بعد 36 ساعة من إعلان وقف إطلاق النار فى شرق أوكرانيا، تجدد القصف وإطلاق النيران فى ميناء "ماريوبول" الاستراتيجى شرق البلاد، مما أسفر عن سقوط قتيلة وإصابة 3 آخرين،وسط مخاوف من انهيار الهدنة بين القوات الحكومية والمتمردين. وبدأ خرق اتفاق وقف إطلاق النار فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، فيما تبادل الطرفان الاتهامات حول المسئولية عن التدهور. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الموالين لروسيا قصفوا نقاط تفتيش تابعة للقوات الحكومية على الجانب الشرقى من ميناء “ماريوبول” المطل على بحر “أزوف” جنوب “دونيتسك”، مما أثار رد فعل من جانب القوات التابعة لكييف. ونقلت وكالة أنباء “رويترز” أن المنطقة الواقعة شمال مدينة “دونيتسك” معقل الانفصاليين تعرضت للقصف لساعات طويلة. وحسب الوكالة ، فإن القصف صدر من منطقة قريبة من المطار الواقع تحت سيطرة القوات الحكومية. ونقلت”رويترز” عن انفصاليين أن المطار أصبح خاليا حاليا، فيما تركزت الأعمال القتالية فى مجمع عسكرى قريب. من جهة أخرى ، أكد جندى تابع للقوات الحكومية أنهم سحبوا الدبابات من المنطقة قبل يومين تماشيا مع بنود وقف اطلاق النار، وتركوا بعض الجنود المسلحين بأسلحة خفيفة فى نقاط التفتيش الرئيسية، ملقيا اللوم على الانفصاليين فى خرق الاتفاق. وفى المقابل، أكد أندرى بورجين أحد زعماء الانفصاليين أن الخرق جاء من جانب القوات الحكومية ، مؤكدا أنه مع ذلك، ستلتزم الميليشيات المحاربة فى شرق أوكرانيا باتفاق “مينسك”. وأصدر الانفصاليون بيانا أكدوا فيه أن قوات كييف انتهكت وقف إطلاق النار بقصف ستة مواقع تابعة لهم أمس الأول، وبعضها قريب من محيط مطار “دونيتسك”. ودعت القوات المتمردة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا لمراقبة نظام وقف إطلاق النار ، وضمان تطبيقه. ونقلت وكالة أنباء “إيتار تاس” الروسية عن الكسندر زاخارشينكو وإيجور بلوتنيتسكى اثنين من زعماء المتمردين، دعوتهما لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا بضمان إدارة غير منحازة للالتزام بوقف إطلاق النار والمراقبة الموضوعية للوضع فى أوكرانيا ، وأضافا فى بيان لهما “نرى أنه من المهم للغاية وقف إراقة الدماء ومنع كارثة إنسانية فى المناطق الجنوبية الشرقية” ، وأبديا استعدادهما لتسليم كافة الجنود الأسرى لديهم. على الصعيد الدولي، اتهمت منظمة العفو الدولية طرفى الصراع بارتكاب جرائم حرب، وذلك فى تقرير سبق إبرام اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت إن جميع الأطراف لم تول اهتماما لحياة المدنيين، ومارسا أعمال الخطف والتعذيب والقتل، فضلا عن القصف العشوائي. واتهمت روسيا بتغذية “جرائم الانفصاليين” فى أوكرانيا، حسب وصفها ، وحمل التقرير موسكو مسئولية اشعال “صراع دولى مسلح” سواء بالتدخل المباشر أو عن طريق دعم الانفصاليين. وأوضحت المنظمة أن لديها صورا التقطت بالقمر الصناعى تمثل أدلة دامغة على تدفق السلاح الروسى إلى مناطق القتال.