المتابع لحالنا يرى هجمة منظمة فى رأيى تقودها تيارات وقنوات فضائية تعمل على النيل من الثوابت، وذلك بإثارة موضوعات لا يترتب عليها أية آثار حياتية نافعة ولا حتى أخروية كقضية عذاب القبر التى انشغل الناس ولا يزالون بها، مع أنها قضية جدلية لا يترتب على إثباتها أو إنكارها ما يجعل من البحث فيها إنجازا يذكر لفاعله، لأن الجميع يقر بأن بعد الموت حسابا وأن مصير المرء إما إلى الجنة وإما إلى النار. اللهم إلا أن تكون هذه القضية هى الأخرى محل بحث (حاشا لله) عند هؤلاء،والهجوم غير المبرر على علمائنا الكرام الذين حفظوا لنا الدين بما سطروه من علم نافع لولاه لهلكنا وكتاب الله فى أيدينا لعدم قدرتنا على فهم ما فيه إلا من خلال نقلهم لسنة رسولنا الأكرم، الذى فصل مجمل الكتاب، وفسر ما دق علينا فهمه، وشرع أحكاما ليست مسطرة فيه أوحى الله عز وجل بها إليه وليست قرآنا يتلي،أو اجتهد فيها بهدى من ربه الذى عصمه من الزلل والشطط : «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحي» أو يتطاولون على المؤسسات التى لا تسير فى ركبهم وفى مقدمتها الأزهر الشريف متهمين علماءه وربما إمامه الأكبر بعظائم الأمور، وليست هذه الحملة فى نظرى إلا حملة لصرف العقول والجهود عن معالجة مشكلات يكابدها المسلمون فى الداخل والخارج، فالتتار الجدد يفعلون فى العراق ما لم يفعله أسلافهم، ويعلنون أن خطتهم متدحرجة ليست مصرنا خارج حدودها، وأنهم سيجروننا إلى الكويت أو ربما يأتون هم إلينا لتكون نهايتهم المحتومة على أيدى مجموعات استطلاع بسيطة من رجال قواتنا المسلحة خارج حدودنا دون أن تتحرك كتيبة أو سريّة من قواتنا المرابطة على كامل حدودنا، والصهاينة يفعلون فى أطفال فلسطين وشبابها ورجالها ونسائها كل جرائم الحرب والإبادة الجماعيّة فى غطاء من الدعم اليهودى والصمت الدولي، والعديد من الدول المحيطة بنا أصبحت فى مهب الريح أو كادت وأعين من فعلوا بهم ما فعلوا على أرض الكنانة، ولعل هؤلاء هم وكلاؤهم الذين يتمنون لهم التوفيق فى إزكاء الفتنة وإلهاء المصريين عامة وخاصة عن إفساد مخططات هؤلاء لينشغل بعضهم ببعض فهذا يشكك وهذا يدفع، وهذا يشتم وذاك يرد....ولذا فإن قطع ألسنة قادة الفتن وردهم إلى جحورهم يجب أن يكون من أولويات متخذ القرار لوأد الفتنة ورد الناس إلى لحمتهم الوطنية وانشغال العمال بأعمالهم دفعا لحركة إنتاج أوشك الصدأ على الإجهاز على صلاحيتها، وينشغل المفكرون بتبصير الناس بقاضيانا النافعة، وينشغل العلماء فى تحصين الناس من مخاطر الإرهاب والتخريب المتعمد للبنية التحيتية للكهرباء والماء والغاز والطرق والكبارى وغيرها،ويبدع علماء الاقتصاد فى إيجاد الحلول الابتكارية لإنقاذ اقتصادنا المريض مرضا غير ميئوس الشفاء ، على الأمن أن يبسط يده لبتر عناصر الإجرام والتخريب بلا هوادة، وعلى القضاء أن يعجل بأحكامه الرادعة، وعلى المؤسسات أن تطبق القوانين الكفيلة بتخليصها من سوسها الناخر فى عظامها والموهن لجسد الوطن، وبصفتنا مؤسسة من مؤسسات الوطن المستهدفة بالتخريب،نعلن انتهاء المهادنة ونفاد فرص المخرفين ممن ينتمون إلى مؤسسة الأزهر إن وجدوا أو من خارجه ممن يتعرضون للثوابت ويعتدون على اختصاصات الأزهر الشريف،فلن نتردد فى اتخاذ أقصى ما يسمح به القانون وتقره اللوائح ضد الخارجين على خط الأزهر الوسطى إن كانوا من العاملين به، وملاحقة المتطفلين الجهلاء أو الخبثاء الذين يخوضون فيما لا يجوز لهم الخوض فيه من أمور الدين، وعلى وزارة الأوقاف مواصلة جهودها المشكورة لمنع غير المرخص لهم بالخطابة من الخطابة، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يرتدون الزى الأزهرى مع فقدهم شروط ارتدائه المنصوص عليها فى القانون الصادر مؤخرا،حتى لا ينخدع الناس بهؤلاء ويحسبوهم من علماء الأزهر الشريف وهو منهم براء، وعلى القنوات الإعلاميّة التأكد من هويّة وتأهيل ووسطية من يستضيفونهم للتحدث فى أمور تتعلق بالشأن الديني، فيا هؤلاء وهؤلاء كفاكم عبثا بعقول الناس وإضرارا بوطنكم ومستقبل أبنائكم وأحفادكم، فقولوا خيرا أو اصمتوا، ولعلّ صمتكم أيسر لكم. وكيل الأزهر الشريف