مالية ولا تستطيع حتى سد العجز فى موازنتها، وما أقصده هنا هو بخصوص الشرق الاوسط فالعالم قد ودع النظم الشمولية منذ زمن، ففى دول اسيا وامريكا اللاتينية لا توجد مثل هذه الحكومات ، فهى حكومات منتخبة ، وهذه النظم الشمولية كانت مرتبطة بالنظم النازية والفاشية،ويجب ان ندرك ان موجة الديموقراطية قد عمت العالم كله باستثناء الشرق الأوسط.
وللأسف الشديد ثورات الكرامة العربية لم تنجح فى إقامة نظم ديمقراطية ولكن يمكن ان نستثنى تونس التى ستخوض انتخابات تشريعية ورئاسية فى شهرى اكتوبر ونوفمبر المقبلين ، وتضرب تونس نموذجا باهرا فى التحول الديمقراطى وهذا لم يحدث فى دول الكرامة العربية الاخري.
ما الخطوة التى يجب أخذها دوليا للتخلص من خطر داعش؟ وما الفرق بين داعش والقاعدة؟
هناك اختلافات عقائدية بين داعش والقاعدة ، فالقاعدة كان نشاطها موجها اساسا الى الدول الغربية اما داعش نشاطه موجه الى المواطنين العرب، ولذلك خطره داخلي.
وفى رايى العمل على تنمية قدرات الحكومة العراقية والاقليم الكردى فى الشمال لمواجهة داعش، واعتقد انه قوات البشمركة فى شمال العراق أثبتت نجاحا فى مواجهة داعش والحقت بها بعض الهزائم، وفى الوقت الحاضر الجيش العراقى يلحق ببعض الهزائم لداعش الا انه لم يصل الى مرحة انهاء وجود هذا التنظيم فى العراق ، وايضا يجب دعوة الحكومة العراقية الى ان تتبنى سياسة غير طائفية بحيث يقتنع المواطنون السنة بان هذه الحكومة تمثلهم ولا تقوم بالتمييز ضدهم.أما فى سوريا فالمسألة اكثر تعقيدا لأن مواجهة داعش فى سوريا تقتضى التنسيق مع الحكومة السورية ولكن ربما يكون الاسلوب الامثل هو ممارسة ضغوط على الحكومة السورية وعلى المعارضة فى نفس الوقت حتى يقبل الطرفان العودة للتفاوض وتشكيل حكومة وفاق وطنى وان تتوقف الحكومة السورية فى الوقت الحالى عن انتهاك حقوق الانسان ، نحن نتكلم عن تطور سياسى سلمى فى سوريا وهو السبيل لإقامة حكومة سورية تتمتع بالشرعية فى وجهة نظر المواطنين وهذه الشرعية هى التى ستمكنها من ان تواجه خطر هذه التنظيمات المسلحة، وان تدين المؤسسات الاسلامية السنية تحديدا وعلى رأسهم الأزهر الشريف ما تقوم به داعش وان هذا لا يمثل الاسلام على اى نحو وهذا بعيد عن روح الاسلام الحقيقية،وان تلتزم الحكومات العربية بعدم التمييز بين المواطنين والاتتبع الحكومات نفس السياسات التى تتبعها داعش.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.