للعام الثالث والعشرين أقامت دار الأوبرا المصرية مهرجان الموسيقى والغناء بقلعة صلاح الدين، وهو المهرجان السنوى الذى يقدم فنون الموسيقى والغناء في هذا الموقع الأثرى البالغ القيمة. الموقع بالفعل يزيد من قيمة الفن الذى يقدم به، فكثيرا ما تم تقديم العروض المسرحية التى نالت إعجاب واهتمام الجمهور.. لكن ما هو متبع سنويا هو إقامة هذا المهرجان الفنى للموسيقى والغناء خلال شهر أغسطس من كل عام هذا الشهر .. أغسطس هو باستمرار الموعد المحدد لتجديد دار الأوبرا أعمال الصيانة، وغيرها مما تحتاجه هذه الدار التى تعد منذ بدايتها حتى الآن هى المتنفس يكاد يكون الوحيد لتقديم الفنون، وبالذات الفن الرفيع الذى يضم أعمال الأوركسترا السيمفونى للسيمفونيات الكلاسيكية العالمية والباليه، ثم الغناء الأوبرالى، وهذا بالطبع إلى جانب الموسيقى العربية التى تقدم أسبوعيا. إذن خلال هذا الشهر.. شهر أغسطس.. تتوقف عادة عروض دار الأوبرا فى إجازتها السنوية.. لكن هذا لا يمنع من متابعة تقديم ألوان الفنون الأخرى خارج المسرح الكبير لدار الأوبرا، كما تم هذا العام باستغلال المسرح المكشوف بالأوبرا لتقديم بعض من الفنون المختلفة للجمهور. ولعل أهم ما تقدمه الأوبرا، هو ذلك المهرجان الفنى للموسيقى والغناء الذى يقام بمحكى القلعة. هنا لابد من توجيه تحية خاصة لرئيسة دار الأوبرا د. إيناس عبدالدايم التى كان عليها هذا العام مضاعفة ما تعرضه للجمهور من الفنون، سواء فى المسرح المكشوف أو فى محكى القلعة. ولكن فيما يختص بمهرجان محكى القلعة والذى يحظى بكثافة مشاهدة كبيرة خاصة من جماهير مختلفة عن تلك التى تعودت الذهاب لدار الأوبرا.. فيما يختص بهذا المهرجان أرى أنه ينبغى ألا تطول العروض الموسيقية أو الغنائية حتى تحتفظ دار الأوبرا بمواعيدها الثابتة التى لا تتغير، وهى بداية من الثامنة مساء حتي العاشرة. وهذا أيضا بالنسبة هنا لجماهير هذا المهرجان وهي التى عادة لا تحظى بمشاهدة العروض الفنية نظرا لأنها من الجماهير القريبة من القلعة وهو حى شعبى والتى تقدم لها أيضا هذه الفنون بأسعار رمزية وهى خمسة جنيهات. سعدت باشتراك هذه الأسماء فى عالم الغناء لجماهير القلعة وهم محمد الحلو، وعلى الحجار، وإيهاب توفيق.. فقط المطلوب ألا تستمر العروض لأكثر من العاشرة مساء. والمعروف أن هذه الأسماء هى التى تقدم حفلاتها بدار الأوبرا وبالمسرح الكبير، ومن خلال عروض بالأسعار العادية وليس 5 جنيهات. أيضا هذه الأسماء تشارك فى مهرجان الموسيقى العربية الذى تقيمه دار الأوبرا كل عام، ويشارك فيه أيضا عدد من الأسماء على مستوى العالم العربى.